تستمر عمليات البحث عن جثث المهاجرين الذين قضوا في غرق زورق الخميس قبالة جزيرة لامبيدوزا التي يطالب سكانها بمساعدة اوروبية على مواجهة تدفق المهاجرين بكثافة. وصرح الكومندان فيليبو ماريني الضابط في خفر السواحل لوكالة فرانس برس ان "عمليات البحث استؤنفت هذا الصباح الباكر ونامل الانتهاء منها اليوم لا سيما ان الاحوال الجوية مواتية". ويفترض ان يركز الغطاسون على الجزء الخلفي من الزورق قبل الدخول الى قعره حيث يتوقع وجود الركاب الذين دفعوا ثمنا اقل من اجل التسلل الى اوروبا. وتخشى السلطات التي انتشلت 194 جثة حتى الان، ان يكون غرق الزورق فجر الخميس خلف في الواقع ما بين 300 الى 360 قتيلا. وبناء على طلب من ايطاليا التي تواجه تدفقا استثنائيا من المهاجرين (ثلاثون الفا منذ بداية السنة، اي اربعة اضعاف عددهم في 2012) ادرجت مسالة الهجرة على جدول اعمال اجتماع وزاري اوروبي سيعقد الثلاثاء في لوكسمبورغ. ويتوجه رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو الاربعاء الى جزيرة لامبيدوزا "لتكريم الضحايا والتعبير عن تضامنه وامتنانه لسكان لامبيدوزا". واعلن باروزو في بيان ان المفوضية "ما زالت تعمل، في نطاق صلاحياتها، على اعداد اجراءات وعمليات ملموسة" دون مزيد من التوضيحات. ويعود تحفظ المفوضية الاوروبية على تعديل سياستها تجاه الهجرة الى تعقيد ملف سياسي متفجر لا سيما مع اقتراب الانتخابات الاوروبية في ربيع 2014. وتطالب دول اوروبا الجنوبية (اليونان وايطاليا واسبانيا) بآلية تآزر اوروبية لادارة مطالب اللجوء بينما ينص مبدأ دبلن 2 الذي تمت المصادقة عليه في 2003، على رفع طالبي اللجوء مطالبهم في اول بلاد يدخلون اليها. وهناك مطلب اخر ينص على تكثيف مراقبة السواحل الاوروبية الموكلة الى وكالة "فرونتكس" التي انشئت في 2004 لكن ميزانيتها السنوية لا تتجاوز ستين مليون يورو اعتبرها وزير وزير الخارجية الاوروبي لوران فابيوس "عارا". وفي ايطاليا اعلنت وزيرة الاندماج الايطالية من اصل كونغولي سيسيل كينجي عقد اجتماع هذا الاسبوع لتعديل قانون يعتبر كل المهاجرين غير الشرعيين "مشتبه بهم" ويطلق عليه اسم قانون بوسي فيني. وكذلك الحال بالنسبة للناجين ال154 من الغرق في لامبيدوزا الذين يعتبرهم القانون مجرمين على غرار صاحب الزورق التونسي (35 سنة) الذي هربهم وكان يقود مركبته التي ابحرت من مصراته في ليبيا. وروى احدهم واسمه علي التقى به مراسل فرانس برس في مركز استقبال لامبيدوزا، كيف سبح "خمس ساعات قبل وصول الاغاثة". وقال الرجل الذي فر من النظام لبديكتاتوري في اريتريا ان "عائلتي والعديد من اصدقائي كانوا على متن الزورق، ولا يمكنني التحدث عن ذلك، انه أمر مؤلم جدا". وتجاوزت الاحداث سلطات جزيرة لامبيدوزا الصغيرة التي تعيش عادة من صيد السمك والسياحة، من كثرة تدفق المهاجرين واللاجئين خلال الاسابيع الاخيرة. وقال صياد السمك فيليبو برونو (57 سنة) لفرانس برس "بصراحة لم نعد قادرين على التحمل مع كل هؤلاء الناس الذين يصلون الى هذه الجزيرة التي يفترض ان تكون وجهة سياحية رائعة بشواطئها التي تعتبر من اجمل شواطئ العالم لكنها تحولت الى مقبرة، يجب ان تتحرك اوروبا قبل ان يتجدد ذلك". واصبح مركز الاستقبال مكتظا جدا فيه الف شخص بينما لا يحتوي رسميا سوى على 250 سريرا، حتى ان بعضهم يضطر الى النوم خارجه تحت ملاجئ مرتجلة.