يفتتح اليوم الدكتور طلال أدهم معرض "حوارات جدلية" للفنانين فهد الحجيلان، عبدالله ادريس، ريم الديني، احسان برهان، فهد النعيمة، هبه عابد، ونورا قابل في "أتيليه جدة" للفنون الجميلة، والذي يستمر عشرة أيام.
يشارك كل فنان في المعرض الذي يجمع بين فنانين شباب، وآخرين مخضرمين بعشر لوحات من إنتاجه الفني الأخير، وسيشهد المعرض بروز تجربتين جديدتين ستكونان رقما مهما في عالم التشكيل السعودي وهما للفنان فهد النعيمة من الرياض والفنانة الشابة هبه عابد من جدة , كما يشهد المعرض عودة الفنان احسان برهان للساحة التشكيلية من جديد0
ويرى الناقد والفنان عبدالله ادريس في حديثه عن تجربة الفنان الحجيلان أنه بالرغم أن العمل الفني عند فهد الحجيلان يستعير مكوناته وعناصره من الواقع، إلا أنه يشيد تلك المكونات والعناصر ضمن عالمه الذاتي برؤية مغايرة للعالم الواقعي المعاش، واستطاع الحجيلان توظيف هذا الاتجاه واستثماره في بناء لوحته, فكينونة العمل الفني عند هذا الفنان في تقابل وتشاكل دائم وفي صيرورة تتوالد باستمرار من هذا المنطلق، نشاهد الذات الفنية في حالة من الحوار الدائم مع الذات الشخصية عند الفنان الحجيلان ومزاجيته المتفردة.
وعن تجربة عبدالله ادريس يرى هشام قنديل مدير أتيلية "جدة" أن ادريس فنان مثقف ومجدد ومتمرد علي النمطية المألوفة، يقدم رؤية معايرة خاصة به سواء قدم اعمالا تتناول التراث باسلوب معاصر، او قدم أعمالا تنتمي لفن ما بعد الحداثة ، ونشعر بروح التمرد في كل ما هو ثابت وتقليدي، ويمتلك ادريس ثقافة فنية ذاتية تجعلنا نشعر أنها أوسع كثيرا وأعمق من الأكاديميين المتحنطين.
تابع هشام: تمرد ادريس على الصحافة التي كان واحد من فرسانها، ووهب نفسه للفكر والفن. وتجربة ادريس اثرت في كثير من الفنانين الذين لمعت اسماءهم اخيرا.
وعن أعمال ريم الدين يقول إدريس أن الفنانة الأكثر رومانسية تقدم أعمالها في اختزلات لونية بشفافية وتعبيرية، ومن خلال هذه الاختزالات والاختصارات تحاول الفنان الالتقاء بعوالمها الحالمة مما يمنح عملها رؤية بصرية خاصة بها 0 وريم الديني تستلهم من الواقع ملمح او هي تومئ بالعالم الواقعي، وتصبغه ضمن محمول دلالي خاص بذاتها وشخصيتها، وتتكئ ريم الديني علي الوظيفة اللونية كدلالة لتحديد عملها دون تحديد ودون تفصيل، وتقدم حالة تعبيرية ترتكز علي عنصر وجملة واحدة مع تهميش بقية الاجزاء.
ويضيف إدريس أنه عندما يأتي الحديث عن الفنان احسان برهان يتبادر الي الذهن بدايات وانطلاقات الفن التشكيلي المحلي بعد رحلة مرحلة الريادة والرواد؛ فهذا الفنان جاء في مرحلة ما بعد التأسيس من جيل حمل علي عاتقه نقل الفن التشكيلي إلى مرحلة النقلة النوعية. وقدم اعمالا استعارية واقعية اقرب للتعبيرية مستمدا من البيئة المحيطة والواقع المعاش بلفت الانظار في النقل والإجادة والقيم الأسلوبية التي تحاكي المخيلة0وهذا الفنان ما لبث ان تواري خلف اعمال ومشاريع الديكور، ومن خلال هذا المعرض يعلن احسان برهان عن عودته بكامل ثقله الفني والتعبيري ويقدم أعمالا أكثر نضجا وإدهاشا0
وعن تجربة النعيمة يري ادريس ان التعاطي مع التجريد اللوني يدخل الفنان في متاهة لا يعرف نهايتها0فكثيرة هي الاسماء التي تغامر باستمرار للتعاطي مع هذا التيار الحزر والحساس، وايضا من بوابة التجريد اللوني دخلت اسماء وفنانين دون اية دراية او طرح فكرة او رسالة0
أما تجربة الفنانة الشابة هبه عابد فيري ادريس ان اعمالها تتمظهر ضمن ألوان متناثرة ومتداخلة وكانها جداول تبحث عن منبعها، هذه التعبيرية التجريدية التي تمسك هبه عابد بأطرافها تحاول من خلالها ان تقطع المسافات لتصل إلى فرادتها وشخصيتها وذاتها الفنية0
لم تأت الوان هبه بتوهج كرنفالي بقدر ما تأتي متأنقة بجماليات هادئة كشخصية الفنانة التي ما لبثت تسترسل في إنسيابية اللون لتتشكل من خلاله الشخوص التي تبدو هلامية ومتوارية وراء احجبة وغموض خجل.
ويرى ادريس عن تجربة الفنانة نورا أنها قادمة من شظايا اللون وتهويماته، حملت فرشاتها وبعثرت ألوانها في انحناء اللوحة ببهرجة مفعمة ببعض الغموض والالتباسات؛ مما منح لوحتها حالة خاصة مرتبطة بواقها وذاتها الشخصية في عملها، فهي تبحث عن مبتغاها وتحاول ايجاد صيغة لموضوعاتها.