أعرب ممثل دولة فلسطين لدي الأممالمتحدة السفير رياض منصور، عن أسفه العميق لقرار الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون"، اليوم الاثنين، "عدم إدراج إسرائيل علي القائمة السوداء، الأطراف التي ترتكب انتهاكات جسيمة ضد الأطفال في النزاعات المسلحة". وقال السفير الفلسطيني، في بيان وزعته البعثة الفلسطينية لدي الأممالمتحدة علي الصحفيين، حسبما ورد بوكالة "الأناضول" الإخبارية أن "قرار بان كي مون يتناقض بشكل صارخ مع أدلة ومعايير المنظمة الدولية"، بحسب البيان، مضيفاً "إن إسرائيل – القوة القائمة بالاحتلال - تنتهك بشكل واضح وممنهج حقوق الإنسان ضد الأطفال الفلسطينيين، وهو ما يمثل انتهاكات صارخة، تؤهلها لكي تندرج في قائمة منتهكي حقوق الأطفال، الواردة في التقرير السنوي للأمين العام حول الأطفال في الصراعات المسلحة"، بحسب تعبيره. وأضاف منصور، إن "هناك أدلة متوافرة توضح نمط القتل والتشويه الذي يمارسه الإسرائيليون ضد الأطفال"، مبيناً أن "قوات الاحتلال نفذت هجمات ضد 279 مدرسة، و 75 مركزاً صحياً ومستشفى، ومنعت وصول المساعدات الإنسانية، وغيرها من انتهاكات حقوق الإنسان ضد الأطفال، في فلسطينالمحتلة، بما في ذلك أعمال الاعتقال والاحتجاز والاستجواب والتعذيب". وقال السفير منصور إن "هناك أكثر من 535 طفلاً فلسطينياً قتلوا نتيجة لهجمات إسرائيلية مباشرة، علي قطاع غزة الصيف الماضي، فضلاً عن جرح 3374 آخرين في الهجمات ذاتها، وكانت وكالات الأممالمتحدة، مثل الأونروا واليونيسيف، وغيرها من المنظمات الدولية على أرض الواقع، ومن بينها منظمات إسرائيلية، وثقت بوضوح هذه الانتهاكات الخطيرة"، بحسب منصور. وتابع السفير الفلسطيني قائلاً: "لقد وثّقت تقارير الممثل الخاص للأمين العام للأطفال والصراع المسلح أيضاً، انعدام الأمن والحماية التي يعاني منها الأطفال الفلسطينيين، بسبب الاعتداءات المستمرة من قبل إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، وقد أدت عدم المساءلة عن هذه الجرائم إلى تشجيع اسرائيل و ازدرائها للقانون وتصورها أنها دولة فوق القانون". وأفاد منصور في ختام البيان، أن "تقاعس الأممالمتحدة، والخضوع لضغوط مفرطة، يرسل إشارة مؤسفة، بأن نفس المعايير لا تنطبق في جميع الحالات علي جميع الأطفال، وهو ما يقوّض مصداقية منظومة الأممالمتحدة ككل، وآلية الأطفال والنزاع المسلح بشكل خاص"، بحسب البيان. وكان المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، استيفان دوغريك، أعلن في وقت سابق اليوم، قرار الأمين العام "بان كي مون" عدم إدراج إسرائيل وحماس، ضمن قائمة مرتكبي انتهاكات حقوق الأطفال. وبحسب إحصائيات منظمة الأممالمتحدة للطفولة "يونيسيف"، بلغ عدد الأطفال الذين قتلهم الجيش الأسرائيلي في عدوانه علي قطاع غزة، صيف عام 2014، أكثر من 500 طفل، وهو مايزيد بنسبة 30% تقريباً عن عدد الأطفال الذين قتلهم الجنود الإسرائيليون في عملية "الرصاص المصبوب" في 2008 – 2009، حيث لقي حينذاك أكثر من 350 طفلاً مصرعهم.