فاز الرباعي الراعي للحوار الوطني التونسي بجائزة نوبل للسلام لعام 2015، وذلك لدوره في خروج البلاد من أزمتها السياسية بعد الإطاحة بنظام بن علي عام 2011 رغم المخاطر التي واجهتها تونس نتيجة اغتيالات سياسية واضطرابات اجتماعية حدثت على نطاق واسع. واستطاع المرشح التونسي اقتناص الجائزة من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي كانت تعد الأوفر حظا من بين المرشحين، والبابا فرنسيس، ونشطاء مناهضون للأسلحة النووية من بين المرشحين لنيل نوبل للسلام لعام 2015. رباعي الحوار الوطني ويتكون الرباعي الراعي للحوار الوطني في تونس من أربعة منظمات كبرى، هم الاتحاد العام التونسي للشغل الذي تأسس سنة 1946 على يد الزعيم "فرحات حشاد"، ويعد الهيئة الرئيسية التي تجمع العمال التونسيين ويرأسه اليوم الأمين العام للاتحاد "حسين العباسي". والثانية الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، الذي تأسس سنة 1947، وترأسه الآن وداد بوشماوي"، أما الثالثة هي الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، تأسست سنة 1977 من قبل ليبراليين تونسيين، ويرأسها حاليا المحامي "عبد الستار بن موسى". والمنظمة الأخيرة الهيئة الوطنية للمحامين التونسيين، ويرأسها حاليا عميدها المحامي "محمد فاضل". وتشكل الرباعي الراعي للحوار الوطني في تونس بدعم من رئيس الجمهورية السابق المنصف المرزوقي ورئيسي الحكومة علي العريض ومهدي جمعة ورئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر قبل انتخاب الباجي قائد السبسي رئيسا لتونس عام 2014. شكرى بلعيد بداية عمله بدأ "الرباعي الراعي للحوار" عمله في 5 أكتوبر 2013 لإيجاد مخرج من الأزمة السياسية التي عرفتها البلاد في أعقاب اغتيال المعارض السياسي شكري بلعيد والنائب محمد البراهمي الذي رفع سقف مطالبه إلى حد حل المجلس الوطني التأسيسي، وإسقاط الحكومة في زمن محمد المنصف المرزوقي رئيس الجمهورية وقتها. وساهم الرباعي في عدة خطوات أهمها إسقاط حكومة "الترويكا" برئاسة علي العريّض في ذلك الوقت ووضع خارطة طريق هدفها التسريع في إنهاء كتابة الدستور الجديد وتحديد موعد نهائي للانتخابات التشريعية والرئاسية كآخر خطوة في المسار الانتقالي بعد أكثر من 3 سنوات من إطاحة نظام بن على في تونس، لتتسلم على أثرها المؤسسات المنتخبة شرعيا مسؤولية تسيير البلاد ورسم ملامح المرحلة القادمة لتونس ما بعد الانتخابات. كوان للحوار الوطني دورا كبيرا في الفترة الانتقالية التي مرت بها تونس حتى استطاع الفوز بهذه الجائزة التي اعتبرها الاتحاد العام التونسي للشغل، تكريما لشهداء الثورة، التي أطاحت بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي مطلع 2011 وفي تصريحات سابقة لأمينه العام حسين العباسي قال إن الجائزة تعد تأكيدا أن تونس دولة مدنية اجتماعية ديمقراطية. ترحيب بالجائزة الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، قال إن جائزة نوبل للسلام تكرس طريق التوافق الذي اختارته تونس، مضيفا أن تكاتف الجهود والقوى السياسية سيدعم الأجهزة المعنية في الحرب التي أعلنتها تونس ضد الإرهاب. كما أعلن رئيس مجلس نواب الشعب محمد الناصر في وقت سابق عن إقامة احتفال وطني بمناسبة نيل تونس لجائزة نوبل للسلام، وشكل لجنة للتحضير للاحتفال. الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي رحبتا بذهاب جائزة نوبل للسلام للرباعي الراعي للحوار التونسي. واعتبرها الرئيس الفرنسي فرانسوا أورلاند، في تصريحات أذاعتها قناة "سكاي نيوز عربية"، تكرس نجاح العملية الانتقالية إلى الديمقراطية في تونس.