القاهرة: حثت مسؤلة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوربي، كاثرين اشتون، السلطات المؤقتة في مصر على وقف العنف ضد المحتجين، وضمان حدوث تحول ديمقراطي بعد الإطاحة بحسني مبارك في فبراير الماضي. وقالت شبكة "الجزيرة" الفضائية أنه قتل عشرة أشخاص وأصيب عشرات آخرون بعد اقتحام قوات مشتركة من الجيش والشرطة ميدان التحرير بوسط العاصمة المصرية مساء أمس الأحد.
وحاولت قوات الأمن فض اعتصام الميدان بالقوة واشتبكت مع المتظاهرين، وقد عقدت الحكومة المصرية اجتماعا عاجلا مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة أكدت بعده أن الانتخابات البرلمانية ستجرى في موعدها.
ميدانيا سادت حالة من الهدوء الحذر في ميدان التحرير الليلة بينما استمر توافد المتظاهرين إليه، وقامت قوات الأمن بإلقاء قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين من أمام مقر وزارة الداخلية.
وأفادت الأنباء أن ستة أشخاص أصيبوا بجروح في السويس بينما استمرت المطاردات في الشوارع بين رجال الأمن والمتظاهرين، وقد نظم العشرات من أبناء محافظة سيناء الليلة عددا من التظاهرات أمام المساجد وبميدان الحرية بوسط مدينة العريش تضامنا مع متظاهري ميدان التحرير.
وفي المحلة الكبرى نظم المئات وقفة احتجاجية بميدان الشهداء تضامنا مع متظاهري التحرير، ووقعت اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن المركزي أمام مديرية الأمن في قنا مما أدى إلى إصابة خمسة من المتظاهرين بجروح وثلاثة من قوات الأمن المركزي.
أما في الإسماعيلية فقد حاول المئات اقتحام مبنى الشرطة في المدينة لكن قوات الأمن حالت دون ذلك مشددة من إجراءاتها الأمنية حول المنشآت الحكومية ومبنى هيئة قناةالسويس.
وقد بث ناشطون على الانترنت صورا لمتظاهر قيل انه قتل أمس في ميدان التحرير، كما لم ينجو أفراد طاقم الجزيرة بالقاهرة من تبعات التدخل العنيف من جانب قوات الأمن المصرية وقد أدى ذلك إلى إلحاق أضرار بالغة بأجهزة البث عبر الأقمار الصناعية المملوكة للقناة كما أدى التدخل إلى تحطيم معدات التصوير والعديد من الأجهزة الخاصة بالنقل التلفزيوني المباشر.
وأفاد مراسل "الجزيرة" الإخبارية بأن ميدان التحرير لا يزال يعج بالمعتصمين الذين يتمسكون بمطالبهم وفي مقدمة هذه المطالب إسقاط الحكومة التي يرونها أنها عاجزة، ولم تقم بدورها على الوجه المطلوب كحكومة ثورة، وان سيارات الإسعاف تدخل إلى ميدان التحرير في وقت مبكر من صباح الاثنين فيما يبدو انه عمليات نقل لجرحى ومصابين خلال مناوشان مستمرة خاصة بالقرب من شارع محمد محمود المؤدي إلى مقر وزارة الداخلية المصرية، حيث يعتقد بأن متظاهرين يسعون إلى اقتحام مقر الوزارة ويتبادلون الاشتباكات مع قوات الأمن وقوات الحراسة المحيطة بمقر الوزارة وتسقط إصابات بين الحين والآخر.
كما أشار إلى أن هذه الحالة مستمرة منذ انتهاء الاشتباكات الرئيسية التي وقعت في الخامسة عصرا أمس الأحد وسقط خلالها عدد من القتلى والجرحى مشيرا إلى أن التقديرات الرسمية لوزارة الصحة تشير إلى ستة قتلى اليوم إلى جانب قتيلين بالأمس، قتيل في القاهرة وآخر في الإسكندرية، واليوم هناك تقديرات من المستشفى الميداني بميدان التحرير وهو مستشفى أقامه أطباء في الميدان يتحدثون عن نحو عشرة قتلى على الأقل .
كما أضاف المراسل أن هذا الرقم تؤيده تقديرات غير رسمية في مشرحة زينهم التي تتسلم جثث القتلى خلال هذه الاشتباكات، كما أصدرت القوى السياسية الكثير من البيانات اليوم، وتوقعات بعقد عدد من المؤتمرات اليوم ردا على هذه الأحداث التي لا تزال مستمرة.
فحزب غد الثورة برئاسة أيمن نور أعلن عن مؤتمر صحفي ظهر الغد للتعليق على هذه الأحداث التي ترى القوى السياسية أنها تؤثر سلبا على المشهد السياسي برمته وتؤثر سلبا على عملية نقل السلطة إلى مؤسسات مدنية منتخبة سواء جرت الانتخابات في موعدها أو لم تجرى في موعدها فإنها ستؤثر سلبا عليها.
وأشار المراسل إلى أن هذه الأحداث ألقت بظلالها أيضا على كافة المحافظات المصرية تقريبا احتجاجا على الأسلوب المستخدم في مواجهة المحتجين في ميدان التحرير.
وأضاف أن بيان القوات المسلحة أعرب فيه عن أسفه لأحداث التحرير وأكد أن الانتخابات ستجرى في موعدها، وطالب الحكومة بالتحقيق في هذا الأمر، وكان اللواء محسن الفنجري عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة قد أكد في وقت سابق على أن الأسباب الحقيقية لما يجري في ميدان التحرير سيتم الكشف عنها في الوقت المناسب، مشيرا إلى أن هناك حالة صدمة في الشارع المصري برمته لتسارع الأحداث بهذه الوتيرة، وسقوط هذا العدد الكبير من القتلى وبلوغ عدد الجرحى إلى أكثر من 1500 مصاب تقريبا على مدار اليومين الماضيين، واعتقال 54 شخصا في القاهرة أحيلوا إلى نيابة وسط القاهرة إلى جانب نحو 60معتقلا في الإسكندرية .
وأعرب شيخ الأزهر الدكتور احمد الطيب عن أسفه لما شهده ميدان التحرير من مواجهات بين قوات الأمن والمعتصمين وألقى شيخ الأزهر باللائمة في تلك الأحداث على وثيقة المبادئ الدستورية التي تعرف بوثيقة السلمي.
وطالب شيخ الأزهر المصريين بالابتعاد عن أماكن التظاهرات والاعتصامات، ودعا الحكومة بالضرب بيد من حديد على من سماهم الخارجين عن القانون وكل من يعطل الحياة العامة.
على صعيد آخر علم مراسل "الجزيرة" بالقاهرة أن تصويت المصريين الموجودين بالخارج في الانتخابات البرلمانية المقبلة المقرر إجراؤها في الثامن والعشرين من الشهر الجاري يواجه صعوبات عدة قد تؤدي إلى إلغاءه.
وقالت مصادر مطلعة لمراسل الجزيرة في القاهرة أن نسبة تسجيل المصريين في الخارج لم تتجاوز حتى الآن 2.5% من أصل عشرة ملايين شخص وهو عدد المصريين في الخارج.