قال رئيس الوزراء الإثيوبي، هيلي ماريام ديسالين، إن مصر كانت "البداية الصحيحة" لزيارة وفد الدبلوماسية الشعبية، مشيرًا إلى أن الزيارة الثانية للوفد ستكون للسودان. جاء ذلك خلال استقباله وفد الدبلوماسية الشعبية الإثيوبي الذي قام بزيارة إلى مصر في الفترة من 16 إلى 20 ديسمبر/كانون أول الجاري بمكتبه بمجلس الوزراء بالعاصمة أديس أبابا، بحسب التليفزيون الإثيوبي الرسمي. واستمع ديسالين إلى تقرير حول نتائج زيارة الوفد إلى القاهرة ولقاءاته بالمسؤولين المصريين وعلى رأسهم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي. وعبّر رئيس الوزراء الإثيوبي عن ارتياحه لتطور العلاقات مع مصر، قائلا إن "المرحلة التي وصلت إليها علاقات البلدين في تبادل زيارات وفد الدبلوماسية الشعبية ومناقشة قضايا النيل تعتبر نقلة تاريخية لإثيوبيا". وأوضح ديسالين أن "تبادل الزيارات بين الشعبين المصري والإثيوبي سيعمل على تعزيز الثقة ومناخ الحوار ودفع علاقات البلدين إلى أفضل المستويات". وأضاف أن "وصول هذه العلاقة إلى مرحلة النقاش حول الاستفادة العادلة من موارد مياه النيل تعتبر فرصة تاريخية كبيرة للشعب الإثيوبي وحكومته للاستفادة من هذه الفرصة لتعزيز الثقة مع دول المصب وخاصة الشعب المصري الذي تشهد العلاقات معه مرحلة جديدة من الثقة والتفاهم يكون فيها الكل رابح". وجدد ديسالين تأكيد التزام حكومته بتعزيز الدور الذي تقوم به وفد الدبلوماسية الشعبية في تعزيز وبناء الثقة مع دول حوض النيل، قائلا إن "الكثير من العمل ينتظر وفد الدبلوماسية الشعبية". وأشار إلى أن "الزيارات لا يجب أن تتوقف عند مصر .. مصر هي البداية الصحيحة وستكون الزيارة الثانية إلى السودان الذي تربطنا معه علاقات ذات خصوصية"، من دون تحديد موعد للزيارة. يذكر أن العلاقات الإثيوبية المصرية شهدت توترًا على فترات متقطعة، مؤخرًا، إثر إعلان أديس أبابا بناء سد النهضة على مجرى النيل، ما أثار مخاوف مصرية من تأثيره على حصتها السنوية من المياه البالغة 55.5 مليار متر مكعب، ومع وصول الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للحكم في يونيو الماضي، بدأت العلاقات في التحسن مع محاولة الطرفين حل الخلاف في إطار ثنائي. وعقب ثورة يناير 2011 التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك، زار وفد شعبي مصري يضم قيادات سياسية ورؤساء أحزاب وأكاديميين ومرشحين للرئاسة حينها أديس أبابا لمناقشة أزمة حوض النيل، وإيصال رسالة للشعب الإثيوبي بأن "الشعب المصري لا يمكن أن يقف أمام مشروعات التنمية فى الدول الأفريقية". وفي 16 من الشهر الجاري، زار وفد إثيوبي يضم 70 عضوًا من مختلف مكونات المجتمع الإثيوبي من ممثلين لأحزاب سياسية موالية للحكومة وأخرى معارضة، إلى جانب تمثيل شبابي ونسائي ورجال دين مسلمين ومسيحيين، وأستاذة جامعات، وإعلاميين، القاهرة والتقى كبار المسؤولين المصريين وعلى رأسهم السيسي وامتدت الزيارة حتى يوم 20 ديسمبر الجاري.