صرح الفنان د. صلاح المليجي الرئيس الجديد لقطاع الفنون التشكيلية بأن المتاحف ستكون أول اهتماماته ، وكذلك مشروع لتوثيق سيرة الفنانين المهمشين ، مؤكدا أنه لن يتهاون مع المهملين .. جاء ذلك في حواره مع "محيط" في السطور التالية . محيط : كيف تغير المشهد التشكيلي بعد الثورة ؟
كانت الرؤية الفنية نمطية ، وقاد التجريب فنانون معدودون وعرض لهم صالون الشباب أعمال فيديو آرت وتصوير وغيرها ، وكان النقد الذاتي متواجدا ، لكن الثورة ميزتها أنها فجرت النقد الصريح وخاصة السياسي، وفتحت باب الحرية لتناول أي موضوع . وقد انتشر فن الجرافيتي في مصر ، وأصبح الفنان غير منعزل عن واقعه .
محيط : وهل يلعب القطاع دورا في دعم حرية التعبير ؟
- نحن لا نكبل أي فنان، وقد طرحنا فكرة التغيير موضوعا لصالون الشباب الأخير، وحتى في كليات الفنون تم طرح موضوعات قريبة من فكر الثورة ، لكن يظل في النهاية هناك قيم تحكمنا في التعبير منها المجتمع نفسه الذي لا يقبل أن نعرض عليه موادا إباحية أو تناهض الدين ، وبالتالي فالحرية غير مطلقة والإعتداء على مشاعر الآخرين مرفوض .
محيط : ما هي ملامح برنامج لتطوير قطاع الفنون ؟
هناك برنامج لتطور المتاحف ينقسم لشقين: الأول يعالج الخطر، وإن لم يكن لدى القطاع موازنة لهذا العمل فسأغلق المتحف فورا ونحن مفوضين من وزير الثقافة بهذا. وأرى أنه بدلا من العمل بشكل بانورامي في تطوير كل المتاحف والتي لا يمكننا الانتهاء منها لأن الاعتمادات المالية قليلة والمتاحف تحتاج تطويرات كثيرة ، فبالتالي قررنا التركيز على متحفين لإصلاحهم فكيف يكون هناك تسريب مياه من التكييف في متحف محمود سعيد، والذي قد يؤدي لانهيار الحائط ، وكذلك يحتاج متحف طه حسين لتركيب كاميرات ورغم أنه منتهي منذ 2008 لا أعرف لماذا لم يتم افتتاحه حتى الآن ؟
وهناك متاحف على وشك الانتهاء تماما هي "حسين صبحي" و"النصر" الذي سيفتتح في عيد النصر،
ومتحف شوقي تم ترميمه وتطويره ، واستحدث متحف الخط العربي الذي سيضم 93 قطعة بخط محمد إبراهيم وآخرين من أكبر الخطاطين . أما متحف حسن حشمت فجاري تطويره بالإضافة لمتحف الجزيرة أيضا .
ونعمل على استعادة الفعاليات التي تم إلغاؤها كترينالي الجرافيك الذي بدأ بدعوة الحاصلين على جوائز الجرافيك في العالم، وهو فعالية دولية استمرت 15 عاما ولا أعرف لماذا تم إلغاؤها، وكذلك بينالي الخزف، وسيتم دعم فن النسيج والعمارة .
محيط : وما خطتك لإعادة الضوء للفنانين المهمشين؟
أسعى لطرح أسماء كثيرة للأقلام النقدية لتناول أعمالها بشكل محترم، وللأسف عانينا من ندرة المواد البحثية عن الفنانين المصريين بخلاف الأجانب، ومنهم مثلا الفنانان فتحي أحمد وشاكر المعداوي وزكريا الزيني وحامد الشيخ وممدوح عمار و وسعيد العدوي ، ونسعى لأن تكون الدراسات ليس للمنسيين فقط وإنما للمشاهير كذلك كنوع من التوثيق للفن .
كما أدعو كافة الفنانين لإرسال سيرتهم الفنية لموقع القطاع الإلكتروني ويعمل حاليا علاء شقوير ومجدي عثمان ومجموعة من بنك المعلومات على موسوعة عن الفنانين التشكيليين.
محيط : كيف ستتعامل مع مشاكل العاملين في قطاع الفنون؟
عندما حدثت الثورة كان هناك حالة من الاحتقان، لكنني أرفض فكرة المزايدة على الثورية ويجب اتباع القنوات الشرعية للإحتجاج . وحاليا ندرس مشكلات المتضررين ونسعى لحلها .
محيط : وماذا عن إعادة هيكلة القطاع؟
عندما تولى د. عماد أبو غازي وزارة الثقافة بعد الثورة طلب إعادة هيكلة القطاع ضمن مؤسسات الوزارة ككل، ونسعى لاستقطاب الكفاءات عبر مسابقات علنية ، وللعلم فإن كل من يتولى منصبين بالقطاع حاليا يقوم بذلك بشكل مؤقت.
محيط : ما رأيك بطلب معظم المحتجين بالقطاع إقالة فاطمة المغازي وداليا مصطفى وألفت الجندي؟
أنا أدرى بمن يعملون معي لأنني كنت رئيسا للإدارة المركزية لخدمات المتاحف والمعارض لثلاث سنوات، وكلنا يخطيء ، ولابد أن يعلم الجميع أنني لن أترك مهمل في القطاع ، وسأركز على الأشخاص السلبيين وأرى جوانب القصور وأحول المخطيء للتحقيق ، لكن أرجو ألا تكون التهم جزافية .
محيط : كيف يمكن للقطاع جذب الجمهور العادي للفن ؟
القاعات مفتوحة لأي شخص في الشارع، لكن هناك منظومة للوعي الفني تبدأ من المدرسة التي تنظم جولات للمتاحف . وكذلك نقل الفن للشارع عبر وزارات الثقافة والتربية والإعلام . ولو فعلنا ذلك سنوثر على سلوك الإنسان وإدراكه للحياة ، ومن الممكن أن نحب الحياة كثيرا من خلال الفن .
محيط : هل يمكن تحويل نشاط قطاع الفنون لإنتاجي بدلا من خدمي؟
- حاول الدكتور أشرف رضا الرئيس السابق لقطاع الفنون التشكيلية اتخاذ خطواط في هذا المجال، عبر تطبيق المنتج الفني وتسويق الكتالوج. والفكرة موجودة منذ فترة ولدينا في بعض المتاحف أماكن مخصصة لبيع مستنسخات أعمال بحجم أصغر أو أكبر، وصممنا مكانا لإستضافة الفنانين يحوي ست غرف تستوعب ورش عمل لفنانين أجانب ومصريين ليكون ذلك بديلا عن إقامة الفنانين بالفنادق وتكليف القطاع مصروفات كثيرة.
وفكرت في تحويل مبنى متحف راتب صديق إلى مركز ثقافي بخلاف المتحف نفسه؛ حيث أن حديقته ضخمة تستوعب غرفة كبيرة لعمل ورش فنية، ونتمنى أن نصل للمرحلة التي ينفق القطاع فيها على نفسه، وفي الخارج يوجد جمعيات أهلية ترعى الفن والفنانين ولا يوجد وزارة ثقافة، والفنان ليس له علاقة إلا بإنتاجه، ويخصص له من يسوق له أعماله وأتمنى أن يسود هذا الفكر لدى المؤسسات الأهلي للشركات والبنوك لدى مصر.