توقع عدد من المحللين في شئون الطاقة إمكانية إقدام "أوبك" خلال اجتماعها بعد غد في مدينة وهرانالجزائرية على إجراء أكبر عملية خفض لإنتاج الدول الأعضاء وذلك منذ نحو عشر سنوات في إطار محاولات وقف التدهور السريع الذي تشهده أسعار النفط. وأعرب المحللون من خلال استطلاع للرأي أجرته شبكة بلومبرج الإخبارية عن اعتقادهم بأن تقدم "أوبك" على تقليص سقف الإنتاج بمقدار مليوني برميل يوميا على الأقل أو بنسبة 7.3 %. وحذر أحد الخبراء من خطورة تراجع الأسعار إلى مستوى ال30 دولارا للبرميل إلا إذا تركت "أوبك" بشكل حاسم. وتأتي مساعي "أوبك" الراهنة للحد من انخفاضات الأسعار وذلك وسط مؤشرات ترجح هبوط الطلب العالمي وذلك لأول مرة من العام 1983. ووفقا لتقديرات وكالة الطاقة الدولية، فإن الطلب العالمي قد تراجع بحوالي 200 ألف برميل يوميا ليبلغ 85.8 مليون برميل يوميا في المتوسط. وكان تقرير جديد لوكالة الطاقة الدولية توقع أن يظهر الطلب العالمي على النفط العام الحالي أول انكماش له منذ 25 عاما وهو الأمر الذي سيتطلب من "أوبك" إجراء خفض كبير لسقف الإنتاج وذلك بعد الانخفاضات الحادة غير المسبوقة التي تعرضت لها أسعار النفط والتي وصلت لحوالي 70 % على مدى 5 أشهر، توقع . وترى وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري الذي أوردته صحيفة "فاينانشيال تايمز" عبر موقعها الإلكتروني أن حجم الخفض الفعلي الذي أجرته منظمة "أوبك" حتى الآن يقدر بحوالي 50 % من مجمل عمليتي الخفض التي تم الاتفاق عليهما. ومن جانبه، أعلن وزير النفط الإيراني غلام حسين نوذري أن طهران ستقترح في اجتماع "أوبك" الطارئ المقبل الذي من المقرر أن يعقد الأسبوع الجاري في الجزائر خفض مستوى إنتاج النفط بين 5ر1 مليون إلى مليوني برميل يوميا. وقال نوذري طبقا لما نقلته وكالة الأنباء السعودية عن وكالة الأنباء الإيرانية "إن اقتراح إيران يأتي للدفاع عن أسعار النفط وإقامة تعادل في العرض والطلب في أسواق النفط العالمية". وأضاف يقول "لو لم نتخذ مثل هذا الإجراء فسيكون لنا خلال الأشهر الثلاثة الأولى والثانية من العام المقبل فائض في العرض الأمر الذي سيتسبب بمزيد من هبوط الأسعار في أسواق النفط العالمية".