القاهرة : بعثت جامعة الدول العربية برسالة وصفتها "بالعاجلة" الى الحكومة السورية ادانت فيها "استمرار قتل المدنيين" الذين يشاركون في الاحتجاجات المتواصلة ضد نظام الرئيس بشار الأسد.
وحثت اللجنة الوزارية التي شكلتها الجامعة لمتابعة الأوضاع في سوريا في رسالتها دمشق على "اتخاذ التدابير الضرورية" لحماية المدنيين.
وقالت اللجنة الوزارية العربية في رسالتها إنها ستجتمع مع مسؤولين سوريين يوم الاحد في قطر لمواصلة البحث عن "حل جدي" للأزمة في سوريا.
وكان الوفد الوزاري العربي المكلف بالوساطة بين القيادة السورية والمعارضة وهو برئاسة رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني التقى الأربعاء الرئيس السوري بشار الأسد وبحث إياه سبل الخروج من الأزمة.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" عن الشيخ حمد قوله اثر الاجتماع إن "اللقاء مع الرئيس السوري كان صريحا ووديا" مضيفا "لمسنا حرص الحكومة السورية على العمل مع اللجنة العربية للتوصل إلى حل"، مشيرا إلى أن اللجنة العربية والقيادة السورية ستواصلان "الاجتماع في الثلاثين من هذا الشهر".
ويأتي هذا النداء بعد يوم قال ناشطون إنه شهد مقتل 37 محتجا على الاقل في سوريا.
وقتل معظم هؤلاء في مدينتي حمص وحماة في مظاهرات انطلقت تحت شعار "جمعة الحظر الجوي" طالب فيه المحتجون حلف شمال الاطلسي بالتدخل لحمايتهم من قوات النظام السوري كما فعل في ليبيا.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن مظاهرات احتجاج خرجت في حمص والقامشلي في الشمال ودرعا في الجنوب.
فقد اورد المرصد الذي مقره في لندن ان "12 شخصا قتلوا في مدينة حماة بينما قتل 20 في حمص، وقتل اثنان في مدينة تسيل بمحافظة درعا وقتل شخص في مدينة القصير في ريف حمص فيما قتل فتى يبلغ من العمر 15 عاما جنوب مدينة سراقب في محافظة ادلب".
واضاف المرصد انه سجل الجمعة "اصابة اكثر من مئة شخص واعتقال اكثر من 500 شخص" في انحاء مختلفة من سوريا.
وافاد ناشطون بوقوع اشتباكات في حماة بين من يعتقد انهم منشقون عن الجيش السوري وقوات الامن.
ونقل مراسلنا عن نشطاء ان عبوات ناسفة انفجرت في احياء جنوب الملعب وشارع العلمين.
كما شهدت احياء باب السباع والخالدية والغوطة ودير بعلبة في حمص مظاهرات تصدى لها قوات الامن.
كما شهدت مدن محافظة دير الزور وادلب وريف حلب والقامشلي وعامودا ودرعا وريف دمشق مظاهرات طلب خلال المتظاهرون بفرض الحظر على سورية واسقاط النظام.
وفي تطور مواز استدعت إسبانيا سفير سوريا المعتمد في مدريد ووجهت إليه تحذيرا إثر اتهامات بقيام "أعضاء من السفارة" بأعمال تنكيل وتخويف لمعارضين بحسب بيان.
وإثر تبلغها "شكاوى متكررة من مواطنين سوريين وأسبان من أصل سوري معارضين للنظام الحالي" استدعت وزارة الخارجية الاسبانية السفير السوري حسام الدين علاء لتعبر له عن "قلقها" و"رفضها" لأعمال كهذه.
وأضاف بيان الوزارة أنه تم "تحذير السفير بأن الحكومة لن تتردد في اتخاذ التدابير المناسبة إزاء أعمال ارتكبها أشخاص يحملون أوراق اعتماد دبلوماسية أو يتمتعون بوضع رسمي على الأراضي الوطنية".
وأوضح البيان أن مدريد "طالبت بأن يوضع حد لأي نشاط لموظفيه يمكن اعتباره بمثابة انتهاك لحقوق المتظاهرين وخصوصا لحريتهم في التجمع والتعبير" عن الرأي، وذلك أثناء لقاء بين السفير ودبلوماسي رفيع المستوى مكلف شؤون الشرق الأوسط.
وفي تقرير نشر الثالث من الشهر الجاري وأتى على ذكره بيان الوزارة الاسبانية تتهم منظمة العفو الدولية دمشق بالقيام بأعمال عنف وتنكيل وعمليات تخويف "ممنهجة" حيال معارضين سوريين يقيمون في أوروبا وفي الولاياتالمتحدة ويتعرض أقرباؤهم أيضا في سوريا "للتنكيل والاعتقال وأحيانا التعذيب".
وفي سياق متصل، تجري القوى الأمنية اللبنانية تحقيقات لمعرفة ملابسات فقدان ثلاثة مواطنين سوريين في بيروت، يقول ذووهم إنهم تعرضوا للخطف، على ما أفاد مصدر أمني الجمعة.
وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لوكالة الصحافة الفرنسية إن المواطن السوري "ادريس محمد الصحن أبلغ القوى الأمنية اللبنانية أن شقيقيه محمد وياسين تعرضا للخطف عند المدخل الجنوبيلبيروت".
وأضاف المصدر أن شكوى مماثلة قدمها مواطن سوري آخر يوم الاثنين الماضي حول "خطف شقيقه بواسطة سيارات دفع رباعي سوداء"، في محيط مدينة بيروت.
وأوضح المصدر أنه ليس بحوزة القوى الأمنية معلومات أكيدة بعد حول ملابسات هذين الحادثين، مؤكدا أن "التحقيقات جارية".
وكان المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي أبلغ لجنة حقوق الإنسان في البرلمان اللبناني أخيرا بوجود معلومات حول تورط السفارة السورية في خطف شبلي العيسمي في مايو/أيار وثلاثة سوريين آخرين ينتمون إلى عائلة واحدة في مارس/آذار، وقد خطف الأربعة خلال وجودهم في لبنان.
لكن السفير السوري في بيروت علي عبد الكريم علي نفى هذه الاتهامات.
والعيسمي أحد مؤسسي حزب البعث العربي الاشتراكي، وقد تولى مناصب رفيعة في سوريا قبل أن يغادرها في عام 1966 بعد خلاف مع النظام. ثم تنقل بين العراق ومصر والولاياتالمتحدة ولبنان.
والأشقاء الثلاثة من آل جاسم خطفوا قبل أسابيع من قرب سجن بعبدا شرق بيروت حيث أوقف أحدهم لبعض الوقت بتهمة توزيع منشورات مناهضة للنظام السوري.
ولجأ منذ ثمانية أشهر ما يقارب خمسة آلاف سوري إلى لبنان، مستخدمين معابر غير نظامية ومسالك جبلية وعرة.