قال الشيخ احمد صبري من علماء وزارة الأوقاف وإمام وخطيب مسجد الوالي، إن فضيلة الصبر أساس كل خلق الإسلام فهو أساس تحصيل العلم والتعلم والتعامل الجيد مع الناس وأكد أن الرسول الكريم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال في حديث قوىِ " الْمُؤْمِنُ الَّذِي يُخَالِطُ النَّاسَ وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهِمْ أَعْظَمُ أَجْرًا مِنَ الَّذِي لا يُخَالِطُ النَّاسَ ، وَلا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهِمْ "وأشار إلى إن الصبر يأتي قبل التقوى وهو من علامات الإيمان وقال الخالق عز وجل في سورة آل عمران" إن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا إن الله بما يعلمون محيط ". وأضاف خلال لقاء تلفزيوني في برنامج "صباح الخير يا مصر" المذاع على الفضائية المصرية، إن الله وجه حديثه للرسول عليه الصلاة والسلام في سورة القلم فقال ( فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم ( 48 ) وأوضح أن غضب النبي يونس من أهل قريته بسبب عدم إيمانهم دفعه للاستعجال والخروج بدون إذن من الله فالتقمه الحوت وتم حبسه في ظلام بطنه عقابا له على عدم صبره لولا انه كان من المسبحين فغفر الله له ذلك، وأشار إلى مقتل حمزة ابن عبد المطلب وتألم الرسول لذلك وقسمه بأخذ ثأره فنزلت في نهاية سورة النحل آية " وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ ۚ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ" ويطلب منه الصبر على حزنه وغضبه على مقتل حمزة كما قال للنبي في سورة الاحقاف " فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ ۚ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ ۚ. وأشار إلى قول الرسول إن الصبر على المصيبة في أول وقوعها هو نوع من الإيمان العميق فقال: "إنما الصبر عند الصدمة الأولى" وأكد انه لولا صبر العلماء فرادى وجماعات ما كانت البشرية عرفت اختراع الأدوية ولا الأجهزة الحديثة وما عرفت التقدم أو الحضارة وأكد أن الحياة صعبة وبقدر صبرنا على عقباتها بقدر ما سننجز كما قال الله عز وجل في سورة العنكبوت " أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ( 2 ) وهى تؤكد ضرورة الصبر على العمل في الدنيا لنيل الثواب في الآخرة وان دخول الجنة يأتي بالصبر على العمل وصدق الابتعاد على الفتنة وأكد أن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام قال أن موسى عليه السلام كان أكثر الرسل صبرا لأنه كان أكثرهم تحملا للأذى. وأشار إلى النبي أيوب والذي قال عنه المولى عز وجل في سورة ص "وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ ۗ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا ۚ نِّعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ (44) قد تعرض للمرض الشديد وابتعاد الأهل والأصدقاء عنه وصبر واحتسب حتى كتب الله له الشفاء التام.