أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن قضية المهاجرين في الاتحاد الأوروبي الذي يواجه أزمة إنسانية غير مسبوقة، ستشغل الأوروبيين «أكثر بكثير من اليونان واستقرار اليورو». ورأت ميركل أن «قضية معرفة كيفية تعاملنا مع المهاجرين ستشغلنا كثيراً، أكثر بكثير من اليونان أو استقرار اليورو». وأضافت: «نحتاج إلى سياسة أوروبية مشتركة على صعيد اللجوء». وتواجه ألمانيا تدفقاً لطالبي اللجوء، وقال بعض المسؤولين السياسيين إن عدد هؤلاء في أوروبا قد يتجاوز 600 ألف هذا العام، ما يشكل رقماً قياسياً. ولفتت المستشارة الألمانية إلى أنها تريد بحث هذه المشكلة مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند. وشددت على أن الوضع في ألمانيا، حيث يقيم المهاجرون غالباً في خيم أو في مستوعبات خاصة «ليس مرضياً على الإطلاق». ونددت ميركل بالهجمات العنصرية التي يتعرض لها بعض اللاجئين والتي تجاوز عددها ال200 منذ بداية العام، وقالت: «هذا لا يليق ببلادنا». وأملت بوضع قائمة بالدول التي تُعتبر آمنة، أي حيث لا يتعرض مواطنون للاضطهاد ولا مبرر بالتالي لاستقبالهم كمهاجرين. وبين المهاجرين الذين يصلون إلى ألمانيا عدد كبير من مواطني دول البلقان الذين لا يستطيعون طلب اللجوء ويسعون خصوصاً إلى مستقبل اقتصادي أفضل. وتدرس برلين حالياً تسريع وتيرة الإجراءات بالنسبة إلى هؤلاء لتتفرغ بشكل أكبر للاجئين الذين يحتاجون إلى مساعدة مثل السوريين والعراقيين والأفغان. وقالت مركل أيضاً إن اللجوء كعنوان «يمكن أن يكون المشروع الأوروبي المقبل حيث سنرى إذا كنا قادرين فعلاً على التحرك معاً». في سياق متصل، وصل إلى كاتانيا في صقلية أمس، مركب «سيام بيلوت» النروجي وعلى متنه 313 مهاجراً و49 جثة عُثر عليهم السبت الماضي، على زورق مقابل سواحل ليبيا. وأعلنت النيابة عن فتح تحقيق بتهمتي القتل غير المتعمد والمساعدة على الهجرة السرية، فيما صعد فريق طبي إلى السفينة لإجراء فحص أول للمهاجرين. وكانت البحرية الإيطالية عثرت صباح السبت الماضي، أثناء إنقاذ مهاجرين من زورق صيد بين ليبيا وجزيرة لامبيدوزا، على جثث عشرات المهاجرين في قاعه يبدو أنهم توفوا اختناقاً. وأعلن رئيس بلدية كاتانيا الحداد غداً، معرباً عن الاستعداد لتخصيص موقع لدفن الموتى في البلدة، حيث دُفن عدد من ضحايا حوادث غرق سابقة. كذلك، وصل زورق دورية كرواتي إلى ميناء «ريدجيو دي كالابري» أمس، وعلى متنه 354 شخصاً من بينهم عشرات النساء والأطفال، أُنقذوا ليلاً من زورق يعاني من مشاكل وفق قوة خفر السواحل الإيطالية. وعُثر على جثة على متن الزورق.