اسلام باد: قام سفير باكستان في الولاياتالمتحدة حسين حقاني بتقديم استقالته من منصبه الثلاثاء بسبب ما تردد عن أنه سعى إلى طلب مساعدة الإدارة الأمريكية ضد القادة العسكريين في بلاده. وكان حقاني قد اتهم بكتابة مذكرة يطلب فيها مساعدة الولاياتالمتحدة لتجنب قيام العسكريين بالاستيلاء على السلطة في أعقاب مقتل أسامة بن لادن في عملية نفذتها قوة خاصة أمريكية في شهر مايو/آيار الماضي. ونفى السفير وهو حليف مقرب من الرئيس الباكستاني أي دور له في كتابة المذكرة أو إرسالها، قائلا "إن تلك المزاعم روجها أحد أعضاء جماعات الضغط المقيمين في أمريكا". وقد أضاف هذا الخلاف مزيدا من التوتر في العلاقات السيئة بالفعل بين المدنيين وقادة العسكريين في باكستان. وكانت الحكومة الباكستانية قد استدعت حقاني إلى إسلام أباد هذا الأسبوع وعقب اجتماعه مع زعماء البلاد من المدنيين وقائد الجيش ومديري الاستخبارات قدم السفير استقالته الثلاثاء.ونقل التليفزيون الباكستاني قبول الحكومة للاستقالة. وقال حقاني في رسالة له عبر خدمة تويتر: "إنه يستطيع المساهمة بالكثير في بناء باكستان جديدة خالية من التعصب الأعمى وعدم التسامح". من جانبه قال متحدث باسم رئيس الوزراء إن الحكومة ستتيح فرصة كافية وعادلة لكل الأطراف لتقديم وجهات نظرهم في التحقيق الذي قال إنه سيكون عادلا وموضوعيا ودون تحيز. وكانت فضيحة المذكرة قد ظهرت أول الأمر في مقالة في صحيفة "فاينانشال تايمز" كتبها رجل الأعمال الأمريكي الباكستاني الأصل منصور إعجاز ونشرها في العاشر من أكتوبر هذا العام. وقال رجل الأعمال إعجاز في المقالة إن الرئيس الباكستاني زرداري عرض تغيير قادة الجيش من العسكريين وقطع جميع الصلات بالجماعات العسكرية في أعقاب مقتل أسامة بن لادن في شهر مايو/آيار الماضي. وقد اتخذ الموضوع منحى جديدا عندما عاد كاتب المقالة خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي و برأ الرئيس الباكستاني زرداري من أي دور في القضية وحمّل السفير حقاني المسؤولية وحده في موضوع المذكرة. وقد أدت القضية إلى فتح وسائل الإعلام الباكستانية لمسألة دور العسكريين والولاياتالمتحدة في السياسة الباكستانية. ثم تعقدت القضية أكثر بانخراط لاعب الكريكت السابق والسياسي المعارض عمران خان فيها. فقد ذكر خان في كلمة له أمام تجمع كبير في لاهور في 30 من شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي اسم السفير حقاني باعتباره أحد المشاركين في توجيه المذكرة.