جينف: قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان إن علاقات بلاده مع إسرائيل لن تتحسن قبل أن تقوم ب"تنظيف البحر المتوسط من دماء الضحايا الأتراك التسعة" الذين سقطوا في أعقاب هجوم قوات الكوماندوس على سفينة "مافي مرمرة" ضمن اسطول الحرية نهاية ماية/ايار الماضي . واضاف اردوجان "لا بد ان نطوي الصفحة يوما ما، الا اننا قبل ذلك نطالب باعتذارات ودفع تعويضات". وتابع "لن نتجاهل اليد الممدودة الينا، الا ان علينا التحقق مما اذا كانت هذه اليد صادقة فعلا ، لا يمكن لاي كان ان يتوقع ان نبقى صامتين وان نتجاهل القوانين ما دامت الدماء التي سالت في المتوسط لم تنظف". وحرص اردوجان على التشديد على ان ارسال المروحيتين الى اسرائيل للمشاركة في اطفاء الحرائق ينطلق من "الواجب الانساني والاسلامي". وأحبطت تصريحات أردوجان طموحات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بتجاوز الازمة بين البلدين ، بعد قيام تركيا بارسال مروحيتين الى شمال إسرائيل للمشاركة في اطفاء الحرائق المندلعة في جبل الكرمل. وكانت صحيفة "هآرتس" العبرية ذكرت الأحد أن نتنياهو قرر استغلال كارثة حرائق جبال الكرمل وارسال تركيا طائرات للمساهمة في جهود الاطفاء في تنقية الأجواء المتوترة بين البلدين منذ الهجوم على اسطول الحرية نهاية مايو/ايار الماضي. وأضافت الصحيفة ان نتنياهو كلف الممثل الاسرائيلي المشارك في مداولات لجنة التحقيق الاممية في احداث الهجوم على قافلة سفن اسطول الحرية يوسيف شيخانوفر بمهمة الالتقاء بمسئول تركي في جنيف. وارسلت تركيا يوم الجمعة الماضي العديد من الطائرات للمشاركة في عمليات اطفاء الحرائق المستمرة في شمال اسرائيل والتي ادت الى مصرع 43 اسرائيليا وإصابة العشرات. وقام رئيس الوزراء الاسرائيلي اثر ارسال هذه الطائرات بالاتصال هاتفيا برئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوجان معربا عن شكره على المساهمة التركية والمشاركة في اطفاء الحريق في جبال الكرمل. وقال نتنياهو لأردوجان ان "ما قامت به حكومة تركيا يثلج الصدور" ، معربا عن الأمل بتحسن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. ويعد هذا الاتصال الهاتفي اول اتصال لنتنياهو مع اردوجان منذ الحرب على قطاع غزة قبل 23 شهرا وهجوم الجيش الاسرائيلي على قافلة سفن اسطول الحرية.