إسلام أباد:- قدم حسين حقاني سفير باكستان في أمريكا استقالته بسبب ما تردد عن أنه كتب مذكرة يطلب فيها مساعدة واشنطن لتجنب قيام العسكريين بالاستيلاء على السلطة، في أعقاب مقتل أسامة بن لادن في عملية نفذتها قوة خاصة أمريكية في شهر مايو الماضي. وقد نفى السفير -وهو حليف مقرب من الرئيس الباكستاني آصف زرداري- أي دور له في كتابة المذكرة أو إرسالها، وقال إن تلك المزاعم روجها أحد أعضاء جماعات الضغط المقيمين في أمريكا. وقد أضاف هذا الخلاف مزيدا من التوتر في العلاقات السيئة بالفعل بين المدنيين وقادة العسكريين في باكستان. وكانت الحكومة الباكستانية قد استدعت حقاني إلى إسلام أباد هذا الأسبوع وعقب اجتماعه مع زعماء البلاد من المدنيين وقائد الجيش ومديري الاستخبارات قدم السفير استقالته الثلاثاء. ونقل التليفزيون الباكستاني قبول الحكومة للاستقالة. وقال حقاني في رسالة له عبر خدمة تويتر: "إنه يستطيع المساهمة بالكثير في بناء باكستان جديدة خالية من التعصب الأعمى وعدم التسامح". وكانت فضيحة المذكرة قد ظهرت أول الأمر في مقالة في صحيفة "فاينانشيال تايمز" كتبها رجل الأعمال الأمريكي الباكستاني الأصل منصور إعجاز ونشرها في العاشر من أكتوبر الماضي. وقال إعجاز في المقالة إن الرئيس الباكستاني زرداري عرض تغيير قادة الجيش من العسكريين وقطع جميع الصلات بالجماعات العسكرية في أعقاب مقتل أسامة بن لادن في شهر مايو الماضي. وقد اتخذ الموضوع منحى جديدا عندما عاد كاتب المقالة خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي وبرأ الرئيس الباكستاني زرداري من أي دور في القضية وحمّل السفير حقاني المسئولية وحده في موضوع المذكرة. وكانت القضية قد أدت إلى فتح وسائل الإعلام الباكستانية لمسألة دور العسكريين وأمريكا في السياسة الباكستانية. ثم تعقدت القضية أكثر بانخراط لاعب الكريكت السابق والسياسي المعارض عمران خان فيها. فقد ذكر خان في كلمة له أمام تجمع كبير في لاهور في 30 من شهر أكتوبر الماضي اسم السفير حقاني باعتباره أحد المشاركين في توجيه المذكرة.