قال الأمين العام ل"حزب الله" حسن نصرالله، اليوم الجمعة أن قواعد الاشتباك التي كانت قائمة بين إسرائيل والمقاومة انتهت وأن المقاومة سترد على أي اعتداء بالطريقة المناسبة وفي الزمان والمكان المناسبين. وقال نصرالله في احتفال أقامه"حزب الله" في مجمع سيد الشهداء في ضاحية بيروت الجنوبية، تكريماً ل"شهداء القنيطرة" الذين قضوا في الغارة الإسرائيلية في العاشر من الشهر الحالي: نحن لا نخاف الحرب لا نخشاها بل سنواجهها وسننتصر وهي حقيقة عبرنا عنها في الميدان ". وأضاف "بعد عملية شهداء القنيطرة، أريد أن أكون واضحا، إننا في المقاومة لم يعد يعنينا أي شيء إسمه قواعد اشتباك ولا في مواجهة العدوان والاغتيال ،ولم نعد نعترف بتفكيك الساحات والميادين، ومن حقنا الشرعي والقانوني أن نواجه العدوان أيا كان هذا العدوان، وفي أي زمان وأي مكان وكيفما كان". ولفت نصر الله إلى أن " الجيش الاسرائيلي عاجز عن مواجهة المقاومة وفعلها الميداني، اسرائيل هذه هي، التي هزمناها في 2006 وفي غزة، هي أوهن من بيت العنكبوت ولن تكون غير ذلك " مشيراً إلى أن "المقاومة في لبنان في كامل عافيتها وحضورها وجاهزيتها". ووصف نصرالله "اعتداء إسرائيل في القنيطرة بأنه" عملية اغتيال واضحة وعلنية شبيهة بعملية اغتيال السيد عباس الموسوي وزوجته وطفله عام 1992 ، مضيفاً "نحن أمام عملية اغتيال غادر وعلني لشهداء القنيطرة وفي وضح النهار". وأشار إلى أن "الإسرائيليين قدموا العديد من الحجج لعملية الاغتيال في القنيطرة والحجج كلها دارت حول الجولان"، موضحاً أن "مجموعة القنيطرة كانت في نقطة تبعد 6 كلم عن الحدود وبينهما الاف المقاتلين من جبهة النصرة". وقال "آلاف المقاتلين من النصرة مع ذخائرهم ودباباتهم ومتفجراتهم وصواريخهم المضادة للدروع متواجدون على حدود الجولان المحتل، واسرائيل التي لا تشعر بأي قلق من وجود النصرة تأخذ قرارا خطيرا لأنها تشعر بقلق من سيارتين فيهم 7 شباب لا يوجد معهم سوى سلاحهم الفردي". وأضاف نصر الله أن "الإسرائيليين اكتشفوا أن تقدير قيادتهم السياسية والعسكرية والأمنية كان تقديراً أحمقاً، مشيراً إلى أن "المفاجأة الأولى من حزب الله لإسرائيل كانت إعلان الحزب عن شهدائه بعد نصف ساعة من الاغتيال". وأوضح أنه" بعد عدوان القنيطرة كان الحديث عن أن ايران ستتصل لمنع الرد أو أن القيادة السورية ستتصل، وأنا أقول لكم أن لا أحد من كل الاصدقاء يرضى لنا المذلة أو أن تسفك دماؤنا ونحن نتفرج على ذلك".مضيفاً "لا شيء في لبنان له علاقة بالملف النووي الايراني، لا رئاسة الجمهورية ولا رد المقاومة". ولفت نصر الله إلى أن "المقاومة ردت في وضح النهار وفي ذروة الاستنفار في مزارع شبعا المحتلة وعجز الإسرائيلي عن معرفة كل مجريات العملية". وأضاف "جهزنا لأسوأ الاحتمالات وكنا مستعدين لكل الأمور" وهذا ما فهمه الإسرائيلي منذ ما قبل يوم الأربعاء، أن من يطلق النار في هذه اللحظة مستعد ليذهب الى ما هو أبعد من المتوقع"لافتاً إلى أن" الأمر يستحق التضحية ولو ذهبت الأمور إلى النهايات". وأشار إلى أن هناك" فارقين بيننا وبين الاسرائيلي، الأول لأنهم جبناء وليسوا رجالا ولأنهم لا يقاتلون إلا في قرى محصنة هم غدرونا أما رجال المقاومة لانهم رجال جاءوهم من الأمام". ولفت نصرالله إلى وجود "غياب كامل لقرار عربي مستقل حين تكون المعركة مع إسرائيل " مشيراً إلى أن "بعض الناس وصل بهم الحقد الى القول إنسى اسرائيل، لكن نحن لا نستطيع أن ننساها ولا يمكن أن ننسى الشعب الفلسطيني ولن ننساه ولا يمكن أن ننساه، وأولادنا يعبرون عن هذا المعنى بشهادتهم وبعد ذلك أحفادنا". واضاف "عندما يكون الاقتتال داخل الدول العربية المال والسلاح والاعلام العربي يحضر، وتجربة الحرب الظالمة على غزة في العام الماضي شاهدة على هذا الأمر". مشيراً إلى أن " إسرائيل تستفيد من الانقسامات العربية والإسلامية وغياب كامل للدول العربية وحتى الجامعة العربية". وأوضح نصرالله أن "إسرائيل بالإضافة الى أنها لا تزال تحتل الجولان، تستغل الحرب القائمة أبشع استغلال، تقدم الدعم الواضح للجماعات التكفيرية بهدف تدمير سوريا وتدمير جيشها وفي وضح النهار تقصف وتعتدي". وقال إن "هذه الثلة من الشهداء في القنيطرة تعبر عن اجيال المقاومة وعن دوام حضور القادة في الميدان الى جانب المجاهدين وانتماء عائلات بأكملها الى مدرسة الجهاد والشهادة "، مشيراً إلى أن " امتزاج الدم الإيراني واللبناني على أرض القنيطرة السورية يعبر عن وحدة القضية والمصير والمعركة".