تمثل زيارة وزير الخارجية المصري، سامح شكري، إلى إريتريا، التي بدأها مساء أمس الأربعاء، حلقة جديدة في تطور العلاقات بين البلدين التي تعود إلى الخمسينيات من القرن الماضي. ووصل شكري، أمس الأربعاء، إلى أسمرة في زيارة عمل رسمية تستغرق يومين؛ في إطار جولة أفريقية شملت جنوب السودان. وبحسب التلفزيون الإريتري فإن الوزير المصري سيبحث مع الرئيس الإريتري أسياسي أفورقي، ونظيره الإريتري عثمان صالح سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين؛ والتطورات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. ومصر كان لها اهتمام ملحوظ بالقضية الاريترية، منذ الخمسينيات من القرن الماضي، حيث شهدت القاهرة تأسيس أول اتحاد طلاب اريتري عام 1952، وبعد الثورة الإثيوبية عام 1961، والتي استمرت 30 عاما، أعلنت القاهرة مقراً لتأسيس جبهة التحرير الإريترية، كما قدمت مصر مختلف أنواع الدعم السياسي، والمادي، والتعليمي للشعب الإريتري حتى الاستقلال عام 1991، بحسب مراسل الأناضول. وزار الرئيس أسياسي أفورقي القاهرة 22 مرة منذ توليه منصبه عام 1993، كان أخرها العام الماضي، وفق المصدر ذاته. وبحسب مراسل الاناضول، فإن أول رسالة تلقاها الرئيس المصري السابق عدلي منصور عقب توليه منصبه في يوليو/تموز 2013، كانت من أفورقي، كما أن أفورقي هو أول رئيس أفريقي يزور القاهرة عقب حفل تنصيب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في شهر يونيو 2014، وهو الحفل الذي شارك فيه أفورقي أيضا. وقال مراسل الأناضول إن "مصر وإريتريا بعد 30 يونيو 2013، تسعيان باتجاه تعاون إقليمي مشترك مع المملكة العربية السعودية لتشكيل آلية فعالة لأمن البحر الأحمر". وأضاف أنه "خلال حكم الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، قاد عمر سليمان نائب الرئيس الأسبق، خلال توليه رئاسة المخابرات المصرية، ملف العلاقات مع اريتريا، وجمعته علاقة صداقة بالرئيس أسياسي أفورقي". ويقول مراسل الأناضول إن "اريتريا كان لها موقف معارض من ثورة يناير 2011 التي أطاحت بنظام مبارك، كما كانت من أوائل الدول التي اعترفت بثورة 30 يونيو 2013 (أطاحت بالرئيس الأسبق محمد مرسي)". وفي 30 يونيو 2013 بدأت مظاهرات احتجاجية ضد الرئيس المصري الأسبق مرسي انتهت بعزله في 3 يوليو من العام ذاته. ويطلق معارضو مرسي على عزله "ثورة شعبية" بينما يراها مؤيدوه "انقلاب عسكري". وبحسب مراسل الأناضول، فإنه "إبان الحرب الإريترية الإثيوبية لعبت مصر وليبيا وقطر دورا في مساندة اريتريا". وقال إن "هناك تنسيقا ضمنيا بين اريتريا ومصر حول قضايا الصومالوجنوب السودان والبحر الأحمر". وتعتبر هذه الزيارة لوزير الخارجية المصري أول زيارة له بعد أن كان ملف العلاقات مع السودان واثيوبيا واريتريا بيد جهاز المخابرات المصرية، إبان فترة حكم مبارك، الذي شهدت فترة حكمه ازدهارا في العلاقات بين البلدين. وبحسب مراسل الأناضول فإن هناك عددا من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي لا تزال قيد الدراسة بين البلدين، منها مشروع مذكرة تفاهم في مجال التعاون السياحي بين مصر وإريتريا؛ ومشروع مذكرة تفاهم حول التعاون المشترك في مجالات الشئون الاجتماعية بين مصر وإريتريا؛ ومشروع بروتوكول بين مصر وإريتريا في مجال التعاون القنصلى. ومن بين الإتفاقيات أيضا، وفقا للمصدر ذاته، مشروع مذكرة تفاهم في مجال الثروة السمكية بين وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي (الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية) ووزارة الثروة السمكية بدولة إريتريا؛ ومشروع اتفاق تعاون ثنائي بين سلطتي الطيران المدني المصرية والإريترية.