أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري الذي سيعقد في شرم الشيخ منتصف مارس الجاري، يعكس إصرار مصر حكومة وشعبا على استعادة الاقتصاد المصري لعافيته. وقال الرئيس السيسي في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" التلفزيونية الأمريكية، إنه إذا تحقق الاستقرار في مصر التي يصل تعداد شعبها إلى تسعين مليونا فإن هذا سيمثل الصخر الصلد لاستقرار المنطقة وإذا استقرت المنطقة هذا سيعني أن أوروبا كلها وبقية العالم سينعمون بالاستقرار. وشدد الرئيس السيسي على أن مصر تبذل كل ما في وسعها من أجل خلق ظروف مواتية للاستثمار واستعادة الاقتصاد المصري لعافيته، مشيرًا إلى أن مصر منفتحة على الاستثمار. وأضاف الرئيس، أنه يجب الاعتراف بأن الإرهاب يعد الآن تهديدًا رئيسيًا ليس فقط لمصر أو للمنطقة بل هو تهديد لاستقرار وأمن العالم بأسره. وأوضح أنه يجب الاعتراف أيضًا بأن تنظيم داعش ليس هو فقط الذي يهدد العراق وسوريا بل هناك العديد من التنظيمات المشابهة والتي تعمل تحت نفس المظلة ويتبنى جميعها نفس الفكر العقائدي لكنهم يعملون تحت أسماء مختلفة. وقال إن خريطة الإرهاب والتطرف تتسع ولا تنحسر أو حتى تظل عند نفس المستوى بل للأسف تتسع هذه الأيام.. مضيفا إنه "إذا تم تشكيل قوة عربية حقيقية من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات والكويت والبحرين والأردن ومن دول عربية أخرى وبدعم من الولاياتالمتحدة يمكن فعل الكثير ومواجهة التحديات التي تهدد أمن واستقرار البلاد". وأقال إن الدول العربية يمكن أن تتحد لتشكل هذه القوة الجاهزة لتكون قادرة على الدفاع عن أمننا القومي ومواجهة كافة المخاطر المحتملة التي يمكن مواجهتها. وأكد الرئيس السيسي، على أن مصر جزء من التحالف الدولي لمحاربة داعش كما أنها تتحمل أيضًا مسئولية مكافحة الإرهاب في سيناء وتوفير الأمن على الحدود الغربية، مشيرًا إلى أن مصر تواجه تهديدات إرهابية كبيرة داخل أراضيها. وفيما يتعلق بحجب المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر لفترة بعد 30 يونيو 2013 ومدى شعور القاهرة بالإحباط إزاء هذا الموقف، قال الرئيس السيسي إن الولاياتالمتحدة ساعدت مصر على مدى أكثر من ثلاثين عاما. وأضاف أن مصر تحتاج الآن مساعدة الولاياتالمتحدة خاصة في المجال العسكري أكثر من أي وقت مضى وذلك في إطار جهود مصر لمكافحة الإرهاب في سيناء وللدفاع عن أراضيها ضد أية تهديدات محتملة خاصة التهديدات الإرهابية. وتابع قائلاً: إنه من المهم أن تفهم الولاياتالمتحدة أن مصر في حاجة ماسة للسلاح والمعدات خاصة في هذا الوقت الذي يشعر فيه المصريون بأنهم يحاربون الإرهاب ويريدون أن يشعرون أن الولاياتالمتحدة تقف بجانبهم في هذه الحرب. وردًا على سؤال حول كيف ترى مصر والدول العربية دور الولاياتالمتحدة في المنطقة، قال السيسي إنه "سؤال صعب"، موضحًا أنه "يجب الاعتراف بأن المنطقة تواجه ظروفا صعبة للغاية الآن وهناك شعور بتهديدات كبيرة"، مضيفًا في الوقت ذاته أن "الرأي العام يرغب في أن يرى ردا قويا من الدول القادرة على تقديم المساعدة.. فعلى سبيل المثال اعتبر الرأي العام حجب المساعدات العسكرية الأمريكية مؤشرًا سلبيًا على أن الولاياتالمتحدة لا تقف بجانب الشعب المصري". وأردف قائلا إن 30 يونيو 2013 مر عليه وقت طويل يكفي لتتفهم الولاياتالمتحدة حقيقة ما حدث ومن المهم فهم أن هذه كانت وستظل إرادة المصريين. وفي سؤال بشأن ما حدث في 30 يونيو، أجاب الرئيس السيسي قائلا إن المصريين اختاروا محمد مرسي في انتخابات حرة ونزيهة خاصة أن الشعب المصري كان متعاطفا في ذلك الوقت مع هذا الفصيل الذي اعتبره متدينا ولكن عندما أراد المصريون إزاحة القيادة السياسية لم يمنح الدستور هذا الحق.. وبالتالي خرج عشرات الملايين إلى الشوارع للتعبير عن احتجاجهم ضد القيادة السياسية وطالبوا بإجراء انتخابات مبكرة لتسوية تلك القضايا أو تخلي النظام عن الحكم وللأسف لم يكن رد القيادة السياسية إيجابيا إزاء مطالب الشعب والنتيجة هي خلق دائرة مفرغة بين عدد قليل من أنصار النظام وغالبية الشعب. وقال الرئيس إنه لم يكن ممكنا ترك البلاد لتلتهمها حرب أهلية أو صراع داخلي فكانت هناك مسئولية أدبية لوقف ذلك. وقال إن مصر دولة ذات حضارة استمرت ل 7000 عام وقد أعطت للإنسانية الكثير، والآن تواجه مصر عدة تحديات مثل تشويه الخطاب الديني والإرهاب والتطرف بالإضافة إلى مفاهيم خاطئة خلقت فكرا سعى إلى تدمير العالم والإنسانية جمعاء. وأشار السيسي إلى أن مصر تتبنى حملة ضد الإرهاب، مؤكدًا أنها ليست ثورة ضد الدين وإنما ثورة لدعم واستعادة المعنى الصحيح للإسلام القائم على مبادىء التسامح والاعتدال واحترام الآخر وتقدير التعددية. وأضاف أن مصر تحارب كافة المفاهيم الخاطئة التي خلقت الفكر المتطرف والذي خلق بدوره الإرهاب الذي يهدد العالم أجمع. وتابع أن هذه الجهود ستستغرق وقتا حتى يتم الوصول الى النتائج المرجوة، مضيفًا أن الواقع الحالي حول العالم يجعل المسلمين المعتدلين وهم كثر يشعرون بالحاجة لمواجهة وتصحيح المفاهيم الخاطئة وتشويه صورة الاسلام. تجدر الإشارة إلى أنه سيتم إذاعة حديث الرئيس كاملا على شبكة "فوكس نيوز" مساء يوم الجمعة القادم.