نعى أهالي مدينة بورسعيد الساحلية المصرية الشيخ على زنجير ، بطل المقاومة الشعبية إبان العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 والذي وافته المنية أمس الاربعاء عن عمر 82 عاما، بعد صراع مع المرض. و"زنجير" هو أحد أبطال عملية اختطاف الضابط الإنجليزي مورهاوس ابن عم ملكة بريطانيا ، أثناء العدوان الثلاثي 1956. الضابط مورهاوس الشيخ على زنجير من مواليد عام 1927 بمدينة بورسعيد، وكان يعمل سائق سيارة الأجرة "57 قنال" وهى التى شاركت فى عملية الخطف . يروي الراحل قصته مع المقاومة قائلا : "طلبني مجموعة من الفدائيين البورسعيديين أثناء العدوان الثلاثي على مصر، من ضمنهم مصطفى مسعد، حسين عثمان، أحمد هلال، محمد عبدالله، وعرضوا علي مهمة خطف أحد جنود الاحتلال وقتها، ووافقت على طلبهم بكل عزيمة وإصرار، ولم أبالِ بالعواقب الوخيمة التي من الممكن أن تحدث". زنجير فى لحظات المرض ويضيف: "خرجنا وقت حظر التجول صباحا، واستقلنا سيارة نقل كتب عليها أجرة 57 قنال، وقولت لهم قبل الصعود للسيارة "الفتحة للنبي ربنا يرزقنا بحاجة سمينة"، وقد كان". ويكمل : وصلنا لشارع "أوشيني" صفية زغلول حاليا، وكل بطل من أبطال المقاومة أخذ موقعه، ونزل الفدائي أحمد هلال ليمنع انتباه الضابط الإنجليزي موضوع العملية " موهاوس" ، وبعد أن أحس الضابط بالخطر تكاثر عليه رجال المقاومة وأدخلوه السيارة، واتجهنا بعدها إلى فيلا" اليوزباشي "عز الدين الأمير" الضابط المصري الذين اتفق معه عناصر المقاومة على العملية. فتيات المقاومة الشعبية الباسلة يقول عم على : كانت المفاجأة لنا، أن الصيد الثمين هو الضابط "أنطوني مورهاوس" ابن عمة ملكة إنجلترا آنذاك، وأصبحت هذه العملية أشهر عمليات المقاومة الشعبية البورسعيدية وقت العدوان الثلاثي. التكريم عاش عم على زنجير فى طى النسيان طوال حياته ولا يعرفه الا القريبون منه من اهالى المدينة الباسلة حتى كرمته جمعية المحاربين القدامى التابعة للقوات المسلحة في ديسمبر من العام 2014 . وفى العيد القومى لمدينة بورسعيد عاشه في 23 ديسمبر الماضي هنأ زنجير بورسعيد وأهلها، وطالب شباب المدينة باستكمال مسيرة العطاء لبلدهم والتكاتف من أجل رفعة وطنهم . المقاومة الشعبية وصيته وفي آخر لقاء له مع موقع "البوابة نيوز" الاخبارى المصرى قال "زنجير": كل الشعب البورسعيدي كان يقاوم الاحتلال، لم يكن في عقولنا ولا تفكيرنا إلا خروج المحتل من أراضينا. وأثنى بشكل خاص على الفدائي الراحل "سيد عسران" الذي وصفه ب"الشجاع الذي أدخل الرعب في قلوب المحتل"، إضافة إلى مجموعة تنفيذ العملية التي شارك فيها، الأبطال أحمد هلال، وحسين عثمان، ومحمد حمد الله، ومحمد إبراهيم سليمان، وطاهر مسعد. وأضاف: عمليات فدائية كثيرة في بحيرة المنزلة قام بها الصيادون من منطقة القابوطي، وكانت الفتيات البورسعيديات المناضلات يوزعن المنشورات التي كانت تطبعها مطبعة مخلوف. وتابع: "حقيقي كان زمنًا جميلًا وأيامًا كنا نأبى فيها أن نهان أو أن نستعمر أما الآن فلم يعد هناك حتى طعم لحياتنا بعد أن تجاهلتنا قياداتنا في الوقت الذي تسلط وكالات الأنباء العالمية من خارج مصر الأضواء علينا بشكل سنوي". وختم حديثه بنصيحة لأبناء بورسعيد قائلًا: "حافظوا على البلد احنا اتبهدلنا كتير عشان انتم تعيشوا". غنى لنضاله هو ورفاقه شعراء منطقة القناة قائلين : «مورهاوس ليه بس إجيت من لندن هنا واتعديت.. وبتظلم ولا خليت.. وأهي موتك جت جوه البيت.. مورهاوس ليه بس إجيت»- إيدن وبن جوريون وموليه جايين يحاربونا على إيه هو الكنال ده ف أراضيهم والا إحنا خدناه منيهم دي قنبلة وانفجرت فيهم واللي ضربها رئيسنا جمال مبروك يا جمال» وشيعت جنازته ظهر اليوم الخميس من مسجد مريم بحى المناخ ببورسعيد مع الاف من المشيعين من ابناء المدينة الباسلة .