حالة غريبة تشهدها أسواق اللحوم مع اقتراب عيد الأضحي المبارك.. ركود شديد واشتعال الأسعار. فقد وصل سعر كيلو الكندوز إلي 85 جنيهاً في حين تجاوز الضأن 70 جنيهاً وحالة البيع والشراء شبه متوقفة حتي إشعار آخر. أكد أحد المديرين بمجمع استهلاكي أن الجشع يتزايد من التجار في ظل غياب الرقابة الحكومية.. في حين أوضح آخر أن مافيا اللحوم سبب ارتفاع الأسعار بصورة مبالغ فيها.. بينما رد التجار بأن الأمر يرجع إلي ارتفاع تكلفة التربية. فغذاء الخراف نار وثمن الوجبة اليومية عشرين جنيهاً. "المساء" رصدت حركة البيع والشراء في محلات الجزارة والأسواق الشعبية.. انتشرت ظاهرة جيدة تمثلت في وجود إعلانات بالمناطق الشعبية والراقية علي السواء صادرة من بعض الجمعيات مثل الأورمان والشركة العالمية تؤكد توافر الخراف والماعز واللحوم بأسعار مناسبة مع الاستعداد إلي توصيلها للمنازل. قال حسين عبدالعزيز مدير مجمع استهلاكي بالسيدة زينب إن أسباب الزيادة الخالية في الأسعار تعود إلي جشع مافيا اللحوم المستوردة وعدم اهتمام الحكومة مما دفع أصحاب النفوس الضعيفة لرفع الأسعار خاصة بعدما منعت خراف المارينو التي كانت تنافس الخراف البلدي. أما محمد أحمد حسن مدير مجمع استهلاكي فيؤكد أن ارتفاع أسعار اللحوم يرجع إلي عدم وجود رقابة حكومية علي الأسعار بالإضافة إلي جشع التجار الذين يريدون تعويض خسارتهم من جيوب المواطنين مطالباً بوجود لجنة مراقبة دائماً علي الأسواق. أوضح كرم محمد مدير مجمع بورسعيد وجمال السبكي صاحب شادر خراف وعجول بالدقي أن التجار الصغار محكومون من الكبار وان زيادة الأسعار تأتي من الكبار وهو ما يؤثر علي حركة البيع والشراء بالأسواق سواء كانت للحوم الحية أو المستوردة. برر أحمد شعبان ومحمد عيد من التجار بشارع سيد الحلي بروض الفرج زيادة الأسعار إلي رفع مستورد الأعلاف للأسعار حيث إن الخروف يحصل علي غذاء يومي يقدر ب 20 جنيهاً.. والوجبة عبارة عن فول صويا و"تبن" وأعلاف أخري وهو ما يكبدنا خسائر فادحة في ظل وجود حالة من الركود يقول كمال واصف صاحب محل جزارة ومحمد تعلب "إن الأسعار ارتفعت عن العام الماضي بنسبة 50% ولا أحد يقترب هنا بسبب ارتفاع الأسعار حيث نشهد انتكاسة قوية في حركة البيع حيث كنا نبيع خلال هذه الفترة ما بين 150 إلي 300 رأس من الماعز والخراف لكن حركة البيع تراجعت بصورة كبيرة. أوضح سيد جابر صاحب محل جزارة أننا خفضنا من أسعار اللحوم من أجل جلب الزبائن دون جدوي. قالت أم ياسر صاحبة محل جزارة: نحن في أزمة حقيقية فقد وقعنا ايصالات أمانة للتجار والمربين والركود يهددنا بالمشاكل. أوضح محمد أحمد وعلاء سكر انهما في الأعياد السابقة كانا يذبحان أكثر من 150 رأساً من الماشية كل يوم لتلبية طلبات المواطنين المستمرة ولكن الآن نقوم بزبح 3 رءوس فقط. دعا بلال محمد محمود ومحمد جمال "من التجار" المواطنين إلي الابتعاد عن اللحوم مجهولة المصدر والتي تباع في الأسواق بأسعار مخفضة لانها قد تكون فاسدة وعلي الجميع تواخي الحذر. في المقابل فان الأسعار يأتي نتيجة جشع التجار وغياب الرقابة. يقول: السيد عيد "موظف" وحنان علي "ربة منزل" إن التجار يتعاملون مع المواطنين بجشع كبير.. وظروفنا لا تسمح. أوضح د.قاسم رجب.. وهاني الأكشر ورشا صلاح المشد أن الارتفاع الجنوني في الأسعار يرجع إلي قلة دعم الحكومة لمربي الماشية. تري عزة إبراهيم من المهندسين أن اللحوم ارتفعت بشكل مخيف في الأسواق.. وأصبح من الصعب علينا شراء أكثر من كيلو واحد! أكد حسام بركات "روض الفرج" وعمر عبدالسلام "مدير مدرسة" أن جميع الأسر المصرية الآن تعتمد علي اللحوم المجمدة المستوردة من الهند وأندونيسا والسودان لملائمة سعرها مع ظروف معيشتنا.