أكد الدكتور عباس شراقي أستاذ الموارد المائية والجيولوجية في جامعة القاهرة، أن كل اجتماعات سد النهضة في السودان يتم التعتيم عليها إعلامياً بطريقة غريبة، حيث أنه لا يعلم العامة أي شيء يحدث بداخل الاجتماعات ولا الاختلافات الحقيقية بين مصر وإثيوبيا حول السد. وأضاف في فقرة الأخبار المذاعة على فضائية «سي بي سي اكسترا» أن هناك مكتبين لدراسة أضرار السد على مصر يعملون على ثلاثة محاور الاضرار البيئية والهندسية والجيولوجية للسد، وان ما تم معرفته أن الجانب الإثيوبي لم يوافق على المحور الهندسي للسد ومناقشته حيث انه الجانب الوحيد المعني بالمصلحة المصرية في بناء السد، مما أثار بعض الاعتراضات حول عمليه بناء السد. وأشار إلى أن المشكلة تكمن في اختيار المكتب المعني بدراسة سد النهضة حيث أن الجانب المصري أصر على مكتب هولندي للدراسة والجانب الإثيوبي تمسك بالشركة الفرنسية التي تمتلك عدة مشروعات وفي طريقها لإقامة مشروعات أخرى مستقبلاً في إثيوبيا، وتعنت الجانب الإثيوبي في صلاحيات المكتبين حيث أصر على أن يكون للمكتب الفرنسي الموالي لإثيوبيا اليد العليا والكلمة النافذة في الدراسات والجانب الهولندي يأخذ مهمات صغيرة. ومن جانبه قال الدكتور علاء ياسين مستشار وزير الري للسدود إن المباحثات حول سد النهضة شاقة جداً ومرهقة وقال إن آخر اجتماع تم بين وزراء المياه الثلاثة لمصر وإثيوبيا والسودان استمر إلى 16 ساعة متواصلة لكي يتم تقريب وجهات النظر والوصول لحلول للخلافات التي حدثت أثناء الاجتماع في القاهرة مما اضطر المجتمعين مد الاجتماع وعقد جلسة أخرى بالخرطوم. وأضاف أن المباحثات استهلكت الكثير من الوقت وكان المقرر لها ان تكون اسرع من هذا ولكن كون المفاوضات هامة وتخص مصلحة ثلاث دول وكل وزير يريد الصالح لبلده فتعارضت المصالح الدولية وطال الجدل والتفاوض لكي يوافق كل طرف على إبرام الاتفاقية والوصول لحل يرضي جميع الأطراف. وأوضح أن النقاط التي تم الاتفاق عليها هي وجود ممثل للشركة الهولندية التي حصلت على نسبة 30% في ادارة المشروع وتم التوصل لحلول لكل الخلافات العالقة بين الدول، وتضمن الاتفاق الوصول لآلية خاصة معنية بكيفية حل الخلافات إذا ما كان في المستقبل أي خلاف يواجه أي دولة.