تشير الاحصائيات إلى ارتفاع نسبة الوفيات بين الحوامل إلى 830 حالة وفاة كل يوم في في العالم، وتعود بنسبة كبيرة إلى مشكلات خاصة بالحمل وأن 99% منها في الدول النامية رغم أن عدد سكان تلك الدول لا يمثل 99% من سكان العالم، ورغم تلك الصورة الكئيبة يتضح لنا أنه يمكننا الحد من تلك النسبة المرتفعة من الوفيات بالاهتمام بالرعاية الصحية السليمة للحمل ومحاربة الجهل والأمية، لذا أطلقت مؤسسة مصر للصحة والتنمية المستدامة حملة "إنتى الأهم" تلبية للحاجة الملحة للحد من الزيادة السريعة في نسبة الوفيات بين الحوامل. وأوضح الدكتور عمرو حسن مدرس واستشاري النساء والتوليد والعقم بجامعة القاهرة والمؤسس والمدير الطبي لمؤسسة مصر للصحة و التنمية المستدامة، أن حملة "انتي الأهم" تبنت نشر الوعي والثقافة الصحية لدى النساء وخاصة الحوامل كهدف رئيسي لها حتي تتمكن الحوامل من اتخاذ القرارات الصائبة الخاصة بالحمل وتولت نخبة من أشهر الأطباء تثقيف النساء وإجراء الفحوصات المتخصصة لتحديد أكثر الأمراض التي تؤثر على الحمل كما تولت الحملة إعادة صياغة الأدوات التثقيفية التقليدية لتصبح أكثر قبولاً وجاذبية للنساء وقامت بتوزيع كتيبات بسيطة بها رسومات سهلة الفهم ورسائل مباشرة تلقي اقبالاً كبيراً بين النساء بعدما كان الكثير منهن لا يدركن أهمية الثقافة الصحية وخطورة الأمراض التي تهدد حياتهن. وبعد دراسة دقيقة لمعرفة الأسباب الرئيسية للوفيات والأمراض السائدة بين الحوامل، وضعت الحملة سيناريوهات شاملة للوقاية والاكتشاف المبكر للأسباب المؤدية لوفاة الأمهات واستعانت بالرسامين الموهوبين لصياغة السيناريوهات في إطار قصة مرسومة بإبداع فنى. وبعدها أطلقت أول قصة روائية مصورة تحت عنوان "سوبر حامل" تهدف الى رفع وعي النساء الحوامل في مصر والدول النامية , و لقد تم ترجمتها الي اللغة الانجليزية حيث سيتم توزيعها بالمجان علي الدول الافريقية و تعتبر هذه هي القوة الناعمة لمصر و في بداية العام القادم ستقوم المؤسسة بإطلاق أول تطبيق خاص على الهواتف المحمولة يتيح استخدام التكنولوجيا في التثقيف الصحي بسهولة ويسر وتكون السابقة الأولى من نوعها في هذا المجال. ويعد التطبيق على الهاتف المحمول وسيلة أكثر جاذبية وأبسط وأسرع لتوصيل المعلومات للمستخدم وخاصة المعرضين لاضطرابات صحية تعوق حصولهم على النسخة الروائية. فالرواية المرسومة والمصورة وسيلة رائعة لتبسيط المعلومات الأكثر تعقيداً ليس فقط لصغار السن ولكن للكبار أيضاً , الجهل بالأمور الصحية واستمرار المعتقدات الخاطئة تؤدي الى المزيد من الوفيات والإصابات المرضية لدى النساء اليوم. لعل استخدام وسائط ترفيهية حديثة يساعد صغار السن على استيعاب الرسالة على أفضل وجه حيث أنهم يستخدمون التكنولوجيا والوسائط الرقمية بصفة دائمة، وزيادة فعالية الرسالة تكون إما بتوجيهها عن طريق قصة روائية مرسومة أو عن طريق تطبيق رقمي على الهاتف المحمول.