أنقرة: كشفت صحيفة "حرييت" التركية الجمعة أن إسرائيل ألمحت إلى أنها تدرس إمكانية دفع تعويضات لشهداء مجزرة أسطول الحرية، وتقديم اعتذار لتركيا. وتأتي هذه التسريبات في أعقاب اللقاء السري الذي جمع الوزير الإسرائيلي بنيامين بن إليعيزر مع وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوجلو في بروكسل الأربعاء. وقال مصدر دبلوماسي رفيع المستوى للصحيفة "سيكون هناك لقاء ثان في حال أبدى الطرف الإسرائيلي استعدادا لتلبية المطالب التركية" ، مشيرا إلى أنه من غير المستبعد حصول لقاءات أخرى مع ممثلين إسرائيليين رسميين. وكان الناطق بلسان الخارجية التركية قد صرح الخميس أن وزير الخارجية التركي قد عرض المطالب التركية التي تشتمل على اعتذار إسرائيلي ودفع تعويضات لذوي الشهداء وللجرحى والموافقة على إجراء تحقيق دولي في المجزرة وإنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة. كما نقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية تركية أنه لم يتم اتخاذ أية خطوة بشأن المطالب التركية قبل أن تقدم لجنة "تيركل" النتائج التي توصلت إليها. في ذات السياق ، قالت صحيفة "زمان" التركية ان أوجلو حذر خلال الاجتماع مع بن إليعازر ان عدم الاستجابة لمطالب بلاده سيؤدي الى قيامها بتوسيع اغلاق مجالها الجوي ليشمل الرحلات المدنية الاسرائيلية ايضا، علما بأن هذا الاغلاق يقتصر حاليا على طائرات سلاح الجو الاسرائيلي وكان وزير الخارجية التركي احمد داود اوجلو أكد الخميس امام البرلمان أن لقاءه السري الاربعاء في بروكسل مع وزير التجارة الاسرائيلي بنيامين بن اليعازر جاء بمبادرة اسرائيلية. وقال ان "بن اليعازر حضر كموفد خاص من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وطلب عقد هذا اللقاء موضحا انه يحمل رسالة من نتنياهو". واوضح داود اوجلو ان "اسرائيل تسعى منذ ذلك الوقت الى الاتصال عبر وسائل مباشرة واخرى غير مباشرة" ، مضيفا "مسألة الاعتذار ومسائل اخرى تم ابلاغها مباشرة إلى الاسرائيليين. نحن عازمون على اتخاذ جميع الاجراءات او تطبيق جميع العقوبات بحسب موقف اسرائيل". واجتمع الوزيران الاربعاء بعد شهر على التوتر بين البلدين، وهو اول لقاء اسرائيلي تركي على مستوى وزاري منذ الهجوم على اسطول الحرية لكسر حصر غزة نهاية مايو/أيار الماضي والذي استشهد خلاله تسعة ناشطين اتراك. وكانت مصادر إسرائيلية كشفت مؤخرا أن هناك حالة من الرعب تجتاح الدولة العبرية من أن يمتد قرار تركيا بإغلاق المجال الجوي أمام الطائرات العسكرية ليشمل الرحلات المدنية ، خاصة بعد ظهور تقرير الطب الشرعي الذي أكد وقوف اسرائيل وراء مقتل الاتراك التسعة في الهجوم على اسطول الحرية نهاية مايو/أيار الماضي. وذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية أن مسئولي شركات الطيران الإسرائيلية الثلاث "ال عال"، و"يسرائير" و"إركيع" بدأوا بدراسة الخرائط وتخطيط مسارات طيران بديلة في حالة تحقيق الأتراك خطوة استثنائية من نوع حظر مرور الطيران المدني في أجوائهم. وأوضحت الصحيفة "الأمر سيكون مكلفا جدا بالنسبة لاسرائيل ، حيث أن تركيا تمثل محور طيران مركزياً للطائرات التي تقلع وتهبط في إسرائيل، علماً بأنّ أكثر من 60 في المئة من الرحلات التي تقلع أو تهبط في مطار بن جوريون، تمر فوق تركيا". وتابعت "إذا ما تغير مسار الطائرات المدنية الإسرائيلية لتمر فوق رودوس أو مقدونيا أو سلوفينيا بدلاً من تركيا، فإنّ ذلك سيطيل زمن الطيران، وبالطبع كلفته أيضاً".