أكد الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية- في كلمة إلى الأمة أن شعب مصر الأبي، بما لديه من حسٍّ ديني، وبما لديه من توقير وإجلال ومحبة لكتاب الله تعالى، وبما خاض من تجارب، وبما تراكم لديه من خبرات، لن يكترث لدعوات 28 نوفمبر ولن يتأثر بها أبدًا بعدما رأى أن بلاده تسير قُدمًا في طريق النمو والاستقرار. وحذر مفتي الجمهورية من تلك الدعوات الهدامة والفتن، قائلًا: "نسعى قدر وسعنا من التحذير من تلك الفتن التي لا يكف أعداء الوطن والدين عن بثها بل وإثارة كل مامن شأنه زعزعة استقرار الوطن وهز تماسكه من وقت لآخر". وشدد على أنه بقدر حرصنا على عدم المساس بقرآننا بسوء وألا يناله أذىً بإقحامه في أمور هو أرفع من الزج به وسطها ، فإننا في المقابل حريصون على إبعاد الناس والوطن عن مواطن الضرر كذلك. وتسائل مفتي الجمهورية متعجبًا عن المكسب الذي يتساوى في نظر هؤلاء مع إهانة ورقة واحدة بل حرف واحد من المصحف الشريف؟! ومن المستفيد لو تحول رفع المصاحف إلى رفع السلاح وقتل الآمنين وحدوث الهرج المنهي عنه شرعًا؟! وأكد على أن الإسلام دين الوحدة والالتفاف ولم الشمل وحذر من الفرقة والاختلاف، مشيرًا إلى أن صفحات التاريخ شاهدة على ما أحدثته الفرقة بين صفوف المسلمين، خاصة إذا عمد هؤلاء الذين يريدون شق الصف إلى تطويع شعائر الدين لخدمة أهدافهم وتقديم مصلحتهم الخاصة وانتماءاتهم السياسية على حساب الدين والوطن. وأوضح أن حب الوطن من الإيمان ومن دلائل حب الوطن تقدير حجم التحديات التي يمر بها، والعمل على تجاوزها بالصبر، والمثابرة، والثبات، والاجتماع، والمحبة، والألفة، والابتعاد عن الفتن والخلافات، وما يعكر صفو الاستقرار باعتباره طريق النهوض. ودعا مفتي الجمهورية جميع المصريين أن يراعوا الظرف الدقيق التي تمر به البلاد خصوصًا وهي تخطو بخطى حثيثة نحو النمو والاستقرار والبناء، وهي بحاجة لأن نقف بجوارها ونساندها بدلاً من تشتيت الجهود وإهدار الطاقات في غير محلها. كما أكد مفتي الجمهورية أن الشريعة الإسلامية تدعوا إلى تعظيم شأن المصحف الشريف وصيانته عن كل ما لا يليق به مشددا أن الدعوة إلى رفع المصاحف في التظاهرات إقحام لكتاب الله في صراعات سياسية هو أرفع من أن نزج به فيها وإثمه على من دعا إليه أو شارك فيه.