نصب يوفنتوس نفسه ملكا متوجا على عرش كرة القدم الإيطالية هذا الموسم بعدما أحرز الثنائية المحلية (الدوري والكأس) للمرة الرابعة في تاريخه، إثر فوزه الصعب والمثير 2- 1 على لاتسيو بعد التمديد في نهائي بطولة كأس إيطاليا اليوم الأربعاء. وأضاف يوفنتوس بذلك لقب الكأس إلى بطولة الدوري التي احتفظ بلقبها للموسم الرابع على التوالي هذا العام، قبل أربع مراحل من نهاية المسابقة. واتسمت بداية المباراة التي أقيمت بالملعب الأولمبي بالعاصمة روما، بالإثارة والمتعة، بعدما باغت لاتسيو منافسه بهدف مبكر حمل توقيع الروماني ستيفان رادو في الدقيقة الرابعة عبر ضربة رأس رائعة، قبل أن يتعادل جورجيو كيليني سريعا ليوفنتوس في الدقيقة .20 وفشل الفريقان في هز الشباك طوال الفترة المتبقية من الوقت الأصلي، ليحتكما للوقت الإضافي، الذي سجل خلاله (البديل) أليساندرو ماتري الهدف الثاني ليوفنتوس في الدقيقة .97 بهذا الانتصار، انفرد يوفنتوس بالرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة بعدما توج بها للمرة العاشرة في تاريخه والأولى منذ 20 عاما، متفوقا على روما صاحب الألقاب التسعة، ليصبح أول فريق يزين قميصه بالنجمة الفضية بدءا من الموسم المقبل. وكرر يوفنتوس بهذا الفوز، تفوقه على لاتسيو في المباراة الثالثة على التوالي هذا الموسم، بعدما سبق له التغلب على فريق العاصمة الإيطالية 3- صفر و2- صفر في مباراتيهما بالدوري، علما بأن هذا الفوز هو السادس ليوفنتوس على لاتسيو في مبارياتهما السبعة الأخيرة بمختلف البطولات. وكان يوفنتوس قد سبق له التتويج بالثنائية أعوام 1960 و1983 و.1995 ويسعى يوفنتوس حاليا لتحقيق حلمه بالتتويج بالثلاثية التاريخية (الدوري وكأس إيطاليا ودوري أبطال أوروبا) للمرة الأولى في تاريخه، حيث تنتظره مواجهة من العيار الثقيل أمام برشلونة الأسباني في نهائي دوري الأبطال يوم السادس من حزيران/يونيو المقبل بالعاصمة الألمانية برلين. ويطمح يوفنتوس، الذي توج بدوري الأبطال عامي 1985 و1996، في الوقوف على منصة التتويج الأوروبية مجددا، في أول موسم للمدرب ماسيمليانو أليجري مع الفريق. في المقابل، فشل لاتسيو، الذي يحتل المركز الثالث في ترتيب الدوري حاليا، في التتويج بلقب الكأس للمرة السابعة في تاريخه، والخامسة في الألفية الجديدة. وتنتظر لاتسيو مواجهة من العيار الثقيل في المرحلة المقبلة بالدوري، حيث يلتقي مع جاره اللدود روما يوم الإثنين المقبل، في ظل سعي الفريقين للحصول على المركز الثاني في ترتيب المسابقة للتأهل مباشرة لمرحلة المجموعات بدوري الأبطال في الموسم المقبل. ولم تشهد بداية المباراة مرحلة جس النبض، حيث فرض لاتسيو سيطرته مبكرا على مجريات اللقاء في ظل تراجع دفاعي حذر من جانب يوفنتوس. وترجم لاتسيو سيطرته المبكرة بعدما سجل لاعبه ستيفان رادو الهدف الأول في الدقيقة الرابعة، بعدما تابع الركلة الحرة المباشرة التي نفذها دانييلو كاتالدي من الناحية اليمنى، ليرتقي اللاعب الروماني فوق الجميع ويضع الكرة برأسه قوية على يسار ماركو ستوراري حارس مرمى يوفنتوس الذي حاول إبعادها ولكن دون جدوى لتسكن الشباك. استشعر يوفنتوس الحرج، ليكثف سريعا من محاولاته الهجومية بحثا عن هدف التعادل. ونجح يوفنتوس في تحقيق مبتغاه بعدما سجل مدافعه جورجيو كيليني هدف التعادل في الدقيقة 11، حيث أرسل النجم المخضرم أندريا بيرلو تمريرة أمامية من ركلة حرة مباشرة إلى ارتورو فيدال الذي مررها برأسه إلى كيليني ليسدد الأخير الكرة مباشرة بقدمه اليسرى على يمين إيتريت بيرشا حارس مرمى لاتسيو داخل الشباك. بدت العصبية واضحة على أداء لاتسيو عقب تعادل يوفنتوس السريع، ليحصل لاعبه ماركو بارولو على بطاقة صفراء في الدقيقة 18 إثر التحامه العنيف مع فيدال في منتصف الملعب. بمرور الوقت، فرض يوفنتوس سيطرته على وسط الملعب واستحوذ لاعبوه على الكرة في أغلب الأوقات. في المقابل، استعاد لاتسيو نشاطه الهجومي مرة أخرى، ليسدد لاعبه فيليبي أندرسون تصويبة قوية في الدقيقة 25، ولكنها افتقدت للدقة لتخرج إلى ركلة مرمى، قبل أن يصوب كاتالدي تسديدة أخرى بعدها بدقيقتين من على حدود المنطقة ولكنها ذهبت ضعيفة في يد ستوراري. وكاد بارولو أن يضيف الهدف الثاني للاتسيو في الدقيقة 32، بعدما سدد قذيفة صاروخية من خارج منطقة الجزاء، ولكنها ابتعدت عن القائم الأيمن بسنتيمترات. وأهدر الهداف الأرجنتيني كارلوس تيفيز فرصة مؤكدة لتسجيل الهدف الثاني ليوفنتوس في الدقيقة 40، بعدما مرر بوجبا كرة بينية إلى الظهير الأيسر باتريس إيفرا، الذي كان في وضع تسلل لم يلاحظه حكم المباراة، ليمرر الكرة إلى تيفيز المنطلق من الخلف داخل منطقة الجزاء، ولكنه أطاح بالكرة خارج الملعب. وشهدت الدقائق الأخيرة من الشوط الأول محاولات هجومية من كلا الفريقين لم تسفر عن أي جديد لينتهي الشوط بالتعادل 1-.1 على عكس الشوط الأول، جاءت بداية الشوط الثاني هادئة من كلا الفريقين، حيث انحصر اللعب في منتصف الملعب. وأهدر بوجبا الفرصة الأولى ليوفنتوس في هذا الشوط، بعدما تابع تمريرة عرضية من الناحية اليسرى في الدقيقة 57، ليسدد الكرة برأسه ولكنها ابتعدت عن العارضة بقليل. وجاء الرد سريعا من جانب لاتسيو بعدما سدد بارولو في الدقيقة 59، تصويبة قوية من خارج المنطقة ولكنها افتقدت للدقة لتذهب إلى خارج الملعب. وحصل إيفرا على بطاقة صفراء في الدقيقة 60، عقب التحامه مع بارولو، قبل أن يتلقى زميله ليوناردو بونوتشي على بطاقة أخرى في الدقيقة .64 وأجرى لاتسيو تبديلين بنزول ماوريسيو وفيليب ديورديفيتش وخروج رادو والهداف الألماني المخضرم ميروسلاف كلوزه في الدقيقتين 71 و83، فيما أجرى يوفنتوس تبديلين أيضا بنزول روبيرتو بيرييرا وأليساندرو ماتري بدلا من بوجبا ويورينتي في الدقيقتين 78 و.85 وأضاع ديورديفيتشلاعب لاتسيو فرصة محققة لتسجيل هدف الفوز فوز نزوله في الدقيقة 84، بعدما تلقى تمريرة أمامية انفرد على إثرها بالمرمى ولكنه فشل في ترويض الكرة لتصل سهلة إلى ستوراري. أسرع يوفنتوس من وتيرة اللعب في الدقائق الأخيرة من أجل خطف هدف الفوز في الوقت القاتل، وألغى حكم المباراة هدفا سجله ماتري في الدقيقة 87 بداعي التسلل، قبل أن يسدد تيفيز تصويبة قوية من على حدود المنطقة في الدقيقة الثانية من الوقت المحتسب بدل الضائع ولكنها علت العارضة بقليل، لينتهي الشوط الثاني بالتعادل 1-1 ويحتكم الفريقان إلى الوقت الإضافي. بدأ لاتسيو الشوط الإضافي الأول بنشاط هجومي مباغت، وصادف لاعبه ديورديفيتش سوء حظ بالغ بعدما ارتطمت تسديدته القوية في الدقيقة 94 بباطن القائم الأيسر، قبل أن تتهادى الكرة على خط المرمى وتصطدم بالقائم الأيمن. ولم تمر سوى دقيقة واحدة، حتى أهدر ماتري فرصة ليوفنتوس بعدما مرر فيدال تمريرة بينية إلى بيرييرا المنطلق من الخلف من الناحية اليسرى، ليرسل تمريرة عرضية إلى ماتري الذي سددها برأسه ولكنها ذهبت إلى خارج الملعب. وجاءت الدقيقة 97 لتشهد منعرجا في المباراة بعدما سجل ماتري الهدف الثاني ليوفنتوس، بعدما تابع تسديدة تيفيز التي اصطدمت في الدفاع، لتتهيأ الكرة أمامه ليسددها مباشرة بقدمه على يسار بيريشا الذي اصطدمت الكرة بيده قبل أن تعانق الشباك. اكتسب يوفنتوس الثقة عقب هدف ماتري، ليفرض لاعبوه سيطرتهم المطلقة على مجريات المباراة، خاصة في ظل حالة الإحباط التي سيطرت على أداء لاعبي لاتسيو. حاول ستيفانو بيولي المدير الفني للاتسيو بعث النشاط والحيوية في فريقه، فأجرى التبديل الأخير مع انطلاق الشوط الرابع بنزول بالادي دياو كيتا بدلا من ستيفان دي فراي. ورغم ذلك، حافظ يوفنتوس على سيطرته على أجواء المباراة مستغلا معاناة لاعبي لاتسيو من نقص اللياقة البدنية، وكاد بيرلو أن يضيف الهدف الثالث في الدقيقة 109 بعدما نفذ ركلة حرة مباشرة بطريقة بارعة من الناحية اليسرى ولكن أبعدها بريشا بقبضة يده. ولم تشهد الدقائق الأخيرة من الشوط الرابع سوى محاولات من جانب لاتسيو للتعادل دون جدوى لينتهي اللقاء بفوز يوفنتوس بهدفين مقابل هدف واحد.