بين من يقدم نفسه على أنه "مرشح الشباب" و من يرفع شعار الرجل الأمثل لمكافحة الفساد، مرورا بمن لا يدخر جهدا في توزيع الوعود يمنة ويسرة بتوفير الرفاهية للشعب التوجولي وذاك الذي يهاجم خصومه في محاولة منه للإعلاء من شأنه، تختلف أساليب المرشحين للانتخابات توجو الرئاسية، السبت المقبل، ويبقى الهدف واحدا موحدا وهو "إغواء" الناخبين لاستقطاب أّكبر عدد من أصواتهم في صناديق الاقتراع. وينظر المراقبون لهذه الجهود على أنها غير ذات تاثير كبير، لا سيما وان المنافسة محسومة حسب رأيهم بين مرشحين إثنين هما رئيس البلاد الحالي فور نغاسينغبي وأبرز معارضيه جون بيار فابر، رئيس "التحالف الوطني من أجل التغيير". وفي اختبار استقطاب أصوات الناخبين، يعول فور نغاسينغبي مرشح الحزب الحاكم "الإتحاد من أجل الجمهورية" على الإنجازات التي تحققت طيلة فترة حكمه (منذ 2005) لا سيما في الجانب الاقتصادي. وفي هذا الشأن قال جيلبير باوارا أحد الناطقين باسم غناسينغبي لوكالة "الاناضول" إن الأخير في حال تمكن من حسم أمر الانتخابات القادمة لصالحه فإن ذلك سيتم بفضل ميزاته الشخصية وبشكل أخص بفضل الحصيلة التي حققها خلال فترته الرئاسية مضيفا أن " التوجوليين يقفون شاهدين على ما قام به غناسينغبي لإصلاح الاقتصاد والمجهودات التي قدمها في سبيل المصالحة الوطنية". جون بيار فابر من جهته، أبرز منافس لفور غناسينغبي يرتكز على دعم تحالف مجموعة من أحزاب المعارضة المجتمعة تحت إسم "المعركة من أجل البديل السياسي في 2015"، وهو يدافع عن "بديل سيخدم البلاد وسيمكنها من السير على طريق التنمية والتطور". فرع من الفكرة نفسها اقتطفته بريجيت أدجامبغو جونسون رئيسة التحالف المعارض حين أفادت في حديث مع "الأناضول" إن " الفوز بالانتخابات سيمكننا من المرور مع جون بيار فابر إلى مرحلة انتقالية نخوض بعدها الإصلاحات الضرورية لوضع البلاد على السكة الصحيحة ومن ثم الإقلاع و تحسين المقدرة الشرائية للتوجوليين". ويخيم على معسكر فابر جو من الثقة وهو الذي "يقع استقباله كفائز في اجتماعات الحزب"، بحسب الموقع الإخباري التوغولي "توغو سيت" في نشرته بتاريخ 21 ابريل/نيسان الجاري. "جيري تاما" من جهته، مرشح حزب "الالتزام التوجولي الجديد"، هو أصغر المترشحين سنا (40 عاما)، لا يتردد في التركيز على الميزة العمرية بأن أعلن عن نفسه "مرشح الشباب" وهو أكد في مقابلة مع "الأناضول" إن هذه التسمية لا يمكن تفسيرها على ضوء بناء على صغر سنه النسبي فحسب، ولكن كونه انكب على مشاغل هذه الفئة العمرية وجعل منها أولوية، وإن كانت له شجاعة الإقرار بأنه من الصعب ان يفوز بالانتخابات الحالية مؤكدا على ان حملته تتطلع نحو المستقبل. وقدم تاما وعوده للناخبين ولا سيما الشباب من بينهم الذين يشكلون 60 بالمئة من السكان في التوغو، بالعمل على حل المشاكل المتعلقة بالبطالة والفساد، ويلعب تاما ورقة ثانية لاستقطاب أصوات الناخبين تلك المتمثلة في القطع مع من "يمتلكون السلطة ولا يرغبون في التنحي عنها وبين الذين اندمجوا في منطق التنديد المستمر دون تقديم بدائل ملائمة"، في تلميح واضح إلى المعارضة. ويبدو "إيمي غوغي" مرشح "تحالف الديمقراطيين من أجل النمو الشامل" أكثر المترشحين هدوء وهو الذي قاد حملته بعيدا عن الأضواء مكتفيا ببعض اللقاءات الرسمية مع مجموعات من الشباب معطيا انطباعا بانه مرشح نزيه وخبير بفن الإدارة وكفيل بدفع البلاد نحو الأمام. أما "تشاسونا تراوري" مرشح حركة المواطنة من أجل الديمقراطية والنمو فقد اختار شعار "توغو جديد، ممكن"، وهو ما انفك يذكر بالتزاماته ويقدم نفسه على أنه "البديل، بين حكومة رفعت يدها عن المسائل الاجتماعية ومعارضة ذاهبة إلى ضياع"، على حد قوله. وكان تراوري قد دعا مناصريه خلال اجتماع في "تسيفييه" بلدة تقع على بعد 35 كيلومتر من العاصمة لومي، إلى معاقبة الحزب الحاكم متهما في الآن ذاته زعيم المعارضة، جون بيار فابر بمحاباة السلطة. ترارويلم يتردد أيضا في اتهام الحزب الحاكم بعقد اتفاق سري بين التحالف الوطني من اجل التغيير والإتحاد من أجل الجمهورية ويعتبره الملاحظون أكثر المترشحين مهاجمة لمنافسيه خلال هذه الحملة.