أول فتاة من الصعيد تعمل في مجال الميكانيكا من أكبر العائلات بالأقصر تحدي وإصرار على النجاح التدريب بشركة BMW لقاء مصطفي صلاح أحمد الخولي من مدينة إسنا بمحافظة الأقصر ،تحدت مجتمعها ونظرة الناس لها ،ووقفت مع والدها الميكانيكي الذي يعمل بورشته الصغيرة ،حتى شربت منه المهنة ،وتعلمت أصول الميكانيكا ،وعشقتها لدرجة جعلتها محط أنظار الكثير من القنوات الفضائية ،فمن هي لقاء ؟ ،وكيف تحدت المجتمع ؟ ،وماذا عن طموحاتها في المستقبل ؟ ،شبكة الإعلام العربية " محيط " كان لها حديثا مطولا معها للاقتراب أكثر من شخصيتها والتعرف على ظروف حياتها التي جعلتها تعمل في هذه المهنة الشاقة . بمجرد أن تراها لن تتخيل أنها تعمل في مجال الميكانيكا حيث الجلوس تحت السيارات والإمساك بأدوات قاسية ،وارتداء العفريتة ،لكن حبها وعشقها للميكانيكا والعمل من أجل إثبات ذاتها ،وأنها لا ينقصها أي شيئ عن أي شاب يمتلك مقاومات الميكانيكي ،زادها إصرارا وتحديا للمجتمع الذي ينظر للمرأة على أن مكانها الأوحد هو البيت وتربية الأطفال . البداية تقول لقاء ل " محيط " منذ أكثر من 6 سنوات ،وأنا أجلس بجوار والدي فى الورشة الخاصة به ،وأراقب ما يفعله حتى تعلمت منه كل شئ ، ومرت الأيام حتى أصبحت ( دراعة اليمين ) ،وأخذت مكانه في حال غيابه ،حتى كبرت وكبر معي حبي للعمل في مجال الميكانيكا ،فبدأت بالعمل معه بشكل أساسي ورحب بي ، وساعدني على ذلك ،رغم أننا نعيش في الصعيد . احتراف وتابعت صاحبة ال " 19 " عام ،والحاصلة على دبلوم تجارة ،تربيت ونشأت في ورشة والدي ،وتعلمت أصول المهنه منه ،وتشجيعه لي جعلني اتحدى نظرات المجتمع ،وتعاملت مع العديد من الزبائن من مختلف المناطق والفئات ،لإصلاح سياراتهم ،حتى أصبح لي اسما في هذه المهنة، بسبب إتقاني لعملي ،وحرصي على إصلاح الأعطال وتجهيز السيارة بالقطع الجديدة التي تحتاجها بكل حرفية بحسب شهادة الزبائن . وأشارت الخولي الأخت الصغرى من بين ثلاث بنات ،إحداهم حاصلة على ليسانس آداب ،والأخرى تدرس بكلية التجارة ، إلى أنها تعمل بسبب حبها للميكانيكا والعمل في مجال تصليح السيارات ،وليس من أجل مساعدة أسرتها أو الاحتياج للأموال ،لافته إلى أنها من عائلة كبيره في الأقصر ،بالإضافة إلى أنها تؤمن بأن عملها ليس عيبا أو حرام ،وأنها لم تفعل حاجة (غلط) ،قائلة " لو التفتنا لأقاويل الناس ونظرات المجتمع لأفعلنا .. لم نتقدم خطوة واحدة وسنظل محلك سر " . تكريمات وظهور على الفضائيات شهرتها لم تقتصر بعد على أهل الأقصر ،فبعد التكريمات التي حصلت عليها من محافظ الأقصر ،ومن حزب الوفد بالمحافظة ،سجلت معها العديد من القنوات الفضائية على قناة الحياة على صدى البلد لتضرب مثالا للقتاة الصعيدية المكافحة ،ولتكون قدوة لكل فتاة ترغب في تحقيق طموحها وحلمها ،ملقية بعادات وتقاليد المجتمع عرض الحائط ،طالما لا تفعل شيئ يغضب الله . وتستكمل الخولي حديثها ل " محيط " قائلة : " هذه الشهرة منحتني ثقة كبيرة في نفسي ،وكانت مصدر سعادة بالنسبة لي على المستوى الشخصي والمهني " ،لافته إلى أنها حصلت على فرصة كبيرة لم تحلم بها وهي التدريب في أحد المراكز التابعة لوزارة الصناعة ،مرجعة الفضل إلى " محمد صلاح " مدير برنامج " حرفي " والذي جاء لها خصيصا من القاهرة إلى الصعيد ورشحها لأخذ تدريب في شركة BMW بالقاهرة لمدة 30 يوما ،من أجل زيادة خبرتها في الجزء النظري الخاص بتصليح السيارات بجانب التدريب العملي أيضا . وردا على سؤالها بخصوص التدريب ،وهل وافق والداها على السفر خاصة أن مدة التدريب شهرا ؟ ،قالت : أنها سافرت إلى القاهرة برفقة والدتها ،وتسكن حاليا في منزل أحد أقاربها بالقاهرة ،منوهه إلى أن والدها لم يقف أمام نجاحها بل يشجعها طوال الوقت ويقف بجوارها ويدعمها . وعن طوحاتها الشخصية والمهنية في المستقبل ،أجابت الخولي قائلة : على المستوى المهني، اتمنى أن امتلك مركز لصيانة وتجهيز السيارات ويكون مجهز بأحدث الأدوات والتقنيات الحديثة ،وعلى المستوى الشخصي ،أتمنى أن أتزوج من شخص يتفهم طبيعة عملي ،وأن نبني معا أسرة صغيرة نكفل لها حياة كريمة " .