أطلقت الشرطة الإيطالية الغاز المسيل للدموع على متظاهرين حيث خيمت الاحتجاجات على افتتاح معرض اكسبو ميلانو، وهو المعرض العالمي الذي كانت تأمل الحكومة أن يغير وجه إيطاليا بعد أعوام من التراجع الاقتصادي. وقعت اشتباكات عنيفة بين الشرطة الايطالية ومتظاهرين خرجوا احتجاجاً على اقامة معرض اكسبو العالمي. وغطت سحب كثيفة من الدخان المنبعث من السيارات المحترقة أجزاء من وسط ميلانو يوم الجمعة مع إلقاء مجموعات من المحتجين الحجارة على صفوف من شرطة مكافحة الشغب. وحدثت المواجهة بعد ساعات من مراسم افتتاح باهرة بموقع المعرض حيث أشاد رئيس الوزراء ماتيو رينتسي بانطلاق المعرض العالمي للثقافة والتكنولوجيا الذي يركز على مدى ستة أشهر على فكرة انتاج الغذاء المستدام. وهو حدث تأمل الحكومة أن يغير وجه إيطاليا بعد أعوام من التراجع الاقتصادي. واحتشد ضد معرض ميلانو مجموعات متفرقة من المحتجين اليساريين والنشطاء المناهضين للعولمة ودعاة الحفاظ على البيئة وصولا إلى الطلاب والنشطاء المناهضين لإجراءات التقشف حيث يعتبر هؤلاء جميعا المعرض رمزا للفساد وإهدار الموارد. وانتشر الآلاف من أفراد الشرطة للتصدي لتهديد العنف قبيل المعرض الذي يعول عليه رينتسي لتعزيز المؤشرات الهشة على تعافي الاقتصاد بعد سنوات من الجمود والركود. لكن على خلاف ذلك تحول وسط ميلانو الراقي إلى ساحة معركة إذ دوت أبواق سيارات الشرطة وفرقعات متفرقة للقنابل الضوئية وأصوات الألعاب النارية على خلفية هتافات المحتجين. ونجحت سيارات الشرطة في وقف الجزء الأساسي من الاحتجاج بإغلاق الطريق لكن مجموعات محتجين انفصلت عن الحشد وخاضت معارك كر وفر تحت الأمطار حيث امتلأت الشوارع بالحواجز الحديدية والحجارة. واحتجزت الشرطة عددا من المتظاهرين لكن لم يرد على الفور تقدير رسمي للأضرار التي تضمنت نوافذ محطمة وسيارات محترقة. ولم يتضح بعد إلى أي مدى ستؤدي هذه الاحتجاجات إلى تشويه صورة المعرض لكن من المرجح أن تكون مصدر حرج بالغ للحكومة بعد أجواء التفاؤل التي سادت مراسم الافتتاح. وتم بالفعل بيع عشرة ملايين تذكرة ويعول المسؤولون على حضور نحو 20 مليون شخص ويأملون في جني إيرادات إجمالية بما يتجاوز عشرة مليارات يورو نصفها من الزوار الأجانب الذين سيتدفقون على ميلانو.