حذرت دراسة طبية من أن بعض مضادات الحموضة التقليدية قد تعرقل توازن البكتيريا الحميدة في الجهاز الهضمي، لترفع معها مخاطر العدوى وغيرها من المشاكل المعوية. وعلى الرغم من التحذيرات المقلقة، أكد الباحثون على أن هذه التغيرات لا تؤكد بالدليل القاطع تعرض الإنسان للمرض، في الوقت الذي لا يوصون فيه أي مريض التوقف عن تناول ما يسمى بمثبطات مضخة البروتون، وفقاً لما نشرته وكالة "أنباء الشرق الأوسط". وقال الدكتور جون دى بييه أستاذ الطب في "مايو كلينيك" في ولاية أريزونا، إنه يجب استخدام مضادات الحموضة بأقل جرعة ممكنة للتخلص من الأعراض، على أن يتم التوقف بين فترة وأخرى من استخدامها بشكل دوري. وأكدت كلية الطب بجامعة "هارفارد"، أنه يتم إنفاق مليارات الدولارات سنوياً على مضادات الحموضة مثل عقاقير: أوميبرازول، وإيسوميبرازول، في محاولة للتغلب على الحموضة وتجنب القرحة، ونوبات ارتجاع المرىء. وعلى الرغم من سنوات الاستخدام الآمن والفعال في السنوات الأخيرة، تزايدت في الآونة الأخيرة تقارير تشير إلى الأثار الضارة المحتملة لطول فترة استخدام هذه العقاقير. ومن ناحية أخرى، تم ربط استخدام "مضخة مثبطات البروتون" على المدى الطويل للإصابة بجرثومة تعرف باسم "المطثية العسرة"، والمسببة لنوبات إسهال شديد، حيث ربط الباحثون بينها وبين بعض مضادات الحموضة ونقص الفيتامينات، وكسور العظام، والالتهاب الرئوي. وفي محاولة لفهم ما يحدث فيما يتعلق بتريليونات الجراثيم في الجهاز الهضمي، سعت الدراسة الجديدة إلى معرفة ما يحدث عند تناول المرضى لعقار"برايلوزيك" على نحو عشرة أشخاص، تراوحت أعمارهم ما بين 18 إلى 57 عاماً، تناولوا جرعة تراوحت ما بين 20 إلى 40 ميلي جرام من مضادات الحموضة لفترة امتدت إلى أكثر من 28 يوماً. وأشارت المتابعة أن البكتيريا الحميدة المتواجدة في الجهاز الهضمي أخفقت في أداء وظائفها فيما يتعلق بالتمثيل الغذائي، والهضم.