يعقد بالمغرب جولة من الحوار السياسي بين الأطراف والقوى السياسية الليبية المختلفة، تحت إشراف المبعوث الأممي لدى ليبيا بناردينو ليون، والتي كان من المقرر أن تعقد يوم الخميس الماضي وأرجئت إلى يوم غد بعد إعلان مجلس النواب الليبي تعليق المشاركة فى جلسات الحوار وذلك احتجاجا على التفجيرات التي شهدتها مدينة القبة الليبية. وكان عضو مجلس النواب الليبي جلال الشويهدي قد صرح في وقت سابق ل "أ ش أ" بأن مجلس النواب سيقرر رفع تعليق المشاركة في الحوار الوطني، كما أعلنت بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا - في وقت سابق - أن الجولة المقبلة للحوار السياسي ستعقد لاحقا هذا الأسبوع في المغرب، وذلك بعد موافقة جميع الأطراف المدعوة على المشاركة. وقال بيان للبعثة "قامت الأطراف بالإبلاغ رسميا عن قرارها بالمشاركة في الحوار في أعقاب إجراء مشاورات وثيقة مع الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة برناردينو ليون خلال زيارته إلى طبرق وطرابلس أمس الأول الاثنين". وأكدت الأطراف ضرورة استئناف عملية الحوار بشكل عاجل؛ إذ أنها الوسيلة الوحيدة المجدية لإيجاد حل سلمي للأزمة السياسية التي تمر بها ليبيا ووضع حد نهائي للنزاع العسكري الذي سبب الكثير من المعاناة للشعب الليبي. وبحسب البيان، فقد أعربت جميع الأطراف عن إدانتها القاطعة للهجوم الإرهابي الذي وقع في مدينة القبة في 20 فبراير 2015 وغضبها إزاء الخسائر التي لا مبرر لها في الأرواح البريئة. وعلى هذا الصعيد، شددت الأطراف على ضرورة قيام جبهة ليبية موحدة ودولة ليبية قادرة لمواجهة تهديد الإرهاب المتزايد في ليبيا، وأكدوا أن وحدة ليبيا لا تزال الأداة الأكثر فعالية لمواجهة الخطر الذي تشكله الجماعات الإرهابية، وتعهد الممثل الخاص للأمين العام ليون، بالتزام الأممالمتحدة والمجتمع الدولي الثابت بدعم حكومة الوحدة الوطنية المستقبلية في حربها ضد الإرهاب. واتفقت الأطراف على مقترح البعثة بأن تركز جولة المباحثات القادمة على البنود التالية: تشكيل حكومة وحدة وطنية، بما في ذلك التباحث بشأن رئيس الوزراء ونواب رئيس الوزراء المستقبليين، والترتيبات الأمنية لتمهيد الطريق أمام وقف إطلاق نار شامل، والانسحاب التدريجي لجميع المجموعات المسلحة من البلدات والمدن، وتدابير مراقبة الأسلحة، وآليات ملائمة للرصد والتنفيذ. ودعت البعثة - في بيانها - إلى وقف فوري للقتال لإيجاد بيئة مواتية للمباحثات، وناشدت جميع الأطراف الامتناع عن الانخراط في هجمات متبادلة ليس من شأنها سوى تصعيد التوتر والإسهام في المزيد من العنف، وذكّرت البعثة الأطراف بالأحكام ذات الصلة لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 2174 (2014) والمتعلقة بأولئك الذين يقوضون العملية السياسية. واختتمت البعثة بيانها بأنها "إذ ترحب بالقرار الهام الذي اتخذه القادة السياسيون في ليبيا بالعودة إلى طاولة المفاوضات، تكرر البعثة من جديد التزامها بضمان عملية حوار سياسي شفافة بقيادة ليبية.. وفي هذا الخصوص، أبلغت البعثة الأطراف بأنه لن يتم اتخاذ القرارات النهائية المتعلقة بنتيجة عملية الحوار إلا بعد أن يتمكن كل مشارك في الحوار من إجراء المشاورات اللازمة". وتعهد بيان البعثة بأنه "لن يكون بمقدور الأممالمتحدة أو المجتمع الدولي أو أي طرف خارجي آخر أن يملي بأي شكل من الأشكال النتائج أو القرارات المتعلقة بعملية الحوار". وكان مجلس النواب الليبي قد قرر رفع تعليق المشاركة في الحوار الوطني الذي ترعاه بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا على أن يستأنف الحوار غدا الخميس بالمغرب. جاء ذلك بعد اجتماعات مطولة بين مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا برناردينو ليون وأعضاء من مجلس النواب الليبي بمدينة طبرق أمس الاول الاثنين. يشار إلى أن مجلس النواب قد استدعى ممثليه في الحوار قبل عقد الجولة التي كان مقررا عقدها في المغرب يوم الخميس الماضي. وأعلن المؤتمر الوطني العام الليبي "المنتهية ولايته" استئناف الحوار الوطني بالمغرب غدا الخميس. وقال صالح المخزوم رئيس فريق الحوار بالمؤتمر الوطني (البرلمان) المنتهية ولايته - في مؤتمر صحفي - إن "المؤتمر بعد اجتماعه مع المبعوث الأممي لدى ليبيا برناردنيو ليون، ونتيجة لتعليق مشاركة البرلمان المنعقد في طبرق نتيجة لأحداث تفجيرات القبة، تم الاتفاق مع المبعوث الأممي على استئناف الحوار الوطني غدا بالمغرب، كما كان مقررا له". وقد سبق برنادينو ليون زيارته للمؤتمر الوطني المنتهية ولايته، زيارة أجرها أمس مع ممثلين عن البرلمان الليبي المنعقد في طبرق. وتتنازع على الشرعية في ليبيا برلمانان وحكومتان، بعد سيطرة قوات "فجر ليبيا" على العاصمة طرابلس في أغسطس الماضي، وإحيائها للمؤتمر الوطني العام بعد انتهاء ولايته، وإنشائها لحكومة موازية، لكنهما لم يلقيا أية اعترافات من المجتمع الدولي. من جانبه، أكد عضو الحوار الليبي الشريف الوافي أن المبعوث الأممي لم يبلغه رسميا حتى الآن بموعد استئناف جلسة الحوار الوطني، التي وافق البرلمان على استكمالها أخيرا. وقال الوافي - في تصريح صحفي له - "حتى هذا الوقت لم نبلغ رسميا بموعد الحوار الذي ترعاه الأممالمتحدة، وإذا كان الموعد غدا كما علمنا من موقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك)، فإن طريقة ليون في التعامل لا تزال هي نفسها طريقة الغموض"، مضيفا "نحن راسلنا ليون وطلبنا أن يعلمنا بجدول أعمال اللقاء المقبل، وأن يتعامل معنا كطرف في الحوار، وأن يطلعنا على الأمر بشفافية أكثر، حتي نتمكن من ترتيب أوراقنا وإلى الآن نرى التجاهل نفسه في التعامل معنا". وأضاف أنه "سعيد بإلغاء مجلس النواب تعليق مشاركة أعضائه بالحوار الوطني"، متمنيا أن تغير إدارة بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا من طريقة تعاملها مع المشاركين. وأكد الوافي أنه يرى أن الحوار هو الخيار الاستراتيجي الأمثل لحل الأزمة في ليبيا، لكن تجاهل بعض الأطراف يزيد من تعقيد الوضع، ووضع الكثير من علامات الاستفهام عن سبب هذا التجاهل. وأعلنت بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا، مساء أمس الثلاثاء، عن عزمها عقد ثلاثة اجتماعات ضمن جولات الحوار الليبي الأسبوع المقبل في الجزائروبروكسل. وقال بيان للبعثة إنها "ستعقد اجتماعا في الجزائر يضم ممثلين عن القادة والنشطاء السياسيين الليبيين أوائل الأسبوع المقبل"، مشيرة إلى أن هذا الاجتماع هو جزء من النقاشات المستمرة التي تجري في إطار عملية الحوار الليبي. وكشفت البعثة - في بيانها - عن اجتماع ثانٍ الأسبوع القادم في بروكسل "لممثلي عدد من البلديات من جميع أرجاء ليبيا"، وذلك لمواصلة العمل على تدابير بناء الثقة التي تم الاتفاق عليها في جلسات الحوار السابقة. وأضاف البيان أن "البعثة ستعقد كذلك اجتماعا منفصلا سيجمع زعماء القبائل وغيرهم من القوى الاجتماعية"، دون أن توضح مكان الانعقاد. وقالت البعثة إنها "تواصل العمل مع قادة المجموعات المسلحة لوقف إطلاق النار، كما تحث كافة المجموعات للمشاركة بشكل بناء في جهودها على هذا الصعيد".