أكد بيان صادر عن الخارجية التركية اليوم، على أنَّ عملية نقل رفات "سليمان شاه" لا تعني حدوث أي تغيير في الاتفاقيات المتعلقة بالضريح، وأنَّ عملية النقل تمت بسبب الخطر الشديد المحدق بالضريح، والجنود الأتراك الذين يحرسونه. وذكر البيان أنَّ موقع ضريح "سليمان شاه" يعدّ أرضًا تركية بموجب الاتفاقيات الدولية، وتمَّ نقل الضريح من مكانه الأصلي عام 1975 في محيط قلعة جعبر بمحافظة الرقة إلى منطقة تقع على ضفة نهر الفرات، بالقرب من قرية "قره قوزاق" التابعة لمدينة منبج شرقي محافظة حلب، وعلى مسافة 37 كم من الحدود التركية. وأوضح البيان أنَّ عملية ضريح "سليمان شاه" التي قامت بها القوات المسلحة التركية، تهدف لنقل الضريح والجنود، الذين يحمونه إلى موقع جديد مؤقت شمالي قرية "آشمة"، القريبة من الحدود التركية، وتبلغ مساحة الموقع الجديد نفس مساحة الموقع السابق للضريح. ومن جانب آخر أفادت مصادر دبلوماسية أنَّ تركيا وجهت مذكرة دبلوماسية إلى السلطات السورية تتعلق بالعملية. وتنص "اتفاقية أنقرة" التي أبرمت بين مجلس الأمة التركي "البرلمان"، والحكومة الفرنسية المنتدبة على سوريا، في 20 تشرين الأول/ أكتوبر 1921، والتي أنهت الحرب بين الجانبين، وأفضت إلى تبادل الأسرى، أنَّ منطقة ضريح "سليمان شاه" -الذي كان في قلعة جعبر قبل أن تغمر بمياه بحيرة الثورة نتيجة إقامة سد الفرات الطبقة عام 1973- هي أرض تركية "جيب تركي شمالي سوريا يحتوي على ضريح يحرسه جنود أتراك." وبعد إتمام بناء سد الفرات، طلبت الحكومة السورية من نظيرتها التركية، نقل الضريح إلى تركيا أو أي مكان آخر، خشية انغماره بمياه السد، فاتفق الجانبان، على نقل الضريح والرفات إلى منطقة تقع على ضفة نهر الفرات، بالقرب من قرية "قره قوزاق"، على الطريق الرابط بين محافظتي حلب والحسكة، ثم أبرمت اتفاقية ثانية بين الحكومتين في 22 كانون الثاني/ يناير 2003، وقعت في العاصمة التركية أنقرة، حيث اتفق الجانبان على تحديد مساحة الضريح ومحيطه ب 10 آلاف و96 مترًا مربعًا، وقيام تركيا بإعادة ترميم الضريح والمخفر وفتح الضريح أمام الزوار. ويعد موقع الضريح، الأرض الوحيدة التي تفرض تركيا سيادتها عليها خارج حدود الدولة، ويسهر على حمايتها جنود أتراك، ويتم تأمين تبديل وردياتهم عبر حوّامة تركية بشكل شهري. يذكر أن "سليمان شاه" كان زعيم قبيلة "قايي" إحدى قبائل الأتراك الأوغوز ال24 الذين يعرفون في التاريخ باسم التركمان، وهو جد مؤسس الدولة العثمانية، عثمان بن أرطُغرل، توفي عام 1219 للميلاد مع اثنين من جنده، أثناء محاولتهم عبور نهر الفرات.