اسلام أباد: تسود حالة من الغضب داخل أوساط الشعب الباكستاني جراء تقاعس الحكومة في مواجهة كارثة الفيضانات التي ضربت البلاد منذ اسبوعين في أسوأ كارثة منذ 80 عاما، بعد ما لقى ما لايقل عن 1700 شخص مصرعم وتضرر 15 مليون أخرين. وحذرت منظمات إغاثة إنسانية دولية من خطورة الوضع في باكستان في ظل الأمراض التي تهدد ضحايا أسوأ فيضانات باكستان، مؤكدة أن ذلك سيعيق جهود الإغاثة المتعثرة أصلا، في حين يتزايد قلق الأممالمتحدة بشأن الأمراض التي تنتقل عن طريق المياه، مع الاشتباه في إصابة 36 ألف حالة بالإسهال الحاد في 96 منشأة صحية على الأقل في البلاد. وقال المتحدث باسم العمليات الإنسانية بالأممالمتحدة ماوريتسيو جيليانو "هذا مثار قلق متزايد، لذا نرد على تفشي الأمراض بكل أنواع الإجراءات الوقائية بالإضافة إلى الأدوية العلاجية"، لافتا الى أن الناجين من فيضانات باكستان قد يواجهون الموت بسبب نقص المياه النظيفة. وقال محسن ليغاري وهو مسؤول سياسي باكستاني في اقليم البنجاب لهيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي": " هناك شعورا متناميا باليأس في المنطقة فالسكان فقدوا جميع ما لديهم من مواشي ومحاصيل زراعية وانهم يعانون من نقص في الاحتياجات الأساسية بما في ذلك السكر وزيت الطبخ". وانتقد المسؤول الاغاثة الحكومية ووصفها بأنها بطيئة وضئيلة، قائلا " نحن بلد فقير وذو موارد محدودة جدا، ولسنا مستعدون للتعامل مع كارثة من هذا النوع". وقال ليجاري إن "الجهات التي توزع مواد الاغاثة تواجه من قبل اناس يائسين عندما تجلب معك 500 رزمة معونات وتجد امامك 5000 من المحاجين، تحصل فوضى ويهاجمك الناس بسبب يأسهم ، فاطفالهم وامهاتهم يتضورون جوعا، ولذا فيجب عليهم ان يشعروا بايأس لا الومهم". ورغم انحسار موجة الفيضانات التي تجتاح باكستان بعد أن خلفت وراءها ملايين المشردين الذين هجروا قراهم وأراضيهم، إلا ان الوضع مازال خطرا رغم مواصلة جهود الإنقاذ، وزيارة الرئيس الباكستاني لمواطنيه المنكوبين بعد أن تعرض لانتقادات حادة بسبب تأخر استجابته للكارثة التي حلت ببلاده. فقد تعرض الرئيس الباكستاني لانتقادات شديدة بسبب تأخره في الاستجابة لكارثة شعبه، وقد وُجهت لزرداري انتقاداتٌ حادة بسبب سفره إلى الخارج -بينما كانت بلاده تواجه تداعيات أسوأ فيضانات في تاريخها- ولبطء حكومته في التعامل مع هذه الأزمة. ودافع زرداري عن سفره بالقول إنه ساعد في توجيه أنظار العالم إلى معاناة الضحايا. وأثناء إلقائه خطابا أمام الجالية الباكستانية في برمنغهام ببريطانيا السبت الماضي ألقى أحد الحاضرين أحد نعليه صوب زرداري، الذي اعتبر المراقبون غيابه عن البلاد أثناء الفيضانات أسوأ خطأ سياسي يرتكبه، حيث جاء في وقت تراجعت فيه شعبيته لأدنى مستوياتها وبلغت نحو 20%، طبقا لاستطلاع حديث للرأي. وتشوب عمليات توزيع المساعدات على المتضررين من الفيضانات في شرقي باكستان فوضى عارمة، وسط نقص حاد في المواد الغذائية. وفي غضون ذلك، أدى انهيار عشرات الجسور الواقعة على مجرى نهر سوات إلى عزل آلاف القرى وانقطاع الإمدادات عنها. ويكافح الجيش الباكستاني لإعادة تأهيل الطرق والجسور الرئيسية بيد أن المهمة لا تبدو سهلة. ونجمت الفيضانات عن هطول أمطار موسمية غزيرة فوق حوض نهر السند وقتلت أكثر من 1600 شخص، وأجبرت مليونين على النزوح عن ديارهم وعطلت حياة نحو 14 مليون شخص أي 8% من السكان. وبلغ عدد المتضررين من كارثة الفيضانات 20 مليون شخص، وفق تقديرات الحكومة الباكستانية، ويعانون من قلة المواد الغذائية ومياه الشرب والمواد الأخرى الضرورية، وتهدد الكثير منهم الأمراض والأوبئة. وقال مسؤولون في قطاع الزراعة إن الفيضانات ألحقت أضرارا كبيرة بالمحاصيل الرئيسية للبلاد. ووجهت الأممالمتحدة نداء للتبرع بمبلغ 459 مليون دولار كمساعدات عاجلة، وحذرت من احتمال فقد المزيد من الأرواح إن لم تصل المساعدات. وأشارت الى أن أضرار الفيضانات على قطاع الزراعة بباكستان قد تصل مليارات الدولارات، في وقت دعت فيه إلى تقديم 150 مليون دولار لتفادي أزمة غذائية في البلاد. وفي هذا الإطار أعلن وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس أن الولاياتالمتحدة أرسلت إلى ساحل كراتشي حاملة طائرات ستمكن من مضاعفة عدد المروحيات المستخدمة لإغاثة المنكوبين في الفيضانات ثلاث مرات ليبلغ عددها 19. ووسط هذه الأجواء تواجه جهود الحكومة الباكستانية صعوبات كبيرة لإيصال الإمدادات إلى نحو ستة ملايين مشرد باكستاني، من بين 14 مليونا شردتهم تلك الفيضانات. من جانبها دعت حركة طالبان الباكستانية الحكومة لمقاطعة مساعدات الإغاثة الدولية لضحايا الفيضانات، وطلب المتحدث باسم الحركة عزام طارق من باكستان رفض المعونات باعتبارها تأتي من "أعداء الإسلام".