تشهد العلاقات "المصرية الروسية" انطلاقة جديدة لتعزيزها بزيارة الرئيس المصري فلاديمير بوتين للقاهرة بعد غد الاثنين، والتي سيجري خلالها مباحثات هامة مع الرئيس عبد الفتاح السيسي حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية وبحث عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك وتتضمن أجندة المباحثات المرتقبة الوضع في منطقة الشرق الأوسط خاصة في العراق وسوريا وليبيا والقضية الفلسطينية. وتعتبر زيارة بوتين للقاهرة نقطة فارقة لتعزيز علاقات الصداقة التي تربط بين البلدين سعيا وراء البناء علي أسس العلاقات المتينة والقوية التي تربط روسيا ومصر منذ فترة الاتحاد السوفيتي السابقة وفي ظل سياسة خارجية جديدة للقاهرة تسعي من خلالها إلي إحداث توازن في علاقاتها بدول العالم في أعقاب ثورتي 25 يناير عام 2011 و30 يونيو عام 2013، نقلا عن وكالة أنباء الشرق الأوسط. وأكد مراقبون أهمية توقيت هذه الزيارة التي تأتي في الوقت الذي تسعي فيه مصر إلي الحصول علي دعم الدول الصديقة في حربها ضد الإرهاب وتعزيزالتعاون الاقتصادي خاصة مع روسيا وحثها علي المشاركة في المشروعات التي ستطرح في مؤتمر الاقتصادي الدولي في مارس القادم في شرم الشيخ. وقد حظي الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال زيارته لروسيا مرتين العام الماضي بترحاب كبير وحار من الرئيس بوتين حيث كانت الأولي خلال توليه منصب وزير الدفاع في فبراير الماضي في موسكو والثانية بعد توليه منصب رئيس الجمهورية وكانت فى أغسطس الماضي حيث التقيا بمنتجع سوتشي. كما شهدت الفترة الماضية لقاءات و زيارات مصرية روسية رفيعة المستوي من بينها زيارة وزير التجارة والصناعة فخري عبد النور لموسكو في سبتمبر الماضي والمباحثات الهامة التي عقدت بين سامح شكري وزير الخارجية مع نظيره الروسي سيرجي لافروف علي هامش اجتماعات الأممالمتحدة في نيويورك في سبتمبر الماضي . وكان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف قد شارك في مؤتمر إعادة إعمار غزة في أكتوبر الماضي، كما زار الانبا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية لموسكو في نوفمبر الماضي، وأخيرا زيارة نائب رئيس وزراء روسيا أركادي دفوركوفيتش في ديسمبر الماضي والتي جاءت للاعداد لزيارة بوتين لمصر. وذكر تقرير لسفارة روسيا بالقاهرة اليوم أن مصر منذ زمن طويل شريكة هامة للاتحاد السوفيتي وروسيا في الشرق الأوسط وأفريقيا، مضيفا أن الاتحاد السوفيتي ساعد مصر في اقامة 97 مشروعا صناعيا من بينها سد أسوان ومصنع الحديد و الصلب في حلوان ومصنع الألومنيوم بنجع حمادي الذي استمر يلعب دورا هاما في الاقتصاد المصري. وأكد التقرير أن التعاون الاقتصادي بين البلدين استمر بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ولكن في الأعوام الأخيرة شهد نموا ثابتا حيث تخطي حجم التبادل التجاري بين البلدين 4,6 مليار دولار عام 2014 بنمو يقدر ب 80 % بالمقارنة ب 2,945 مليار دولار عام 2013. وتشمل الصادرات الروسية لمصر البترول ومنتجاته بقيمة 1,1 مليار دولاروالحبوب 980 مليون دولار والاخشاب 431 مليون دولار و الحديد ب412 مليون دولار و قطع الغيار ووسائل النقل البري ب 283 مليون دولار وزيت عباد الشمس 288 مليون دولار . وتتضمن الصادرات المصرية لروسيا بقيمة اجمالية 520 مليون دولار وتشمل البرتقال والحمضيات بقيمة 182 مليون دولار و البطاطس بقيمة 172 مليون دولاروالبصل بقيمة 43,7 مليون دولار والملابس والنسيج بقيمة 32,6 مليون دولار. وتشير إحصاءات الوكالة الفيدرالية الروسية للسياحة أن 2,18 مليون روسي زاروا مصر خلال الفترة من يناير إلي سبتمبر 2014 بزيادة تقدر ب 32 في المائة من بينهم 1,89 مليون سائح روسي بالمقارنة ب 1,65 مليون زائر روسي عن نفس الفترة من عام 2013، مؤكدا أن مصر تحتل ثاني أكبر مقصد سياحي للروس في العالم. وأوضح التقرير أن اللجنة الحكومية المصرية الروسية حول التعاون التجاري والاقتصادي و العلمي عقدت اجتماعا في سبتمبر الماضي في موسكو برئاسة منير فخري عبد النوروزير التجارة والصناعة ووزير الزراعة الروسي نيولاي فيدوروف . واللافت فى ملف العلاقات بين مصر وروسيا أن كلا الجانبين يبحثان آفاق التعاون في عدة مجالات وهذا التعاون يشمل تحديث وتطوير المشروعات التي أقيمت بمساعدة الخبراء السوفيت من بينها محطة الطاقة الكهرومائية في أسوان وإقامة منطقة صناعية خاصة مشتركة لتصنيع الالات الزراعية ليتم توزيعها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فضلا عن مشروع لصناعة السيارات الروسية في مصر وأفريقيا وتوريد الغاز الطبيعي المسال من شركة "جاز بروم" وتوريد القمح ومشاركة شركة "روساتوم" في بناء محطة كهرباء نووية.