واشنطن: اتفقت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الجمعة على العمل من أجل استئناف مفاوضات السلام في الشرق الأوسط. وجاء في بيان مشترك نُشر في ختام محادثات استمرت اكثر من سبع ساعات ونصف الساعة في نيويورك بين كلينتون ونتنياهو "المحادثات هدفت إلى إيجاد ظروف استئناف المفاوضات المباشرة التي ترمي الى التوصل الى حل الدولتين". وأكدت كلينتون "التزام الولاياتالمتحدة حيال امن اسرائيل والسلام في المنطقة"، مشيرة الى الحاجات الامنية للدولة العبرية التي "ستؤخذ في الحسبان بالكامل في اي اتفاق سلام مستقبلي". وقالت كلينتون ردا على سؤال الصحفيين عمَّا إذا كانت ترى أن عملية السلام سوف تُستأنف قريبا: "هذا ما سنناقشه، فكلانا ملتزم للغاية بذلك". وانتقدت كلينتون قرار إسرائيل بناء 1300 وحدة سكنية في القدسالشرقية، واعتبرت الخطة عائقا أمام استئناف مفاوضات السلام مع الفلسطينيين. واتفق الجانبان على اعتبار احتياجات إسرائيل الأمنية قضية أساسية في أي اتفاق سلام مع الفلسطينيين. وكان نتنياهو قد قال قُبيل لقائه كلينتون "إن بلاده جادة للغاية بشأن التوصل إلى صفقة سلام نهائية مع الفلسطينيين وأنه يأمل توسيع عملية السلام لتشمل أيضا دول عربية أخرى". واشار الى انه قد أجرى مشاورات مكثفة مع كلينتون عبر الهاتف خلال الأسابيع القليلة المنصرمة، لكنهما لم يلتقيا وجها لوجه منذ افتتاح جولة المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية المباشرة في مدينة القدس في شهر سبتمبر/أيلول الماضي. وقال نتنياهو إن محادثاته مع كلينتون ترمي إلى إيجاد مخرج لمأزق مفاوضات السلام التي كانت قد وصلت إلى طريق مسدود بُعيد انطلاقها ، حيث أصر الفلسطينيون على عدم استئنافها ما لم توقف إسرائيل نشاطها الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية. وفي موازاة ذلك ، كشف موقع "يديعوت أحرونوت" الخميس أن "لجنة التخطيط والبناء المحلية" في بلدية الاحتلال في القدس تعتزم بحث مشروع جديد لبناء فندق يشمل 130 وحدة سكنية في مستوطنة غيلو في القدسالمحتلة والمحاذية لقرية بيت صفافا الفلسطينية يوم الأثنين المقبل. وذكر الموقع أن الحديث يدور عن مشروع بمبادرة مستثمر خاص، لكنه يقع في المنطقة الفاصلة بين مستوطنة غيلو وبيت صفافا ويشمل اقامة 3 عمارات للسكن تتكون كل واحد من 11 طابقًا. وزعمت البلدية أن الحديث يدور عن بحث في طلب مالك الأرض بالسماح له بإستعمال الأرض لمشاريع سكنية بدلاً من مشاريع فندقية. لكن عضو البلدية من حزب "ميرتس" المعارض يوسف أللو قال إن توقيت البحث في المشروع ليس صدفة: "نحن نرى أن رئيس البلدية بركات ونتنياهو يخافان من التحدث مع الفلسطينيين، ويخافان من التوصل الى اتفاقية، ويحاولات القيام بألاعيب صغيرة لعرقلة المفاوضات". وكان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قد ناشد الأربعاء مجلس الأمن لاتخاذ إجراء عاجل لمواجهة استمرار الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية حيث تؤكد إسرائيل انها تريد مواصلة البناء من دون قيود. وخلال احتفال رسمي جرى تنظيمه بمناسبة الذكرى السنوية السادسة لوفاة سلفه ياسر عرفات، قال عباس إنه سيطالب الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالإيفاء بتعهد سابق كان قد قطعه على نفسه لإنشاء دولة فلسطينية خلال سنة. واضاف عباس: "نحن نعتبر ذلك التصريح بمثابة الالتزام من قبل الرئيس أوباما، وليس مجرد شعار. كما نأمل ألا يقول لنا العام المقبل نحن نعتذر، فليس بوسعنا فعل ذلك".