افتتح أمس معرض "المكان"، الذي يستهل "أتيليه جدة للفنون الجميلة" به نشاطه التشكيلي في هذا الموسم. والمعرض يضم أعمال طه الصبان، عبدالله حماس، فهد الحجيلان وأعمال الفنان المصري القدير شاكر المعداوي أحد رواد فن التصوير المائي في العالم العربي. يستمر المعرض عشرة أيام، ويقام على هامشه ندوة بعنوان "المكان في أعمال الفنانين".
يقول هشام قنديل مدير "أتيليه جدة" وصاحب فكرة المعرض ل"محيط": "المكان" هو المكانة والموقع لكل الفنانين المشاركين وخاصة الفنان شاكر المعداوى الذي رحل منذ شهر .
يضيف قنديل: المكان يتجلى في أعمال الفنانين الأربعة، فنشاهد لوحات الفنان طه الصبان عن مكةوجدة والمدينة بروحانياتها الإسلامية، ويظهر المكان في أعمال الفنان السعودي عبدالله حماس إبن مدينة "أبها" والذي يعبر عن مناظرها الخلابة ومظاهر الحياة هناك بشكل تجريدي .
يتابع قنديل : في أعمال الفنان السعودي فهد الحجيلان تظهر ملامح البيئة والطبيعة المصرية من خلال نشأته الأولى في مدينة "بلبيس" بمصر، بعاداتها وأسواقها الشعبية ، وكذا في أعمال الفنان المصري القدير شاكر المعداوي إبن قرية "معدية مهدي" الساحرة التي تقع في قلب الدلتا بمصر؛ حيث النيل السحر والخضرة والنخيل والفلاحين البسطاء ، وهو يقدم لوحات انطباعية ويبدو المكان عنده كما نراه في حلم أو خلوة صوفية.
يطرح المعرض تساؤل : هل لو عاش الفنانون الأربعة في أماكن غير أماكنهم سيكون فنهم علي هذا النحو؟ والإجابة بالنفي، ولو شاهدنا أعمال الفنان طه الصبان سنلمس النضج الذي وصلت له على مستوى التكنيك أو المضمون وهو مرتبط بمكة ويستحضر ذاكرته من خلالها . وعن تجربة حماس يرى قنديل أن اللون مفتاح كنزه المختفي، فهو تارة صارخ وأحيانا ينساب في هارمونية ، وأحيانا مموه، وهو يقتاد المشاهد إلى حيث يريد بمهارة ليدخله عوالم بلا ضجيج ، وهو يميل لتوصيف القرية .
أما الحجيلان فقال عنه قنديل: هذا الفنان يشعر بموسيقى داخلية منسابة ، فهو يرسم دوما وهو يسمع موال شعبي، كما أنه يجمع بين الأداء اللوني العميق والمفردات البسيطة ، وهو يخدعك وكأنك في البداية أمام عمل سهل ثم تجد أنه مليء بالإيحاءات .
وعن أعمال المعداوى يقول : هذا الفنان الكبير تفاعل مع يوميات المكان على الصعيدين الظاهر والباطن؛ وعلى هذين المحورين يوظف شاكر ألوانه الزيتية والمائية في وشم تكويناته على ألواحه النسجية والورقية، علاوة على تصاويره الإفريسكية التى درسها في إيطاليا.
والمعداوى يقترب في بعض تعاملاته مع المكان المرئى من أعلام الألوان المائية حبيب جورجى وشفيق رزق وبخيت فراج ومحمد طراوى، بينما يشترك مع عدلى رزق الله فى تجاوز مرئيات المكان، باعتبارهما أحدثا ثورة في تطويع تلك الخامة صعبة المراس .
تركز أعمال المعداوى على الطبيعة بمعمارها الإلهى والإنساني، وتظهر علاقة الفنان بعمارة البلدة من بيوت وقباب ومآذن ومقابر وجداول الماء والخضرة .