يسعى الرئيس الأمريكي باراك أوباما لأن يؤكد لدول مجلس التعاون الخليجي هذا الأسبوع التزام الولاياتالمتحدة بعلاقاتها الاستراتيجية مع حلفائها الرئيسيين في العالم العربي، حتى وهو منهمك في صياغة صفقة حول البرنامج النووي الإيراني، والذي تخشى دول الخليج من أنه قد يعزز من قدرات منافس إقليمي بارز لها. ومن المقرر أن تبدأ المباحثات بين الجانبين بغداء عمل في البيت الأبيض غدا الأربعاء، يعقبه يوم كامل من الاجتماعات في منتجع كامب ديفيد الرئاسي. ويأتي زعماء دول الخليج في منعطف بالغ الأهمية في منطقة الشرق الأوسط، حيث تواجه الولاياتالمتحدة والقوى الإقليمية صعود تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسورية، بينما تشن السعودية هجوما على المتمردين الحوثيين في اليمن الذين تساندهم إيران، وذلك في الوقت الذي تجري فيه إيران مفاوضات مع القوى الكبرى في العالم للتوصل إلى اتفاق حول برنامجها النووي، وعلى صعيد آخر دخلت ليبيا في دائرة الفوضى. وقال بن رودس نائب مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي للصحفيين " إن الهدف من هذه الاجتماعات هو الجلوس مع مجموعة من شركائنا في منطقة الشرق الأوسط، ومراجعة السياسة الأمريكية وسياسات مجلس التعاون الخليجي المتعلقة بالوضع في المنطقة، وتحديد السبل التي يمكن بها تعزيز المشاركة والتعاون الأمني بيننا ". بينما قال روب مالي منسق شؤون المنطقة بمجلس الأمن القومي الأمريكي إنه من الخطأ افتراض أن دول الخليج ستقدم قوائم بنظم تسليح ترغب في شرائها من الأمريكيين. ويوضح سفير دولة الإمارات العربية المتحدة في واشنطن يوسف العتيبة في تصريح له الأسبوع الماضي ما تريده دول الخليج، حيث قال إنها تتطلع للحصول على ضمانات من الولاياتالمتحدة في مواجهة ما ترى أنه أنشطة إيرانية تزعزع الاستقرار، وفي مواجهة تنامي التهديد الإرهابي. وأشار مالي إلى أن واشنطن تعتزم تقديم تأكيدات أمنية، ولكنها لن تصل إلى حد عرض معاهدة أمنية رسمية كما يأمل عدد من الدول الخليجية. وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قد التقى بنظرائه بدول مجلس التعاون الخليجي في باريس الأسبوع الماضي. وقال كيري " إننا نعد سلسلة من الالتزامات من شأنها إقامة تفهم أمني جديد بين الولاياتالمتحدة ودول مجلس التعاون، ومجموعة من المبادرات الأمنية الجديدة ". وأوضح مسؤولون أمريكيون أن الولاياتالمتحدة ستعمل على تعزيز القدرات العسكرية لدول المنطقة لمواجهة الإرهاب والهجمات الإليكترونية والتهديدات البحرية، إلى جانب تدعيم البنية التحتية للطاقة، بالإضافة إلى مساعدة الدول على العمل معا حول قضايا مثل الدفاع ضد الصواريخ الباليستية.
