يستضيف الحزب الحاكم في تنزانيا، في وقت لاحق اليوم الاثنين، محادثات تهدف إلى المصالحة بين فرقاء "حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان" الحاكم في جوبا. ويلتقي رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، ونائبه السابق ريك مشار، للتوقيع علي إعلان مبادئ للحوار بينهما وحل الخلافات بين الفصائل، وفق مصادر في أروشا. وفي تصريح لوكالة "الأناضول" الإخبارية، أوضح عبد الرحمن كينانا، الأمين العام لحزب تشاما تشا مابيندوزي "الحاكم"، في تنزانيا، أن هذه المحادثات الجديدة تأتي بناء على طلب من قيادة "الحركة الشعبية" وستجمع بين المجموعات المختلفة في الحزب الحاكم". وأشار إلى أن الاجتماعات التي ستعقد في منطقة على بعد حوالي 30 كلم خارج أروشا، تسعى إلى إعادة توحيد قيادات "الحركة الشعبية"، وشعب جنوب السودان. ولفت كينانا، الذي سيترأس المحادثات التي تجري اليوم، إلى أنه إلى أن "الرئيس التنزاني جاكايا كيكويتي، من المتوقع أن يتولى إدارة المحادثات التي تهدف إلى حل الصراعات الداخلية بين الفرقاء، بحضور رئيس جنوب السودان سلفا كير، ونائبه السابق ريك مشار الذي وصل تنزانيا أمس". ونوه المسئول التنزاني إلى أن الإطلاق الرسمي لهذه المحادثات، جاء في أعقاب حوار داخلي لقيادات "الحركة الشعبية" استمر لمدة أسبوع في أروشا منذ 12 أكتوبر/ تشرين الأول، وراء الأبواب المغلقة. ومضى قائلا: "وخلال المناقشات اتفقنا على وضع إطار لحوار "الحركة الشعبية"، بما في ذلك تشارك المبادئ والأهداف وأجندة مشاركة لإعادة توحيد الحزب". وفي سياق متصل، قال صامويل سامشونغ وزير الحياة البرية والسياحة السابق في جنوب السودان لوكالة الأناضول، إن "الاجتماعات ستلقى نظرة على آخر تطورات الأوضاع في المحادثات، وستحدد استراتيجية الحركة حيال القضايا الخلافية في المحادثات. وذكرت مصادر في المعارضة أن قضايا كثيرة ينتظر ان يحسمها الاجتماع مثل ما توقفت عنده مفاوضات أديس أبابا من هيكل الحكومة الانتقالية، وصلاحيات الرئيس، ورئيس الوزراء خلال الفترة الانتقالية، كما ستحدد المعارضة موقفها من عدة سيناريوهات منها استمرار الرئيس سلفاكير رئيسا خلال الفترة الانتقالية على أن يتنازل في أول انتخابات رئاسية. وفي وقت سابق، غادر رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت العاصمة جوبا متجها إلى تنزانيا للمشاركة في تدشين اجتماعات فرقاء المكتب السياسي لحزبه. وفي مؤتمر صحفي عقده صباح اليوم في جوبا، قال "أوان قول ريك"، الوزير بمكتب رئيس جنوب السودان إن اللقاء المتوقع بين كير ومشار سيساهم في تحقيق عملية السلام التي ترعاها وساطة "إيغاد" في اثيوبيا. وبحسب مصادر مقربة في أروشا، فإن الطرفين، سيوقعان على إعلان مبادئ لتحديد القضايا الخلافية تمهيدا، لبدء الحوار بين جميع الفصائل، أملا في وحدة مستقبلية لقيادات الحزب الحاكم بجنوب السودان. وتشهد دولة جنوب السودان منذ ديسمبر/ كانون الأول 2013، صراعاً دموياً على السلطة بين القوات الحكومة والمعارضة المسلحة بقيادة مشار، ولم تنجح مفاوضات السلام التي جرت خلال الفترة الماضية في أديس أبابا، في وضع نهاية للعدائيات بين الطرفين والتوصل لصيغة لتقاسم السلطة حتى الآن. ومنذ 23 يناير/ كانون الثاني الماضي، ترعى "إيغاد"، برئاسة وزير الخارجية الإثيوبي السابق، وسفيرها الحالي في الصين، سيوم مسفن، مفاوضات في العاصمة الإثيوبية بين حكومة جنوب السودان والمعارضة. وفي التاسع من مايو/ أيار الماضي، وقّع سلفاكير ومشار، برعاية رئيس الوزراء الإثيوبي، هيلي مريام ديسالين، اتفاق سلام شامل لإنهاء الحرب، قضى بوقف إطلاق النار خلال 24 ساعة، ونشر قوات دولية للتحقق من وقف العدائيات، وإفساح المجال للمساعدات الإنسانية للمتضررين، والتعاون بدون شروط مع الأممالمتحدة والوكالات الإنسانية، وهو ما لم يدم طويلا حيث بدأ الطرفان تبادل الاتهامات بخرقه. وفي العاشر من يونيو/ حزيران الماضي، عقدت دول "إيغاد" قمة في أديس أبابا اتفقت خلالها على خارطة طريق لإنهاء الأزمة، من أبرز بنودها تشكيل حكومة انتقالية في فترة لا تتجاوز 60 يوما، وهو ما لم يتحقق إلى اليوم.