أقامت لجنة العلوم السياسية بالمجلس الأعلى للثقافة مساء أمس، لقاءً استهلاليا لأنشطتها، تحت عنوان "الدبلوماسية البرلمانية ودعم الدور المصرى"، بحضور السفير محمد العرابى رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب ووزير الخارجية الأسبق. وأدار الجلسة الدكتور إكرام بدر الدين مقرر لجنة العلوم السياسية بالمجلس الأعلى للثقافة. وقد أكد السفير محمد العرابى فى هذا اللقاء على ضرورة التكامل بين الدبلوماسية الرسمية والدبلوماسية البرلمانية والشعبية، لأنه لا غنى عن الدبلوماسية البرلمانية التى تلعب دورًا هامًا فى التمهيد للدبلوماسية الرسمية للدولة، وتساهم بشكل كبير فى فتح قنوات اتصال جديدة مع الدول الأخرى . و ضرب مثلا بقضية أزمة سد النهضة، حيث إنه يرى أن الدبلوماسية البرلمانية والشعبية معا، سيسهمان بشكل أكثر فعالية فى إيجاد حل للأزمة من خلال المضى قدمًا فى مسارين اثنين ، هما : أولا:تعزيز العلاقات المصرية الأفريقية بشكل عام، وبصفة خاصة مع السودان وإثيوبيا وبقية دول حوض النيل ، و ثانيًا: العمل على تقديم سائر سبل الدعم من البرلمان للمفاوض المصرى، حيث إن العودة فى كل قرار إلى موافقة البرلمان، من شأنها أن تعزز موقف المفاوض، إذ أن القرار في البرلمان لا بد أن يتم حسابه بدقة. وعن تشكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، صرح العرابى أنه قد تم على أعلى مستوى، لأنها ضمت مجموعة تحمل الكثير من الخبرات المتنوعة، مثل النائب الدكتور عماد جاد، و النائب الأستاذ مصطفى الجندى. هذا وقد أبدى العرابى تطلعه إلى التعاون بقدر أكبر مع المراكز البحثية المتخصصة، لكى تصبح اللجنة أشبه بمخزن للأفكار؛ فتقدم أفضل أداء ممكن. وأشار إلى اهتمامه الكبير بالمصريين المقيمين فى الخارج، الذين يعدون بمثابة سفراء لمصر فى شتى بقاع العالم، وأوضح أن رؤيته تتمحور حول أن يتم تضافر طاقات هؤلاء المصريين حول العالم، مع تجميعها فى "لوبى" مصرى، يعمل لمصلحة الوطن فى مختلف الجوانب. من جانبه اقترح الدكتور جمال زهران أستاذ العلوم السياسية، فى مداخلة له، عمل "دورات نقاشية" لأعضاء لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، على أن تنظمها لجنة "العلوم السياسية" بالمجلس الأعلى للثقافة، للاستفادة والاسترشاد بآراء الأساتذة أعضاء لجنة العلوم السياسية. وإلى جانب هذا، شدد الدكتور جمال على وجوب الاهتمام بلجنة الشؤون الخارجية والتركيز عليها خلال الفترة القادمة. فى نهاية الجلسة رحب السفير عرابى بطلب الدكتور إكرام بدر الدين، حول تكرار مثل هذا اللقاء، كما صرح أنه يجب بالفعل أن تعاد هذه الجلسة ولكن بعد تشكيل اللجان، وبحضور مجموعة من الأساتذة والباحثين المتخصصين وطلاب العلوم السياسية، مؤكدًا أيضًا على أهمية دعوة السيد وزير الخارجية إلى مثل هذه الجلسات، واقترح أن يتم تنظيم اللقاء التالى فى شهر مارس القادم.