غزة-أ ش أ: اعتبر القيادي البارز في حركة "حماس" إسماعيل الأشقر أن كل الأجواء مهيأة لتطبيق بنود اتفاق المصالحة الفلسطينية ونجاح اللقاء المرتقب بالقاهرة بين رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل والرئيس الفلسطيني محمود عباس. وأعرب عن أملة في أن يخرج هذا اللقاء المتوقع خلال عشرة أيام بنتائج جادة تكون "مفاجأة " للشعب الفلسطيني مثل "مفاجأة" إتمام التوقيع على اتفاق المصالحة في مايو/آيار الماضي التي تمت في القاهرة أيضا.
وكشف الأشقر عن لقاءات عقدها مؤخرا في القاهرة مع قيادات بجهاز المخابرات المصرية حول هذا الأمر ، بخلاف لقاءات أخرى مع وزير الخارجية المصري والأمين العام لجامعة الدول العربية وخالد مشعل، مشيرا إلى حرص جميع من التقاهم على تنفيذ اتفاق المصالحة الفلسطينية خاصة قيادات المخابرات المصرية المتحمسة بشكل قوي لإتمامها لمصلحة الشعب الفلسطيني.
وعن توقعاته لنتائج لقاء أبو مازن - مشعل ، قال الأشقر إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يتحمل المسئولية الكبرى في نجاح ذلك ، وبشكل أساسي لان "حماس" قدمت كل شيء لإنجاح المصالحة وتنظر للمصالحة على أنها ضرورة شرعية ووطنية ولا مجال لأن تحيد عن ذلك وليس لديها أي عائق بالمطلق وهناك أوامر من قمة الحركة لقواعدها بتنفيذ ذلك بأريحية وليس على مضض ، معربا عن أمله في أن يكون لدى أبومازن قناعة حقيقة لتنفيذ المصالحة.
وقال الأشقر رئيس لجنة الأمن في المجلس التشريعي والمكلف من قبل "حماس" بالإشراف على ملف الأمن في الحوار :" نحن في حماس ندرك أن ابومازن غير معنى بالمصالحة وهو يستخدمها كمرحلة لخدمة أجندته المتعلقة بالتسوية السياسية وإقصاء حركة حماس عن النظام السياسي الفلسطيني و"بصراحة لو مشينا معه في نقاط سيضع العراقيل في نقاط أخرى".
وأضاف لدينا أدلة ملموسة على أن ابومازن غير معني بإتمام المصالحة ، قائلا انه في عام 2005 اتفقنا على العديد من النقاط نفذ بعضها والبعض لم ينفذ خاصة ما يتعلق بتطوير منظمة التحرير ، ثم اتفقنا في 2006 بشكل داخلي بموافقة كل الفصائل وأبو مازن لم يطبق حرفا واحدا مما اتفق عليه ، ثم وقعنا في 2007 اتفاق "مكة"
وبمقتضاه أخذ أبو مازن من حماس حكومة الوحدة الاانه لم يطبق بقية النقاط ثم ذهبنا إلى الورقة المصرية في 2009 ووقعناها في 2011 ، وأصبحت ملزمة للجميع.
وحول عرقلة "حماس" لتطبيق المصالحة برفضها تسمية رئيس الوزراء من جانب رئيس السلطة الفلسطينية،أوضح الأشقر أن ذلك غير صحيح ، وقال إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أعلن انه يريد أن يضع حكومة باختياره وتسمية رئيس الحكومة من جانبه فقط ، وهذا يخالف الدستور الفلسطيني والأعراف الفلسطينية .
وحول ماتردد عن أن "حماس" تنتظر نتائج الانتخابات البرلمانية في مصر لتحدد موقفها بالنسبة لاتفاق المصالحة ، نفى القيادي البارز في حركة "حماس" إسماعيل الأشقر ذلك تماما مؤكدا انه لا يوجد ربط بين الأمرين ، وأشار إلى أن المصالحة بدأت قبل ثورات الربيع العربي ، فيما توقع أن يكون هذاالعقد للحركات الإسلامية والتي ستكون على قدر المسئولية حسب توقعه.
وبالنسبة لموقف "حماس" التي تسيطر على قطاع غزة منذ عام 2007 مما أعلنه الرئيس أبو مازن في تونس عن عزمه زيارة القطاع ،قال الأشقر هذا الوطن للجميع وللكل الفلسطيني لكن نحن الآن لم نحقق المصالحة وزيارة ابومازن لغزة قد تلقى ترحيبا من البعض ويختلف آخرون في ذلك لان الانقسام لم ينته بعد ،وتابع "نصيحتي لأبو مازن أن يأتي إلى غزة وقد أكملنا المصالحة وانهينا الخلافات حتى لايصطدم برأي مخالف .
وردا على سؤال حول دعم "حماس" للرئيس ابومازن وكيف يمكن تحقيقه ،قال "حماس" تدعم أبو مازن وتقف إلى جواره عندما يؤمن بالشراكة الحقيقة ،مضيفا أن منظمة التحرير الفلسطينية بالشكل الحالي هى أشبه بنظام عربي ديكتاتوري لا يؤمن بالتغيير ولا يجرى داخلها انتخابات منذ أكثر من 20 سنة متوقعا أن تتلاشى ما لم يتم تطويرها.
وقال ان "حماس" ستنضم للمنظمة فى حال تم إصلاحها مشيرا إلى أن "حماس" الآن أصبحت الرقم الأكبر والأصعب فى القضية الفلسطينية ولا يستطيع احد ان يتجاوزها والانتخابات السابقة أوضحت أن "حماس" هى الأغلبية وأكبر تنظيم على الساحة الفلسطينية.
وحول ما قيل عن تراجع شعبية "حماس" ، قال إن هناك من شكك فى شعبية "حماس" وهناك من توقع الا تحصل "حماس" على النسب التى حققتها فى الانتخابات الماضية وهذا غير صحيح ، وكشف عن اجراء "حماس" استطلاعات داخلية أمنية أظهرت ان شعبية حماس زادت فى غزة بخلاف شعبيتها الجارفة في الضفة الغربية وقال لو دخلت "حماس" الانتخابات ستجرف كل الأصوات .
وتابع :"حماس حافظت على سلاح المقاومة وحصنت نفسها وجعلت لكل الفصائل أن تتسلح وسابقا كانت الآليات العسكرية تدخل وتعتقل من تشاء في القطاع دون مقاومة وبعد "حماس" الوضع تغير وأصبح ذلك غير ممكنا لان حماس أصبحت تمثل طموح الشعب الفلسطيني".
وعن إمكانية إقصاء "حماس" عن حكم غزة في حال تم التوافق على حكومة فلسطينية برئيس من خارجها ، قال الاشقر إذا تم التوافق الفلسطيني على أي اسم لرئيس وزراء من اى فصيل نحن في حماس سنكون اليد التي تنفذ سياسيته فنحن مع التوافق الوطني رغم إننا الأغلبية البرلمانية فلدينا أغلبية تمثل 60 % من البرلمان الفلسطيني.
وحول عودة قادة "حماس" إلى الأردن بعد التصريحات الايجابية لرئيس الوزراء الاردنى الجديد عون الخصاونة والتي أعلن فيها أن ابعاد حماس عن الاردن "خطأ سياسي ودستوري"، قال هذه التصريحات اعتراف ايجابي ونحن معنيون بمد جسور التعاون والثقة مع كل الدول العربية وبدون الأمة العربية حماس تكون "مكشوفة الظهر" وقضية فلسطين قضية العرب جميعا ،أما خروج حماس من سوريا فهو غير مطروح ولم تطلب الحكومة السورية من قيادات الحركة مغادرة دمشق .
وعن الدور المصري في صفقة تبادل الأسرى قال إن المسئولين الأمنيين المصريين بعد ثورة 25 يناير بذلوا جهدا كبيرا للإسراع في انجاز هذا الملف ،مؤكدا أن مصر كانت شريكا في المفاوضات ولم تكن راعيا كما صورها الإعلام ولم يكن أمام إسرائيل سوى الموافقة على ذلك .
وردا على ما أعلنته قيادات في حركة فتح بان قادة حماس بالخارج هم يرغبون في المصالحة بعكس "حماس" غزة ،قال هذا التفريق بين قيادات الداخل والخارج امر غير منطقي ومثار استغراب لدى الحركة ،وقال قوة حماس في تماسكها و نحن نزعم إننا اكبر حركة ديمقراطية فى الحركات الموجودة حاليا فنحن نجرى انتخابات داخلية لإفراز قيادات جديدة وعندما يتم التصويت على قرار يكون ملزما للجميع و نريد من حركة "فتح" ان تكون حركة قوية وهذا لمصلحة الشعب الفلسطيني.
وحول ما أعلنته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن دخول سلاح متعدد وثقيل لغزة بعد انهيار النظام الليبي ،قال من حق حركات المقاومة ان تأتى بالسلاح من اى مكان "حتى لو كان من المريخ" وكشف عن أن حماس ستطالب الدول العربية خلال الفترة القادمة رسميا بالدعم المالي والسلاح لمقاومة المحتل .