واشنطن: كشف تقرير حديث صادر عن صندوق النقد الدولي أن الاقتصاد العالمي يمر حاليا بحالة من الهبوط الحاد بسبب ما وصفه بأخطر صدمة مالية تتعرض لها الأسواق المالية منذ ثلاثينات القرن الماضي. وأكد التقرير الدوري للصندوق حول "أفاق الاقتصاد العالمي" ضرورة اتخاذ اجراءات قوية ومنسقة لمنع حدوث اسوء السيناريوهات التي يمكن تصورها. وتوقع التقرير الذي أوردته وكالة الأنباء السعودية أن يشهد النمو العالمي تباطؤا كبيرا في الفترة المتبقية من العام الجاري قبل أن يبدأ في تحقيق انتعاشة متواضعة خلال النصف الثاني من العام القادم. وأوضح التقرير أن النمو الاقتصادي في الدول المتقدمة سيسجل مستوى يقارب الصفر حتى منتصف العام القادم على الأقل, بينما ينخفض مستوى النمو في الدول النامية ليصبح أقل بكثير من المعدلات المسجلة في الفترة القريبة الماضية, متوقعا أن يبلغ اجمالي متوسط النمو الاقتصادي العالمي نسبة 3 % بالمائة خلال العام 2009. وأوضح المستشار الاقتصادي ومدير إدارة الابحاث بصندوق النقد الدولي اوليفييه بلانشار أن الاقتصاد العالمي دخل مرحلة من التباطؤ الحاد بعد تعرضه لصدمتان كبيرتان هما طفرة أسعار النفط والسلع الاولية واتساع نطاق الأزمة المالية. وقدر التقرير أن يسجل الاقتصاد الامريكي معدل نمو 1.6 % العام الجاري ونسبة نمو 1% بالمائة العام القادم مقارنة بنسبة نمو 2% بالمائة عام 2007, موضحا أن تحسن الأوضاع في قطاع الاسكان وتحقيق استقرار أكبر في اسواق النفط سوف يساعدان على وضع اساس للانتعاشة الاقتصادية التي يمكن أن تبدأ في النصف الثاني من 2009. وتوقع التقرير أن يتم احتواء التضخم في اقتصادات الدول المتقدمة بسبب تاثير التباطؤ المتزايد واتجاه أسعار السلع الاولية إلى الاستقرار بحيث يصل إلى نسبة أقل من 2% مع نهاية العام القادم, أما بالنسبة لاقتصادات الدول النامية فانه يتوقع بقاء التضخم فيها حول مستوى 8 % بنهاية 2008.