اتحاد المؤسسات الإسلامية تضم 40 مؤسسة عدد المسلمين في البرازيل مليون ونصف يتمركزون في ساوباولو انتشار الجماعات الإرهابية أثر سلبًا على صورة الإسلام اتفاقية الأوقاف المصرية تساهم في زيادة الدعاة للمساجد والقراء في شهر رمضان الأوقاف اعتمدت 5 قراء لإحياء ليالي رمضان طبق الفول المصري أساسي على موائد البرازيليين في رمضان قال الشيخ خالد تقي الدين رئيس، المجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية في البرازيل، إن الاتفاقية التي وقعتها وزارة الأوقاف المصرية مع اتحاد المؤسسات الإسلامية في البرازيل، تاريخية وهامة لنشر الدعوة على أرض البرازيل. وأضاف "تقي الدين" في حوار خاص أجرته مع شبكة الإعلام العربية "محيط"، أن المسلمين في البرازيل يعتادون على ارتياد المساجد وإقامة الموائد المختلفة، و ليلة القدر تحضر جميع أفراد الأسرة للصلاة في المسجد. وأشار إلى أن المجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية في البرازيل يعملون على زيارة للمساجد المختلفة خلال الشهر الكريم، وإقامة مسابقة ثقافية، وتكريم المشايخ والعلماء والقراء الذين يفدون من وزارة الأوقاف المصرية. وإلى نص الحوار: بداية.. كيف تستقبلون شهر رمضان في دولة البرازيل هذا العام؟ يستقبل المسلمون شهر رمضان الكريم بالفرح وتزيين المساجد وتحرص بعض الأسر على تزيين البيوت، فهو فرصة لهم للتلاقي وزيادة الإيمان من خلال المشاركة في الصلوات المختلفة والتبرع والتطوع في كثير من المشاريع الخيرية. هل لديكم أنشطة خاصة تعتزمون تنفيذها في رمضان؟ يعتبر رمضان موسم خاص لكثير من المسلمين وفرصة للتزود من الإيمانيات والعودة إلى الله وشحن النفوس بالكثير من الهمم التي تؤدي إلى متابعة السير إلى الله خلال عام بأكمله، ورمضان في البرازيل له عبق خاص ورائحة مميزة تتمثل في المظاهر الإسلامية المختلفة والتي نستطيع أن نرصد الكثير منها . المجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية في البرازيل بالتعاون مع اتحاد المؤسسات الإسلامية (تضم 40 مؤسسة)، يعملون على زيارة للمساجد المختلفة خلال الشهر الكريم، وإقامة مسابقة ثقافية، وتكريم المشايخ والعلماء والقراء الذين يفدون من وزارة الأوقاف المصرية، حيث تكون فرصة طيبة للتواصل وتبادل الخبرات بين الدعاة والمشايخ وكذلك زيادة التآلف والمحبة فيما بينهم . وتقام صلاة التراويح في المساجد، ويمثل ذلك فرصة لاجتماع الناس الذين يفترقون طوال أيام السنة، تحرص بعض المساجد على ختم القرآن الكريم كاملاً، وبعضها يختمه خلال العشر الأواخر من رمضان. المجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية في البرازيل يعمل أيضًا على توزيع النفقات واللحوم التي يقدمها اتحاد المؤسسات الإسلامية، للمساجد والمؤسسات التي تقوم موائد للإفطار من المؤسسات يوميا خلال شهر رمضان المبارك. والإفطار فرصة طيبة لجمع أبناء الجالية غنيهم وفقيرهم وباب لكي يتبرع الميسورون من مالهم الخاص لإدخال الفرحة على نفوس المسلمين. وقد التفتت بعض المؤسسات الخيرية في العالم الإسلامي لأهمية هذه الإفطارات فبادرت بالمشاركة فيها عن طريق إرسال الدعم المالي لتلك المؤسسات. نفهم من إجابتك أن هناك أنشطة تقومون بها.. هل ممكن أن توضح لنا أكثر؟ هناك أنشطة للتراحم مع أبناء الشعب البرازيلي، من باب التواصل الاجتماعي وأهمية تعريف شعب البرازيل على أخلاق الإسلام وصفاته النبيلة، فيقوم اتحاد المؤسسات الإسلامية في البرازيل برعاية المجلس بإقامة أنشطة اجتماعية لخدمة الفقراء والمحتاجين من الطبقات الفقيرة والمتوسطة. يقام النشاط في الأحياء الفقيرة تقدم الرعاية الصحية والتي تشمل الفحوصات المجانية للنظر والدم والضغط والأسنان وكذلك أنشطة ترفيهية للأطفال. وتقدم مصلحة الأحوال المدنية خدمات لأبناء هذه المناطق كاستخراج شهادات الميلاد والهوية، ويلبي هذا النشاط الآلاف من أبناء المنطقة الواحدة، إضافة للأنشطة التعريفية بالإسلام من خلال توزيع الكتب والمطويات والرد على الاستفسارات المختلفة حول الدين الإسلامي، ويعتبر هذا المشروع من أفضل الطرق للدعوة إلى سماحة الإسلام. حدثنا عن إنجازاتكم الدعوية منذ وجودكم في هذا البلد الأجنبي؟ الحمد لله.. ساهمنا في تأسيس الكثير من المساجد والمراكز الإسلامية في قارة أمريكا اللاتينية، وعمل الكثير من البرامج والمشاريع الدعوية التي تناسب طبيعة هذه البلاد، وتأليف الكثير من المواد والكتب التي تتحدث عن تاريخ المسلمين في تلك القارة ومازلنا على الطريق ونسأل الله القبول. كم عدد المسلمين في البرازيل؟ تقدر عدد المسلمين في البرازيل بمليون ونصف مسلم، ويتمركزون في ولاية ساوباولو، حيث يوجد فيها 70% من المسلمين، ثم ولاية بارانا، ثم بقية الولايات "ريو جراندي دوسول – باهيا – ريو دي جانيرو"، وغالبيتهم من لبنان ثم فلسيطن فسوريا وبقية البلدان الإسلامية الأخرى. وهم منحدرون من أصول شامية وبعض الجنسيات الأخرى وممن اعتنق الإسلام من أبناء البرازيل، ويوجد عدد لا بأس به من معتنقي الإسلام الذين يزيدون بشكل واضح خلال الأعوام الأخيرة، ويوجد مسلمون شيعة بنسبة ضئيلة جدا من أعداد المسلمين وهم من لبنان والعراق، ولهم مساجد ومؤسسات خاصة بهم. ما عادات وتقاليد المسلمين في أمريكا اللاتينية برمضان؟ يحرص المسلمون على ارتياد المساجد وإقامة المؤائد المختلفة ويستمرون في المسجد حتى انتهاء التراويح، ويجتمعون في ليلة القدر بأعداد كبيرة تشمل جميع أفراد الأسرة. أما موائد الطعام فتتلون بالأطباق المختلفة والتي تجمع بين الشرقي والغربي وتعطي دليلا على تمازج الثقافات فتوجد الأكلات الشامية نظرًا لأن أكبر عدد ممن هاجروا كانوا من هذه البلاد. والأكلات البرازيلية حاضرة أيضا على موائد الطعام وهي المفضلة لمن ولد من أبناء المسلمين في هذه البلاد، ويعد طبق الفول المصري مكونا أساسيا في بعض الموائد، ويحرص الكثير من المسلمين أن يفطروا على التمر تحقيقا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وتنتشر الحلوى الشامية بكافة أشكالها وألوانها، والحرص على هذه التقاليد والعادات من الأمور الأساسية التي تربط المسلم بذكرياته وحنينه لبلاد المسلمين. انتشار الجماعات الإرهابية والتطرف.. هل أثر على صورة الإسلام لديكم؟ بلا شك انتشار الجماعات الإرهابية والتطرف تؤثر سلبًا على صورة الإسلام في البرازيل، لأن الإعلام يركز على الصورة السلبية التي تحاول تلك الجماعات إلصاقها ظلمًا وعدوانًا بصورة الإسلام النقية. ونحن نحاول باستمرار الدفاع عن الإسلام، ولولا أن هذه البلاد لاتتأثر كثيرًا بضغوط وسائل الإعلام العالمية والصورة السيئة التي تحاول تلك الوسائل إلصاقها بنا لتأثر الوضع العام للمسلمين هنا، ولكن الحمد لله نحاول الوصول لجميع دوائر القرار وبيان الصورة الحقيقية للإسلام والبراءة مما يقوم به تلك الجماعات من قتل وإرهاب باسم الإسلام. ماذا تحتاجون لإنجاح دعوتكم؟ نحتاج إلى مزيدٍا من التواصل مع المؤسسات الإسلامية في العالمين العربي والإسلامي، والمزيد من الخبرات في مجال الدعوة والتربية والتعليم، الموجهة لبلاد الغرب، وطرق معاصرة لعرض الإسلام ودعاة يجيدون لغة أهل هذه البلاد ويفهمون ثقافتها، ودعم مالي يتناسب مع هذه المهام الجليلة ويساهم في الحفاظ على أبناء المسلمين. حدثني عن آخر اتفاقية وقعتها الأوقاف مع اتحاد المؤسسات الإسلامية بالبرازيل؟ الاتفاقية التي تم توقيعها بين وزارة الأوقاف المصرية واتحاد المؤسسات الإسلامية في البرازيل، تعتبر تاريخية وهامة حيث ستساهم في تفعيل دور الدعاة على أرض البرازيل والاستفادة من الامكانات والخبرات التي تمتلكها وزارة الأوقاف. وكيف ستستفيدون منها؟ من خلال تلك الاتفاقية سيتم استقدام المزيد من الدعاة للمساجد والقراء لشهر رمضان المبارك، وبدوره سيقوم الاتحاد بإقامة دورات لتعليم اللغة البرتغالية وعادات وتقاليد الشعب البرازيلي وتذليل العقبات لقيام مبعوث الوزارة بدوره على خير وجه. وقد تم ملاحظة أن المساجد التي يغطيها مشايخ الأوقاف بعيدة عن مظاهر التطرف، وذلك لما يحمله هؤلاء العلماء من علم جليل درسوه في جامعة الأزهر. كم عدد الأئمة الوافدين من الأوقاف لديكم في رمضان؟ تم اعتماد 5 قراء خلال شهر رمضان لهذا العام، ويساهم هؤلاء القراء في إحياء ليالي شهر الشهر الكريم، وإقامة دورات تحفيظ القرآن الكريم، وهي تزيد أعداد من يحفظون سور القرآن الكريم، ويستفيد العشرات من أبناء المسلمين الجدد على الدورات. ما رسالتكم للمسلمين في العالم؟ رسالة سلام ومحبة ودعاء من القلب أن يحفظ الله المسلمين في كل مكان وأن يعينهم على أداء مافرض عليهم خلال هذا الشهر الكريم، وهو فرصة للاتحاد والعودة لنهج القرآن وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، ونبذ الفرقة والشقاق، تقبل الله طاعتكم وكل عام وأنتم بخير.