أنقرة: تعهد الرئيس التركي عبد الله جول السبت بمواصلة بلاده لمكافحة الإرهاب لحين القضاء على حزب العمال الكردستاني التركي المحظور ، مؤكدا ادانته للهجومين المسلحين الاخيرين على القوى الأمنية في جنوب شرق البلاد. ونقلت صحيفة "القدس العربي" عن الرئيس التركي قوله:"أود الإعلان إلى العالم مرة أخرى أن تركيا ملتزمة بمكافحة واسعة النطاق للمنظمة الإرهابية بأقوى وأكثر طريقة فعالة"، معتبرا أن الهجمات الإرهابية لن تضعف الدولة التركية وشعبها أو تعيق السلام والأمن في البلاد . وأشار إلى أن الخوف الكبير للمنظمات الإرهابية هو دائماً من الديمقراطية ، ولفت إلى أن تعزيز معايير الديمقراطية في تركيا شكل تهديداً لوجود هذه المنظمات، مؤكدا أن مكافحة الإرهاب تتصدر وستواصل تصدرها لأولويات تركيا إلى حين القضاء على حزب العمال الكردستاني. إلى ذلك، دعا حزب الحركة القومية المعارض السبت الحكومة إلى إجراء انتخابات عامة مبكرة بعد الهجومين على القوى الأمنية اللذين أوديا بحياة 10 جنود في جنوب شرق البلاد ليل الجمعة السبت . وأضاف "أدعو رئيس الحكومة رجب طيب أردوجان وحكومته إلى اتخاذ إجراءات عاجلة وفعالة لمكافحة الإرهاب ". وكان الجيش التركي ومصادر بحزب العمال الكردستاني أعلنا السبت أن المعارك التي اندلعت مؤخراً بين الجانبين في المناطق الحدودية بشمال العراق أسفرت عن مقتل ثمانية جنود أتراك على الأقل، ونحو 12 مسلحاً من الانفصاليين الأكراد. وتوقع الجيش التركي "صيفاً ساخناً" في المنطقة مع تصاعد عمليات التسلل التي يقوم بها عناصر الحزب الكردستاني ، مشيراً إلى أن ضربات التنظيم باتت أوسع وأقوى، إذ سقط منذ مارس/ آذار الماضي 43 جندياً تركياً، مقابل 130 مسلحاً كردياً. وقال الجنرال فخري كير قائد قوة الأمن الداخلي التابعة للجيش التركي إن أنقرة تمكنت من تحسين الضربات الجوية التي تشنها ضد حزب العمال ورفع مستوى دقتها، كاشفاً أن الغارة التي نفذتها مقاتلات تركية في 20 مايو/أيار الماضي عند الحدود مع العراق أدت إلى مقتل أكثر من مائة مسلح. يذكر أن حزب العمال الكردستاني يقاتل الحكومة التركية منذ نهاية العقد الثامن من القرن الماضي، وكانت مطالبه الأساسية تصل إلى حد الدعوة لانفصال الأقاليم التي يقطنها الأكراد وهم يشكلون 18 في المائة من سكان البلاد ، ولكن مطالب الحزب تبدلت في السنوات الأخيرة، وباتت تقتصر على الاعتراف بالحقوق والثقافة الكردية، علماً أن النزاع حصد حتى اليوم أكثر من 30 ألف قتيل. وتصاعد القتال في جنوب شرق تركيا في الأسابيع الأخيرة لان فصل الصيف يساعد على زيادة عمليات التسلل للمسلحين الذين لديهم عدة مخيمات في منطقة كردستان العراق التي تتمتع بحكم ذاتي، وذلك بعدما علق المسلحون وقفا لإطلاق النار أعلنوه من جانب واحد قبل عام. وجاء تعليق وقف إطلاق النار بعد أيام على إعلان قائد الحزب عبد الله أوجلان في رسالة من سجنه التركي أن أنقرة غير جادة في العثور على حل سلمي للقضية الكردية.