قال أيمن سلامة أستاذ القانون الدولي وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إنه من المتوقع إجراء جنازة عسكرية رسمية للدكتور بطرس بطرس غالي الأمين العام السابق لمنظمة الأممالمتحدة نتيجة لتقلده قلادة النيل أرفع وسام مصري، ومن المرتقب أن يحضرها الرئيس عبدالفتاح السيسي والعديد من زعماء العالم الحاليين والسابقيين وخاصة من الدول الافريقية. وأضاف سلامة في تصريح خاص ل"محيط"، أن "بطرس غالي"كان أول أفريقي وعربي ومصري يشغل منصب الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة عام 1992، فضلا عن أنه كان أول رئيس للمجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر وأكثر الشخصيات العالمية التي شغلت عضوية الكثير من المؤسسات والهيئات الأكاديمية في أكثر قارات العالم، موضحا أن "غالي" كان أحد كبار المسئولين المصريين البارزين الذين استعان بهم الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات في مسيرة السلام المصرية الإسرائيلية في زيارته لقدس عام 1967 وحتي توقيع معاهدة السلام 1970. وأشار سلامة إلي أن "غالي" كان الوحيد من كافة المصريين الذي شغل منصب نائب رئيس الوزراء للشئون الخارجية لمدة 15 عام، موضحا أن "غالي" خلال عمله في منظمة الأممالمتحدة حافظ علي استقلالية وهيبة المنظمة حتي في مواجهة القوي العظمي وتحديدا الولاياتالمتحدةالأمريكية مما أدي لخسارته لمنصبه فيما رفضت أمريكا تجديد ولايته الثانية كأمينا عاما للمنظمة في سابقة تاريخية خطيرة في تاريخ المنظمة منذ إنشائها 1945. وأوضح سلامة أن "غالي" يرجع له الفضل في اصدار"خطة للسلام" والتي حددت المفاهيم المختلفة لحفظ وصنع وبناء وإنفاذ السلام لأول مرة في تاريخ منظمة الأممالمتحدة، مضيفا:"احتدم الصراع بين "غالي" الأمين العام الأسبق من ناحية وبين الولاياتالمتحدة وإسرائيل في عام 1996 من ناحية أخري فيما أصر علي نشر تحقيق لجنة تقصي الحقائق للأمم المتحدة بشأن مذبحة "قانا" التي ارتكتبتها القوات الإسرائيلية بحق المدنيين اللبنانيين وقوات حفظ السلام الدولية في لبنان. وروي "غالي" لتلميذه "أيمن سلامة" عن قرار الرئيس الراحل محمد أنور السادات بصرف مكافأة ل"غالي" عن جهده الوطني في سفينة السلام مع إسرائيل بتعويض أسرة "غالي" عن كل ما تم تأمينه من أطيان زراعية وعقارات وممتلكات اخري بعد ثورة يوليو 1953 ولكن رفض "غالي" ذلك، وحين سأل أيضا الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك "غالي"عن عناده وتصلبه أمام الإدارة الأمريكية مما أدي لفقدانه منصبه فأجابه أن رفض الولاياتالأمريكية التجديد لمدته يعد أرفع وسام علي صدره. ونوه سلامة إلي أن "غالي" كان أول مسئول مصري منذ أكثر من 30 عام يحذر من اهمال ملف نهر النيل وأكد في العديد من المنتديات الاكاديمية والبحثية أن مياه النيل تمثل لمصر المحدد الأول للأمن القومي المصري.