قام وفد من المكتب التنسيقي للمشاريع التنموية الإماراتية بجمهورية مصر العربية، بتفقد عدد من المشاريع التي تنفذها دولة الإمارات العربية المتحدة بمحافظتي القاهرةوالجيزة. وشارك في الجولة فضيلة الدكتور عبد الحي عزب رئيس جامعة الأزهر، والدكتور نبيل الببلاوي، رئيس مجلس إدارة، والعضو المنتدب، للشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات "فاكسيرا، كما حضرها أيضا وفد من الإعلاميين والصحفيين. وبدأت الجولة بزيارة إلى مجمع الأزهر الشريف، حيث يجري العمل فيه على قدم وساق للانتهاء من المباني الجديدة لسكن الطلاب، حيث تقوم دولة الإمارات بإنشاء 4 مبان لسكن طلاب جامعة الأزهر بمجمع الأزهر الشريف بمدينة نصر، توفر 81 وحدة سكنية لإقامة الطلاب، وذلك ضمن المشاريع التنموية الإماراتية لتخفيف التحديات التي تواجه الأزهر الشريف فيما يتعلق بسكن الطلاب. كما تشمل تلك المشاريع توفير نظام متقدم لنظم المعلومات الصحية لمستشفيات جامعة الأزهر وإدارتها لمدة عامين، وتدريب العاملين بها على أفضل الأنظمة المعمول بها عالميا في مجال إدارة المراكز الطبية، وبناء مكتبة جديدة ومتطورة تكنولوجيا بما يسهم في ربط الأزهر الشريف إلكترونيا بالعالم، وكذلك إنشاء معهد الشعبة الإسلامية الأزهري والذي يسع 1500 طالب بالتجمع الأول بالقاهرة الجديدة. وتأتي تلك المشاريع للتعاون مع الأزهر الشريف استمرارا لعلاقات راسخة وشراكة أرسى جذورها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والتي أسفرت عن العديد من المشاريع منها إنشاء مركز الشيخ زايد للغة العربية، والذي يقوم حاليا بتدريس اللغة العربية لأكثر من 1.200 طالب من 102 دولة. ومن جانبه، وجه الدكتور عبد الحي عزب،رئيس جامعة الأزهر، الشكر لدولة الإمارات قيادة وشعبا على دعمها المستمر والمتواصل للأزهر الشريف، مشيرا إلى أن ذلك يسهم في دعم دور الأزهر في الداخل والخارج وقال: "ليس غريبا على أبناء المغفور له الشيخ زايد السير على درب دعم الأزهر ورسالته بمختلف المستويات، خصوصا وأنهم يقدرون دوره كمنارة للعلم ومواجهة الفكر المتطرف". وأشار إلى أن دولة الإمارات تدعم الأزهر بإنشاء 4 مبان جديدة مخصصة لسكن الطلاب المغتربين، بما يخفف عنهم أعباء الحياة بعيدا عن أسرهم ويسهم في تقديم خدمات الرعاية الاجتماعية والتعليمية لهم، مشيرا إلى أن المباني الأربعة تقام على مساحة 5,500 متر مربع وكل منها مكون من دور أرضي و5 طوابق متكررة مضافا لها طابق القبو وتصل مساحة كل طابق إلى 521 مترا مربعا ويوفر كل طابق 15 غرفة بمساحة 18 مترا تسع ما يتراوح بين 4 إلى 6 طلاب. أضاف أن العمل بدأ في إنشاء المباني الأربعة في أوائل سبتمبر 2013 وتزيد نسبة إنجاز المشروع على 51 %، حيث يجري في الوقت الحالي تنفيذ أعمال الواجهات والأرضيات وتأسيس أبواب ونوافذ الغرف وعزل الأسطح في المبنيين الأول والثاني، بينما تجرى أعمال بياض وأعمال مرافق المياه والصرف بالمبنى الثالث، في حين يجري الانتهاء من بلاستر الدور الثالث والأرضي المنخفض وتجهيز صب الدور الخامس وأعمال التشطيب بالدور الأول في المبنى الرابع. وأوضح أن المشاريع التنموية الإماراتية لدعم الأزهر الشريف تشمل أيضا إنشاء مكتبة جديدة للأزهر على مساحة تصل إلى 14 ألف متر مربع بمدينة البعوث الإسلامية، وهي عبارة عن مبنى واحد مكون من أرضي وميزانين و3 طوابق وتتراوح مساحة كل طابق ما بين 4700 إلى 7400 متر مربع. وقد تم اعتماد تصميم المشروع ومخططه التفصيلي، وتم طرح المناقصة الخاصة به والتي سيتم الانتهاء من ترسيتها خلال الأيام القادمة تمهيدا للبدء في تنفيذ إنشاءات المكتبة، وأضاف: "سوف تتضمن المكتبة الجديدة نظما وأساليب حديثة في حفظ المستندات والكتب ومعامل ترميم المستندات الأثرية، وتوفر أحدث المراجع العلمية حتى يستفيد منها طلاب الجامعات الأخرى". وبعد الانتهاء من زيارة "مجمع الأزهر الشريف"، انتقل الوفد إلى مقر شركة "فاكسيرا" للأمصال الصحية والأنسولين بمنطقة الدقي بمحافظة الجيزة، حيث تقوم دولة الإمارات بتمويل والإشراف على تنفيذ مشروع لتطوير خطوط الإنتاج المحلي من الأمصال واللقاحات بما يسهم في تلبية 55 % من حاجة مصر لها، ويرفع نسبة اكتفائها الذاتي من 15 % إلى 80% بما في ذلك أمصال ولقاحات شلل الأطفال والسعال الديكي والدفتيريا وغيرها، إضافة إلى تحقيق 100% من الاكتفاء الذاتي في إنتاج الأنسولين لتأمين احتياجات مرضى السكري واستبدال الواردات بالإنتاج المحلي والارتقاء بخدمات الرعاية الصحية للمواطن المصري. وتركز دولة الإمارات من خلال مشاريعها التنموية في مصر على الجوانب المتعلقة بصحة المواطنين من خلال عدد من المشاريع منها إنشاء 78 وحدة لطب الأسرة يتم بناؤها ضمن المشروع الإماراتي الذي يغطي 23 محافظة، لتوفير الرعاية الصحية لأكثر من 780 ألفا من مواطني المناطق النائية، وكذلك إنشاء 151 مرفقا لمعالجة المياه والعمل على توفير حلول لمشكلة الصرف الصحي في المناطق التي ليس لديها حاليا أي من الأنظمة المخصصة لذلك، ويشتمل ذلك على توفير الصرف الصحي ل 151 قرية بما يسد 12% من العجز ويخدم ما يربو على 1.7 مليون مواطن، ويحد من نسبة انتشار الأمراض المعدية ويرفع معدلات الحفاظ على الصحة.