منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية الدولية، إلى إسقاط التهم الموجهة إلى أحد معتنقي الديانة "البهائية" في اليمن. وفي بيان صحفي صادر عنها، تلقت وكالة الأناضول نسخة منه، اليوم الأربعاء، قالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة، ومقرها نيويورك: "تبدو التهم الموجهة إلى حامد كمال حيدرة، مستندة برمتها إلى اعتناقه للديانة البهائية، في انتهاك صارخ لحقه في حرية الدين. وينبغي الإفراج عنه فوراً، والتحقيق في مزاعمه عن التعرض للتعذيب". واعتبرت ويتسن، حيدرة، بأنه "ضحية لسياسة الحكومة اليمنية التي تضطهد البهائيين"، على حد قولها، مشيرة إلى أن القضية "تلقي ضوءاً مثيراً للانزعاج على معاملة الحكومة السيئة للأقليات الدينية في البلاد". وفي 8 يناير/كانون الثاني 2015، أصدرت نيابة محكمة الجزاء المتخصصة باليمن، لائحة اتهام قالت فيها إن حيدرة (50 عاماً) مواطن إيراني ينتحل اسماً مستعاراً، وصل إلى اليمن في 1991. إلا أن الصور الضوئية لبطاقته الشخصية وجواز سفره التي قدمتها زوجته تبين أنه ولد في اليمن عام 1964، بحسب "هيومن رايتس ووتش". وقد وجهت إليه النيابة تهمة التعاون مع إسرائيل من خلال عمله لحساب "بيت العدل الأعظم"، وهي المؤسسة العليا الحاكمة للديانة البهائية، والكائنة بحيفا (شمالي) إسرائيل،و"استدراج مسلمين إلى اعتناق البهائية عن طريق الهبات الخيرية، وحاول إقامة وطن لأتباع الديانة البهائية في اليمن". وبحسب لائحة الاتهام التي قالت المنظمة الدولية إنها اطلعت عليها، اتهمت النيابة، حيدرة بموجب قانون العقوبات اليمني، بأنه ارتكب "عملاً ينتهك استقلال الجمهورية ووحدتها أو سلامة أراضيها"، و"العمل لصالح دولة أجنبية"، و"إهانة الإسلام"، و"الردة"، وهذا ضمن جرائم أخرى". وذكرت المنظمة أن النيابة طالبت ب"أقصى عقوبة ممكنة بحق حيدرة، وهي الإعدام في بعض التهم المذكورة، ومصادرة مملتكاته"، على أن تكون جلسته القادمة في ال22 من الشهر الجاري. واًُعتقل حيدرة في 3 ديسمبر/كانون أول عام 2013، من مكان عمله في بلحاف بمحافظة شبوة (جنوب)، من قبل ضباط من مكتب الأمن الوطني، وهو أحد أجهزة المخابرات في البلاد، حيث نقلوه إلى مقر احتجاز تابع للجهاز في صنعاء، بحسب ما نقلته المنظمة عن زوجته إلهام محمد حسين زرعي، التي قالت إن السلطات ورغم استعلاماتها المتكررة، رفضت تقديم أية أسباب لاحتجاز زوجها حتى أغسطس/آب 2014. وتقول زرعي إن السلطات "حرمت زوجها أثناء الأشهر التسعة الأولى من احتجازه، من التواصل مع محاميه وذويه، وأنه أبلغها لاحقاً، بأنه تعرض أثناء ال45 يوماً الأولى من سجنه، للضرب بقضيب معدني من قبل ضباط أمن، مما تسبب في فقدانه السمع في الأذن اليسرى، فضلاً عن تعريضه للصدمات الكهربائية، وإرغامه على الوقوف في دلو من الماء البارد". ويعيش في اليمن نحو ألف من أتباع البهائية، وقضية حيدرة ليست الأولى من نوعها في اليمن، بحسب ممثلين للطائفة البهائية العالمية، نقلت عنهم المنظمة الدولية. ولم تذكر المنظمة الدولية تعليقاً رسمياً من السلطات اليمنية بشأن ما نقلته عن زوجة حيدرة،، وهو ما قد يعود إلى الفراغ الدستوري الذي تعيشه اليمن منذ نحو أسبوعين، بعد استقالة الرئيس عبدربه منصور هادي، والحكومة، جراء تصعيد الحوثيين باحتلال مقار رئاسية.