اعتبرت مبادرة "لا لهدم مبني شيكوريل" أن اختفاء نسخة تمثال "كاتمة الأسرار"، للنحات محمود مختار، من حديقة الشلالات بوسط الإسكندرية، هو حلقة جديدة من حلقات نزيف التراث وإهماله المتعمد، مطالبة المسئولين بضرورة التصدي لتلك المحاولات التي تهدف إلي إزالة ملامح عروس البحر المتوسط. ولفت مؤسس المبادرة حميد سعيد - في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط - إلي حجم الكوارث التي تعرض لها تراث الإسكندرية، خلال السنوات الخمس الأخيرة، معتبرا أنها خطة متعمدة لشويه الميادين والقضاء علي تراث وآثار المدينة. وأضاف مؤسس المبادرة - التي تضم مجموعة من أبناء الإسكندرية، وتعرف نفسها بأنها مبادرة تهدف لحماية البقية الباقية من تراث المدينة - أن أهالي المنطقة فوجئوا باختفاء التمثال، أمس الأول، من مكانه بحديقة الشلالات، مضيفا "تقدمنا بشكوي إلي رئيس حي وسط الإسكندرية، علاء مرسي، ووعد بإجراء تحقيق وتشكيل لجنة للبحث في الأمر". وقال سعيد "قيمة التراث تكمن في أنه ليس حجرا، وإنما شاهد علي الزمن، وإزالته تعني طمس التاريخ والهوية". ومن الجدير بالذكر أن تمثال "كاتمة الأسرار" للنحات محمود مختار، والذي كان يتواجد في حديقة الشلالات بوسط الإسكندرية، هو نسخة مقلدة من تمثال محمود مختار الأصلي المعروض حاليا في متحفه بالقاهرة، وكانت قد تصاعدت المطالبات بترميمه بعد أن ساءت حالته مؤخرا نتيجة تعرضه للكسور. وتعليقا على اختفاء التمثال، قال مصدر مسؤول بإدارة آثار الإسكندرية إن تماثيل الميادين ذات قيمة أثرية، ولكنها لم تدرج ضمن الآثار، ولم تسجل بعد في سجل التراث، مشيرا أن أعمال الترميم تجرى في الوقت الحالي بالجهود الذاتية، لنقص الموارد المالية. وأضاف أنه تم الانتهاء من تقارير المادة العلمية الخاصة بتسجيل التماثيل التاريخية الموجودة بميادين محافظة الإسكندرية، ومنها تماثيل محمد على وإبراهيم باشا وسعد زغلول، وذلك بعدما عانت لفترة طويلة من الإهمال وعدم الصيانة، الأمر الذي زاد من سوء حالتها. ولفت المصدر إلى أن عددا من الأثريين بالإسكندرية كانوا قد طالبوا وزير الآثار السابق الدكتور ممدوح الدماطي بتشكيل لجنة لترميم التماثيل الأثرية بميادين المحافظة، وإزالة عشوائيات الباعة الجائلين حولها.