يصادف اليوم السابع من آذار/مارس اليوبيل الذهبي لذكرى لحظة حاسمة في تاريخ الحقوق المدنية في الولاياتالمتحدةالأمريكية ألا وهي مسيرة النشطاء السلميين التي تعرضت للضرب على جسر ادموند بيتس في مدينة سيلما بولاية الاباما، والتي تم تجسيدها مؤخرا في فيلم سيلما الذي ترشح لنيل جائزة الأوسكار. وينضم الرئيس الامريكي باراك أوباما اليوم السبت والرئيس السابق جورج بوش الى قدامى المشاركين في مسيرة مدينة سيلما للاحتفال بهذا الحدث. ارتدى المشاركون يومها أبهى حلل يوم العطلة من فساتين واثواب وبذلات أنيقة ورابطات عنق وقبعات في يوم الأحد الموافق السابع من آذار/مارس من عام 1965. لم يرد المتظاهرون ال 600 الذين شاركوا في المسيرة ان يتبادر إلى ذهن العامة اعتقاد بأن الأمريكيين من أصل أفريقي ، الذين يسعون لنيل حقوقهم المدنية ، يمثلون تهديدا. كان هدفهم أن يسيروا 86 كيلومترا من سيلما بولاية ألاباما، إلى مدينة مونتجمري عاصمة الولاية للمطالبة بحق التصويت. وفي ذلك الوقت على سبيل المثال كان اثنان في المئة فقط من السود في سيلما مدرجون على قوائم التصويت. وكانت في انتظارهم يوم 7 آذار/مارس 1965على جسر إدموند بيتس القوات الحكومية مدججة بالهراوات ورجال الشرطة على ظهور الخيل وعلى الجانبين كان المواطنون البيض يرددون الهتافات الساخرة الصاخبة. وقاد المسيرة جون لويس، الذي كان في ذلك الوقت رئيسا للجنة تنسيق الطلاب الرافضة للعنف وعضو الكونجرس الحالي عن ولاية جورجيا المجاورة ومعه زميله الناشط هوسيا وليامز أحد زعماء مؤتمر قيادة المسيحيين الجنوبيين. وعندما طالبت الشرطة المشاركين فى المسيرة بالانصراف ترأس لويس تلك المجموعة في أداء الصلاة ، عندئذ أمر قائد الشرطة جيم كلارك، المعروف بعنصريته ووحشيته ، رجاله بمهاجمتهم بالهراوات والغاز المسيل للدموع. ولاحقت شرطة الخيالة الفارين منهم على طول الطريق. وفي هذه الاثناء كانت كاميرات أخبار التليفزيون تنقل الحدث. وادى المشهد إلى شيوع حالة من الغضب في أنحاء البلاد ودفع الآلاف من طلاب الجامعات، ورجال الدين وغيرهم من الناشطين من جميع الأجناس على التدفق إلى ألاباما للمشاركة في احتجاجات لاحقة. وتعرض الرئيس الامريكي فى ذلك الوقت لويس ليندون جونسون لانتقادات بسبب عدم توفيره الحماية الكافية للمشاركين في المسيرة. وقرر مارتن لوثر كينج الابن زعيم الحقوق المدنية الذي لم يكن مشاركا في المسيرة الأولى، رفع الطلبات إلى واشنطن. وعلى الرغم من صدور قانون الحقوق المدنية عام 1964، لم يلمس الناخبون السود فى الجنوب تغييرا ملموسا ، بل كانوا في حاجة إلى مزيد من الدعم الاتحادي. وفي تحد لأمر المحكمة الاتحادية بتعليق المسيرة وضغط من جونسون، قاد كينج 2000 من المتظاهرين على جسر إدموند بيتس يوم 9 آذار/مارس. وقبل عبور المشاركين الجسر توقف كينج وطلب منهم الركوع والصلاة ما أثار حالة من البلبلة والانتقادات في صفوفهم، بيد ان كينج نجح فى استعادة الانضباط والتماسك ، الذي شعر انه امر ضروري لدفع واشنطن للتصرف. وفي اليوم ذاته تعهد الرئيس جونسون بأن تقدم ادارته مشروع قانون بحلول نهاية الأسبوع لضمان"الحق النفيس في التصويت ... لكل أمريكي". وتم تمرير قانون حقوق التصويت لعام 1965 وتوقيعه في آب/أغسطس ... وفيما بين الدفع المكثف لإصدار القانون بين شهري كانون ثان/ يناير وآذار/ مارس عام 1965 لقي ثلاثة من الناشطين حتفهم في ولاية ألاباما. وفي عام 2014، انتخب الأمريكيون ما وصفه مركز بيو للأبحاث بأنه "أكثر كونجرس متنوع في التاريخ" حيث ضم 46 من السود و32 من اللاتين و 11 من الامريكيين ذوي الاصول الأسيوية واثنين من سكان البلاد الأصليين أو ما يعرفون بالهنود الحمر. ومع ذلك، فهم يشكلون 17 في المئة فقط من مقاعد الكونجرس بغرفتيه البالغ عددها 535 مقعدا مقارنة بنسبتهم مجتمعين التي تبلغ 38 في المائة من إجمالي سكان الولاياتالمتحدة. ومن بين من حصدوا جوائز الاوسكار الشهر الماضي، فاز المطرب جون ليجند ومطرب الراب " كومون" بجائزة الاوسكار عن أفضل أغنية أصلية " جلوري" من فيلم سيلما . وقال ليجند في كلمته بعد استلام الجائزة :"نعلم أن قانون حقوق التصويت الذي قاتلوا من أجله قبل 50 عاما يحاولون المساس به الآن في هذا البلد اليوم. سيلما موجودة الآن لأن النضال من أجل العدل مستمر حتى الآن.