أعادت وزارة الداخلية طوال نهار اليوم نفس يناير ثورة 25 يناير وما حدث من قبل الأمن مع المتظاهرين السلميين يومي 25 و28 يناير وهو ما سبب بالإطاحة بالنظام السابق .. فقد تفجرت مظاهرات العنف والاشتباكات بين آلاف المتظاهرين وقوات الأمن مع صباح اليوم من أجل فض اعتصام المتظاهرين بصينية ميدان التحرير وهو الأمر الذي دفع قوات الأمن إلى أطلاق مئات القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي اتجاه المتظاهرين الذين ردوا على قوات الأمن بالحجارة وإحراق وتحطيم بعض سيارات الشرطة وهو الأمر الذي أسفر عن سقوط عشرات المصابين وفقد العديد من المتظاهرين لعيونهم أثناء أطلاق الرصاص المطاطي من قبل الأمن الذي لم يفرق بين المارة والمتظاهرين واستخدم القوة المفرطة والغير مبررة لفض التظاهر وهو الأمر الذي أعادنا إلي أيام ما قبل 25 يناير في صورة تعيد للأذهان طغيان الداخلية المصرية قبل 25 يناير حيث قامت قوات الشرطة بسحل المتظاهرين السلميين بميدان التحرير والذين ارتدوا الزى المدني واندسوا بين صفوف المتظاهرين و أغلقت الداخلية شارع محمد محمود و شارع القصر العيني حتى لا يتم اقتحام وزارة الداخلية . بدأت الأحداث مع قيام الآلاف من جنود الأمن المركزي صباح اليوم بمهاجمة المعتصمين بميدان التحرير منذ أسبوع أمام مجمع التحرير , حيث قاموا في تمام الساعة 11 صباحا بالهجوم على خيام المصابين وقاموا بهدمها بالكامل واستخدام العنف المفرط ضدهم وانهالوا على ما يزيد عن 5 مصابين بالضرب المبارح حتى وصل إلى حد تكسير ساق ويد احد مصابي الثورة وإصابة آخر بنزيف بالمخ نقل على إثرها إلى مستشفى القصر العيني . ولم يشفع بكاء المصابين واستغاثتهم لعربات الإسعاف من اثر الضرب لهم عند جنود الأمن المركزي , حيث استمروا في استخدام العنف المفرط تجاههم حتى وصل الأمر إلى حرب شوارع بين الطرفين , خاصة بعد قيام عددا من المتظاهرين برشق جنود الأمن بالحجارة مما استدعى الجنود إلى رد الضرب عليهم , فضلا عن استخدام الهراوات تجاههم والتركيز على الضرب على الساق والرأس . ثم انتقلت بعد ذلك الحرب بين الطرفين إلى الكعكة الحجرية , حيث قام المتظاهرون بعمل مسيرة طافت الميدان في محاولة منهم إلى الدخول إلى الكعكة الحجرية ولكن تكاتف رجال الأمن المركزي أدى إلى عدم استطاعتهم الدخول . إلا انه بعد قليل من الاشتباكات صدر أمر من الداخلية بانسحاب الأمن المركزي من الميدان على الفور , وأثناء انسحابهم قام البعض برشقهم بالحجارة مما استدعاهم إلى مهاجمتهم مرة أخرى . وبعد اقل من نصف ساعة حضرت مدرعات الأمن المركزي تحسبا لإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع لفض التظاهرة , إلا أن عددا كبيرا من النشطاء والمتظاهرين افترشوا الأرض وناموا أمام المدرعة لمنعها من اقتحام الميدان وإطلاق القنابل , وبالفعل وسط الحشود القوية انسحبت المدرعات هي الأخرى من الميدان ولكن ظل أسلوب الكر والفر بين المتظاهرين و الأمن المركزي مستمرا , حتى انسحبت الداخلية بالكامل من الميدان بعد تدخل ضابط من الشرطة العسكرية تفاوض مع المتظاهرين . وقد استولى المتظاهرين على سيارة نقل جنود تابعة للأمن المركزي و قام بطرد جميع الجنود بداخلها و اقتادوها إلى مبنى وزارة الداخلية لتسليمها . ولكن بعد ساعتين أعادت قوات الأمن ترتيب صفوفها وعاودت الهجوم على المتظاهرين مما سافر عن وقوع عشرات الإصابات بين المتظاهرين وقد استنكر الدكتور محمد سعد الكتاتني,الأمين العام لحزب الحرية والعدالة,ما قامت به قوات الأمن من استخدام القوة المفرطة في فض الاعتصام الذي قام به عشرات المتظاهرين بميدان التحرير الأمر الذي أدي إلي حدوث إصابات بعضها خطرة-حسب ما نشرت بعض وسائل الإعلام- الأمر الذي يعيد إلي الأذهان ممارسات جهاز الداخلية في النظام البائد . وشدد الكتاتنى علي أنً حق التظاهر والاعتصام مكفول للتعبير عن الرأي شريطة الالتزام بالحدود التي نظمها القانون دون تعطيل للمرور أو مصالح المواطنين أو وسائل الإنتاج , مؤكدا علي ضرورة قيام أجهزة الأمن بضبط النفس وإعطاء الصورة الحضارية في التعامل مع المتظاهرين عقب ثورة كان من أهم أهدافها الحريات العامة للمصريين ومن أهمها حرية التظاهر و التعبير عن الرأي. كما استنكر حزب النور السلفي فض الاعتصام بالقوة كما هو حادث الآن بالميدان وقال الحزب أنه لا يوجد أي مبرر من قبل أجهزة الأمن للتعامل بهذا الشكل مع مواطني بلادهم بلا أي ذنب اللهم إلا التعبير عن الرأي ، وحذر الحزب من العودة إلي صور القمع التي احترفها النظام السابق في مواجهة أبناء الشعب المصري . وفى نفس السياق ، صرح مسئول مركز الإعلام الأمني بوزارة الداخلية بأنه تنفيذاً للقانون .. وعقب توجيه النصح لعدد من المواطنين المعتصمين بميدان التحرير عدة مرات .. اضطلعت قوات الأمن صباح اليوم السبت 19 نوفمبر الجاري بفض اعتصام (200 شخص ) وإزالة كافة الخيام التي أُقيمت بميدان التحرير . وقد التزمت القوات بأقصى درجات ضبط النفس إزاء محاولات بعض المعتصمين إثارتها والاعتداء عليها بإلقاء الحجارة والقطع الخشبية والزجاجات الفارغة ، مما أسفر عن إصابة عدد سبعة من رجال الشرطة تم نقلهم إلى المستشفى للعلاج .. وقد تم إلقاء القبض على خمسة من مثيري الشغب ، وجارى اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة تجاههم . وتهيب وزارة الداخلية بالجميع الالتزام بالقانون حرصاً على مصالح المواطنين ودفعاً لعجلة الإنتاج وتهيئة الأجواء لانتخابات حرة آمنه .