قال الرئيس التونسى، الباجى قايد السبسى، اليوم الاثنين "سنعمل على توفير مناخ سياسي واجتماعى ونفسى ليشعر المواطن التونسى بالاطمئنان وعلى إيجاد صيغ للمصالحة مع كل التونسيين لأن البلد لا تحتمل التهميش". جاء ذلك خلال الاحتفالية الخاصة التى أقيمت اليوم لتكريم الرباعى التونسي الراعى للحوار الوطنى الحاصل على جائزة نوبل للسلام 2015 بقصر قرطاج بحضور رئيس الحكومة، الحبيب الصيد، وممثلى المنظمات والهيئات والأحزاب وعدد من الوزراء وكبار المسئولين وبعض سفراء الدول العربية. وأفاد الرئيس قائلا "نعول أولا على أنفسنا لمواجهة التحديات وننتظر تضامن الأشقاء فى العالم، فالتضامن الدولى يعد قاعدة مادية لاستقرار السلام"، مشيرا إلى أن تلك الجائزة "تشجعنا على التقدم فى هذا الطريق، فلقد قدمنا تضحيات قاسية وكان سلاحنا إيماننا ، فالشعب التونسى متحضر ومسالم وقادر على التمييز بين الفوضى والديمقراطية الحقيقية ...وكان هذا التشريف دليلا على انخراطنا فى الحضارة الكونية، فتونس من أكثر البلاد الأفريقية والعربية انفتاحا على الغرب". واستطرد قائلا "وتونس أول من أعلنت إلغاء الرق وسنحتفل قريبا بمناسبة مرور72 عاما على إلغاء العبودية...فلدينا تحديات كبرى يجب مواجهتها بفضل الذكاء البشرى ويجب أن نتوحد ونتجاوز بهدوء ما نختلف عليه، فالمطلوب منا التوصل إلى كيفية استثمار هذا النجاح فيجب علينا أن نقوم بتوعية الشباب بالقيمة الرمزية والحضارية لتلك الجائزة ونبذ ثقافة العنف والتطرف ، فالاستثمار الفكرى لهذا الحدث يعد فرصة لتونس للحصول على تضامن دولى ، فالإرهاب أضاع العديد من الفرص الاستثمارية وعلى أصدقائنا فى الشرق والغرب أن ترجع ثقتهم فى بلادنا...فلنضع تونس فى المستوى الذى تستحقه فى مصاف دول العالم". واختتم الرئيس التونسى حديثه بتوجيه الشكر للجنة نوبل على منحها تلك الجائزة للرباعى وعلى اختيارها. يذكر أن الرباعي الراعي للحوار في تونس تشكل عام 2013 إثر أزمة سياسية وأمنية عصفت بالبلاد، تمثلت في اغتيالات سياسية وأعمال إرهابية أودت بحياة زعيمين للمعارضة اليسارية وعددًا من الجنود في مرتفعات الشعانبي غرب البلاد. وتكون الرباعي الراعي للحوار الوطني في تونس من أربعة منظمات كبرى في البلاد وهي: الاتحاد العام التونسي للشغل تأسس سنة 1946 على يد الزعيم النقابي "فرحات حشاد"، ويضم غالبية العمال التونسيين ويرأسه اليوم الأمين العام للاتحاد "حسين العباسي".. والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، تأسس سنة 1947 ويضم غالبية الصناعيين والتجار في تونس، بقيادة "وداد بوشماوي".. والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، وهي منظمة تدافع عن حقوق الإنسان، تأسست سنة 1977 من قبل ليبراليين تونسيين، ويرأسها حاليًا المحامي "عبد الستار بن موسى".. وأخيرا الهيئة الوطنية للمحامين التونسيين، ويرأسها حاليًا "محمد الفاضل". يجدر بالذكر أن تلك الجائزة تبلغ قيمتها 8 ملايين كرونة سويدية (972 ألف دولار أميركي)، وستقدم في العاصمة النرويجية أوسلو في العاشر من ديسمبر المقبل.