دعت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة "فاو" إلى إنتاج مواد غذائية وزراعية صديقة للبيئة، لا تترك أية آثار سلبية على البيئة، قبل وأثناء وبعد الإنتاج والحصاد، وإعادة تدوير المخلفات الزراعية والغذائية بأيسر وأحدث الطرق العلمية . وقال المدير العام للمنظمة جوزيه جرازيانو دا سيلفا - في كلمة اليوم السبت وزعت في القاهرة بمناسبة اليوم العالمي للبيئة - إننا بحاجة إلى تغيير الطريقة التي ننتج بها الغذاء لصالح إنشاء صلة وثيقة بين الغذاء، والزراعة، والبيئة، وإنه يتعين على الحكومات والمواطنين والمنتجين والمستثمرين صياغة "نهج جديد، متكامل من التفكير، وبطبيعة الحال، العمل" لمواجهة ظاهرة تغير المناخ وتلبية احتياجات الأعداد المتزايدة من السكان . واستشهد باثنين من المبادئ التوجيهية، هما: ضمان حصول كل فرد على الغذاء، وتحويل النظم الغذائية إلى عملية مستدامة، باعتبار ذلك حاسماً في الجهود المبذولة لتلبية احتياجات النمو السكاني في العالم، مع الحفاظ على سلامة التربة والموارد الطبيعية الأخرى التي تعد عماداً لحياة إنسانية مزدهرة. وتابع دا سيلفا ، أننا بحاجة إلى المزيد من الإنتاج الغذائي لإشباع ملياري شخص إضافيين متوقعين بحلول عام 2050، لكن السبب الرئيسي للجوع بالأحرى يرتبط بمدى القدرة على توصيل أو الوصول إلى الغذاء، حيث يكفي ما هو متوافر منه اليوم، لكن الأسر الفقيرة تفتقر إلى الموارد اللازمة لشراء أو إنتاج الغذاء الذي تحتاجه. وأكد أن محور تركيز جهود منظمة "فاو"، عبر التأكيد على ضرورة التحول في مواجهة التحديات العالمية، تغير من التركيز على زيادة الإنتاج كما شوهد في فترة ما بعد الحرب العالمية، إلى اعتماد نموذج جديد يستند على أفضل السبل للاستفادة من الموارد المتاحة وتوصيلها إلى مستحقيها وخاصة في المناطق الأكثر فقرا. وأشار إلى أن الاستدامة تعتبر ذات دور مركزي، "فنحن سبعة مليارات من الأفراد، نتقاسم كوكباً واحداً لا أكثر"، لافتا إلى أن فاقد الغذاء من الممكن أن يلبي احتياجات ثلث سكان العالم، عوضاً عن سوء استخدام العمالة، والمياه، والطاقة وغيرها من المدخلات. وعلى الصعيد العالمي، تدل تقديرات منظمة "فاو" على أن ما يصل إلى ثلث مجموع المواد الغذائية المنتجة تؤول إلى الخسارة والهدر كفاقد، وأن 222 مليون طن من الغذاء سنوياً يُلقى بها في سلال المهملات من قبل المستهلكين لدى البلدان الموسرة، ولا تقتصر نتيجة الهدر فحسب على أن المواد الغذائية لا تصل إلى الجوعى، بل ويشمل أيضاً إهدار مغذيات التربة الأساسية وقد يحد من القدرة على إدارة الأراضي لزيادة امتصاصها للكربون. بدوره، قال المدير التنفيذي لبرنامج الأممالمتحدة للبيئة أكيم شتاينر، " لقد شهد القرن الماضي تحولا سريعاً في علاقتنا مع عالم الطبيعة، نتيجة الاستخدام المتصاعد للموارد الطبيعية، ما قاد إلى تفاقم التدهور البيئي ، وعلينا أن نسأل أنفسنا عن النتائج المترتبة على هذه الوتيرة من الاستهلاك والمسار الذي سيتخذه العالم بحلول عام 2050، من أجل إدامة حياة وطموحات 9 مليارات إنسان".