قال الابن الوحيد لرئيسة الوزراء الباكستانية التي اغتيلت بينظير بوتو أمام مئات الآلاف من المؤيدين أمس السبت إنه سيقاتل من أجل النهوض بحزبه في ظهور استهدف الإشارة إلى البداية الرسمية لمشواره السياسي. ونقلت وكالة "رويترز" للأنباء عن بيلاوال بوتو زرداري (26 عاما) أمام تجمع حاشد في مدينة كراتشي الساحلية القلب المالي لباكستان والتي يقطنها 18 مليون نسمة "الشعب هو مصدر قوتنا." وقال "إذا أردتم إنقاذ باكستان فإن المبدأ الذي وضعته عائلة بوتو وحزب الشعب الباكستاني هو الحل الوحيد." وقالت الشرطة إن حوالي 150 ألف حضروا هذا التجمع. وفي دلالة رمزية لا تخلو من مغزى وقف بيلاوال على سطح نفس الحافلة التي اغتيلت عليها والدته قبل سبعة أعوام في هجوم بالأسلحة والقنابل بعد أن عقدت مؤتمرا انتخابيا في مدينة روالبندي عام 2007 . وقتل 180 شخصا على الأقل في ذلك اليوم. ولعائلة بوتو تاريخ مضطرب يعكس صعود باكستان وتراجعها في العقود المنصرمة. ففي عام 1979 نفذ ضياء الحق الحاكم العسكري السابق لباكستان حكم الإعدام شنقا الذي صدر ضد ذو الفقار علي بوتو جد بيلاوال ومؤسس حزب الشعب الباكستاني. وحكم حزب الشعب باكستان في الفترة بين عامي 2008 و2013 عندما هزم في انتخابات تاريخية التي شهدت لأول مرة في تاريخ باكستان الملئ بالانقلابات العسكرية تسليم السلطة من زعيم مدني منتخب إلى مدني آخر جاء أيضا عن طريق الانتخابات. وظهور بيلاوال بوتو كزعيم معارض يثير قلق رئيس الوزراء الحالي نواز شريف الذي اهتز موقعه بسبب الاحتجاجات التي استمرت لأسابيع وقادها لاعب الكريكيت السابق عمران خان ورجل الدين الثائر طاهر القادري. لكن حكم حزب الشعب الديمقراطي الذي دام خمس سنوات شهد أيضا سلسلة من المواجهات مع المحكمة العليا التي تتمتع بنفوذ قوي وعددا كبيرا من قضايا الفساد ونفور الناس تدريحيا من سياساته.